ملخص
أتاح الموقف الفرنسي الجديد في شأن الصحراء الغربية والذي سبق لماكرون إعلانه في رسالة للملك محمد السادس نهاية يوليو الماضي، تجاوز سلسلة من التوترات الحادة خلال الأعوام الثلاثة الماضية بين البلدين.
وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء في الرباط بأن بلاده ستنشط "دبلوماسياً" داخل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب حلاً وحيداً للنزاع وحول الصحراء الغربية.
وقال ماكرون في خطاب أمام الجالية الفرنسية بالمغرب خلال اليوم الأخير لزيارة الدولة التي بدأها أول من أمس الإثنين إلى المملكة "سوف ننشط دبلوماسياً داخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بغية الإقناع بأن الحل المغربي هو الحل الوحيد".
البرلمان المغربي
وأتى كلامه غداة خطاب أمام البرلمان المغربي جدد فيه تأييد بلاده "لسيادة" المملكة على هذه المنطقة المتنازع عليها منذ عقود مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. وقال ماكرون أمس الثلاثاء "بالنسبة إلى فرنسا، يندرج حاضر هذه المنطقة ومستقبلها في إطار السيادة المغربية".
وأتاح الموقف الفرنسي الجديد الذي سبق لماكرون إعلانه في رسالة للملك محمد السادس نهاية يوليو (تموز) الماضي، تجاوز سلسلة من التوترات الحادة خلال الأعوام الثلاثة الماضية بين البلدين، من أجل إرساء "شراكة استثنائية وطيدة".
وبالنسبة إلى المغرب، يعد هذا الموقف الرهان الأساس لتطبيع علاقاته مع باريس العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي الذي يصدر قرارات سنوية حول هذا النزاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي المقابل، أعربت الجزائر مطلع أغسطس (آب) الماضي عن رفض الموقف الفرنسي الجديد، واستدعت سفيرها لدى باريس للتشاور.
الاتحاد الأفريقي
أضاف ماكرون "سوف نعمل أيضاً في المنطقة مع الاتحاد الأفريقي، لاقتناعنا بأن هذا الحل (الحكم الذاتي) هو الذي سيتيح تحقيق مزيد من الأمن والسلام في الصحراء، وأيضاً في الساحل وبكل تأكيد في كامل المنطقة".
وجدد أيضاً تأكيد التزام بلاده العمل "لمواصلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصحراء الغربية"، مشيداً "بالجهود التي بذلها المغرب في هذا الصدد". وتابع "الوكالة الفرنسية للتنمية وشركاتنا ستواصل العمل في إطار ’قانوني‘ مضمون".
ووقعت شركات فرنسية عقوداً مع شركاء مغاربة لإنجاز عدة مشاريع في الصحراء الغربية تشمل خصوصاً إنتاج ونقل الطاقات المتجددة، من أصل نحو 40 عقداً واتفاق استثمار أبرمت أول من أمس وأمس بين المغرب وفرنسا.
المستعمرة الإسبانية السابقة
وتشكل هذه المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، محور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن.
وخلال نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2023 جدد مجلس الأمن الدولي دعوة أطراف النزاع إلى "استئناف المفاوضات" للتوصل إلى حل "دائم ومقبول من الطرفين". لكن المغرب يشترط التفاوض فقط حول مقترح الحكم الذاتي.