Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية تطرق باب السياسة الدولية بحثا عن "حل الدولتين"

استضافت اجتماعات "التحالف العالمي" بمشاركة بلدان أوروبية وعربية لوضع جدول زمني لإنهاء السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية

ملخص

انطلقت اليوم في العاصمة السعودية الرياض أولى جلسات "التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين"، حيث يلتقي صانعو القرار لوضع خريطة طريق ملموسة تدعم الجهود الأممية من أجل السلام، وتحدد جدولاً زمنياً لتجسيد حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال.

في خضم الأزمات المتلاحقة يواصل الصراع بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة تصاعده، بعد أن انطلق من نقطة حرجة خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ومع مرور نحو عام تتجدد الدعوات للاعتراف بالدولة الفلسطينية، مستلهمة من روح القمة العربية الإسلامية الطارئة، وبعد أن انضمت دول أوروبية مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج إلى أربع دول من منطقة الكاريبي هي جامايكا وترينيداد وتوباغو وبربادوس وجزر الباهاما، في خطوة تاريخية تعكس التوجهات العالمية نحو دعم القضية الفلسطينية.

واليوم، انطلقت في العاصمة السعودية الرياض أولى جلسات "التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين"، حيث يلتقي صانعو القرار لوضع خريطة طريق ملموسة تدعم الجهود الأممية من أجل السلام، وتحدد جدولاً زمنياً لتجسيد حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال.

حل الدولتين

وخلال الاجتماع الأول لـ"التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين" أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود أن "السعودية تتابع من كثب التطورات الخطرة التي تشهدها المنطقة"، مشيراً إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة اتسع ليشمل الجمهورية اللبنانية، مما يهدد سيادتها وسلامة أراضيها.

وأوضح الأمير فيصل أن هذه الاعتداءات تشكل تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي، مشدداً على إدانة السعودية واستنكارها الجرائم والانتهاكات التي تعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق، وكذلك الاعتداءات التي يتعرض لها الأشقاء داخل لبنان.

 

 

وفي سياق متصل وامتداداً للقمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض خلال الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أعلن الوزير السعودي عن الدعوة لعقد قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة في السعودية بتاريخ الـ11 من نوفمبر 2024 لمناقشة استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، وتطورات الأوضاع في المنطقة.

وأكد وزير الخارجية السعودي أن اجتماع التحالف الدولي لدعم حل الدولتين يمثل خطوة أولى ضمن سلسلة من المبادرات بمشاركة 90 دولة، موضحاً أن السعودية تسعى من خلال هذا الاجتماع إلى "تجييش الرأي العام الدولي ضد الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ليكون صوت المجتمع الدولي واضحاً في مواجهة الانتهاكات".

آمال مرتقبة

من جهته، أكد المتخصص في الشؤون الخارجية وعضو جمعية العلوم السياسية بجامعة "كينغستون" عزام الشدادي في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" أن التطورات الأخيرة في المنطقة تلقي بظلالها على فرص تحقيق حل الدولتين، وأنه مع التحولات السياسية وتغير التحالفات العالمية أصبحت الديناميكيات التقليدية للصراع العربي-الإسرائيلي في حاجة إلى مراجعة، مما يفتح المجال لاستراتيجيات جديدة. وأضاف "تتابع السعودية ودول أخرى هذه التحولات ساعية إلى تغيير البيئة السياسية بطرق تعزز فرص الوصول إلى حل عادل ومستدام، لأن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة لم يعد هدفاً تفاوضياً بعيد المنال، بل أصبح حقاً أساساً وأولوية لتحقيق السلام الشامل".

وأشار المتخصص السياسي إلى أن الدول العربية والجهات الإقليمية تلعب دوراً محورياً في دعم حل الدولتين من خلال الضغط الدبلوماسي والدعم المالي والسياسي، إذ أكدت عديد من الدول العربية أهمية هذا الحل في الساحات الدولية، معتبرة إياه الضمانة لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، مما يسهم في استقرار المنطقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع الشدادي "قدمت بعض الدول مبادرات سلام ودخلت كوسطاء في مساعي التهدئة، بينما يعد الدعم المالي والاقتصادي ركيزة أساس لمساعدة الفلسطينيين في بناء بنية تحتية قوية وتحسين أوضاعهم المعيشية، ومع ذلك تختلف مواقف الدول من حيث الانخراط والفعالية إذ تُظهر بعض الدول دعماً قوياً للقضية، بينما تختار أخرى نهجاً يركز على أولوياتها الداخلية. وفي النهاية يعتمد نجاح هذه الجهود على تنسيق عربي متكامل وإرادة جماعية لتحقيق سلام دائم في المنطقة".

وعن المواقف الدولية الحالية تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين قال الشدادي إنها "تتسم بالتغيير والتباين، إذ تتأثر بالأوضاع السياسية الداخلية والخارجية وتسعى الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة إلى الحفاظ على دور الوسيط، على رغم اختلاف رؤى إداراتها بين دعم مباشر لحل الدولتين أو تفضيل نهج الحوار المفتوح بين الأطراف".

أضاف أن روسيا تلعب دوراً متزايداً في المنطقة مستغلة التوترات مع الغرب لتعزيز نفوذها الإقليمي، مما يضفي بعداً جديداً على المواقف تجاه القضية الفلسطينية، بينما تلتزم دول الاتحاد الأوروبي بدعم حل الدولتين معتبرة إياه المسار الوحيد لتحقيق سلام دائم، وعبرت عن ذلك بوضوح في اجتماعاتها الأخيرة مع دول الخليج وفق المتحدث الذي أكد أنه على رغم أن قدرتها على التأثير المباشر تبقى محدودة، فإنها ستزيد من تركيزها وتأثيرها وبخاصة مع الاجتماع الرفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، الذي يعقد اليوم في الرياض.

تطبيع مشروط

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست في افتتاح دورته الشتوية أول من أمس الإثنين عن طموحه لتحقيق السلام مع الدول العربية، موضحاً أنه يسعى إلى استكمال العملية التي بدأها قبل بضعة أعوام من خلال توقيع اتفاقيات أبراهام التاريخية، بهدف فتح آفاق جديدة للسلام مع الدول العربية الأخرى.

من جهته أكد المحاضر في مركز الدبلوماسية العامة في إسرائيل جولان برهوم ضمن تصريحات نقلتها "سي إن إن" أن هناك رغبة حقيقية لدى إسرائيل في وصل العلاقات مع السعودية، مع تقديرها لالتزام السعودية بالملف الفلسطيني.

وفي سياق الاجتماع الذي عقد اليوم حول تنفيذ حل الدولتين أشار المحلل السياسي السعودي إياد الرفاعي إلى الأهمية البالغة لهذا الحدث، إذ أعلن عنه منذ فترة قصيرة لا تتجاوز شهراً، مما يعكس بوضوح قدرة السعودية ومكانتها الدبلوماسية المرموقة في جمع 90 دولة ومنظمة دولية لمناقشة قضية معقدة مثل القضية الفلسطينية.

 

 

وأكد الرفاعي أن هذا الاجتماع يعد نقطة تحول رئيسة على الساحة السياسية الدولية، إذ يعد الأول من نوعه الذي تُجمع فيه دول ومنظمات من مختلف أنحاء العالم، جميعها تتبنى رؤية موحدة نحو تحقيق حل الدولتين، وانتقلت القضية الفلسطينية من إطار العلاقات الثنائية إلى فضاء العلاقات المتعددة الأطراف، مما يبرز وجود منبر عالمي يعكس الإرادة الجماعية لهذه الدول.

أضاف المحلل السياسي أن ذلك سيوفر الأدوات والآليات اللازمة للتحرك الفعال نحو تنفيذ حل الدولتين، من خلال تكوين تكتل عالمي يضم 90 دولة ومنظمة، ولن يكون هذا الأخير بل هو جزء من جهود مستمرة، إذ ستعقد اجتماعات لاحقة في تركيا ومصر ودول أخرى مما يعكس جدية التحرك وأهميته في تحقيق السلام الدائم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات