Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون في المغرب لتجاوز توترات العلاقة بين باريس والرباط

إبرام عقود واتفاقيات استثمار بقيمة تناهز 10 مليارات يورو... والهجرة والصحراء الغربية في مقدم الملفات الخلافية بين البلدين

اتجه الملك محمد السادس والرئيس ماكرون نحو القصر الملكي بالرباط في سيارة مخصصة للمراسم عبرت شوارع رئيسة بالعاصمة المغربية (أ ف ب)

ملخص

يسعى الرئيس الفرنسي والملك المغربي إلى طي صفحة سلسلة من الخلافات، بينها شبهات تنصت من جانب الرباط على هاتف ماكرون، وخفض فرنسا عدد تأشيرات الدخول الممنوحة إلى مواطني المغرب بين عامي 2021 و2022، لدفع الرباط إلى استعادة مواطنين يقيمون بطريقة غير مشروعة في فرنسا.

وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفقة زوجته بريجيت عصر اليوم الإثنين إلى المغرب، حيث استقبله الملك محمد السادس استقبالاً رسمياً في مطار الرباط سلا، ليبدأ زيارة دولة لثلاثة أيام، سيسعى والملك خلالها إلى توطيد علاقات بلديهما المتوترة جراء خلافات وقعت في السنوات الثلاث الأخيرة، وإعطاء زخم جديد لشراكة تاريخية بين المغرب والقوة الاستعمارية السابقة.
وصافح العاهل المغربي إيمانويل ماكرون وزوجته عند نزولهما من الطائرة، وكان متكئاً على عصا ويرافقه ولي عهده الأمير مولاي الحسن وشقيقه الأمير مولاي رشيد، قبل عزف نشيدي البلدين وإطلاق 21 طلقة مدفعية ترحيباً بالرئيس الفرنسي.
واتجه قائدا البلدين نحو القصر الملكي بالرباط في سيارة مخصصة للمراسم عبرت شوارع رئيسة بالعاصمة المغربية، زُينت بأعلام المغرب وفرنسا، وتجمع على جنباتها كثير من المواطنين.
وسيجريان لقاءً ثنائياً يليه توقيع اتفاقات في مجالات الطاقة والمياه والتعليم والأمن الداخلي.

عقود واتفاقيات

وأفادت الرئاسة الفرنسية مساء الإثنين، أن المغرب وفرنسا أبرما عقوداً واتفاقيات استثمار بقيمة تناهز 10 مليارات يورو، مع بدء الزيارة الرئاسية.
وتشمل هذه الاتفاقيات عدة ميادين بينها السكك الحديد، إذ تأكدت مشاركة الشركتين الفرنسيتين "ألستوم" و"إيجيس" في الشطر الثاني للخط فائق السرعة بين طنجة ومراكش، فضلاً عن قطاعات الطاقة والهيدروجين الأخضر وصناعة الطائرات. لكن لم يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية.


تجديد العلاقات

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو للأسبوعية الفرنسية "لا تريبون دو ديمانش"، "نريد تجديد (علاقاتنا) فضلاً عن التطلع إلى العقود المقبلة" من خلال "تحديد أهداف طموحة جداً في مجالات كثيرة".
وفي مؤشر إلى الإرادة الفرنسية في تعزيز هذه الشراكة بالكامل، يرافق ماكرون وفد كبير يضم تسعة وزراء بينهم وزير الداخلية برونو ريتايو الذي ستكون تصريحاته حول الهجرة موضع ترقّب، فضلاً عن وزراء الاقتصاد أنطوان رمان، والتربية الوطنية آن جينيته، والثقافة رشيدة داتي، وهي من أصول مغربية.
ويشارك في الزيارة أيضاً رؤساء مجموعات مثل "إنجي" و"ألستوم" و"سافران" و"توتال إنرجي" و"سوييز"، فضلاً عن ممثلي شركات مثل "إيرباص" و"فيوليا" و"تاليس".
وستكون الأوساط الثقافية الفرنسية المغربية ممثلة أيضاً، مع الكاتبين الطاهر بن جلون، وليلى سليماني، والفكاهي جمال دبوز، والممثل جيرار دارمون.

محاور صعبة

من جهة أخرى، وصفت صحيفة "الصباح" المغربية الإثنين هذه الزيارة بـ "التاريخية"، فيما قالت صحيفة "الأحداث" المغربية إن "الصداقة المغربية - الفرنسية مرت بسلام من منطقة اهتزاز"، مشيرة إلى أن مسؤولي البلدين سيتطرقان إلى محاور "صعبة" مثل "الهجرة التي أصبحت هاجساً كبيراً في فرنسا... لكن هذا النقاش الصعب مقدور عليه بين بلدين يقدر أحدهما الآخر".
ويسعى الرئيس الفرنسي والملك المغربي بهذه المناسبة إلى طي صفحة سلسلة من الخلافات، بينها شبهات تنصت من جانب المغرب على هاتف ماكرون، وخفض فرنسا عدد تأشيرات الدخول الممنوحة إلى مواطني المغرب بين العامين 2021 و2022، لدفع الرباط إلى استعادة مواطنين يقيمون بطريقة غير مشروعة في فرنسا.
وزاد في توتير العلاقة الأولوية التي خص بها الرئيس الفرنسي الجزائر بعد إعادة انتخابه في 2022، فيما المغرب والجزائر في مواجهة لا سيما حول مسألة الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة التي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، التي تشكل محور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن.
وأسفرت هذه الخضات العدة إلى إرجاء زيارة ماكرون التي كانت مقررة أساساً في مطلع 2020، بعد زيارة أولى في 2017 وثانية في 2018.
واختار ماكرون في نهاية المطاف تحسين العلاقة مع المغرب حيث لفرنسا مصالح اقتصادية كبيرة من خلال إعلانه في يوليو (تموز) الماضي، دعم حلّ قضية الصحراء الغربية "في إطار السيادة المغربية".
وبالنسبة إلى المغرب يعد هذا الاعتراف، الرهان الأساس لتطبيع علاقاته مع فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن الذي يصدر قرارات سنوية حول هذا النزاع.
وأوضح سفير المغرب السابق لدى الأمم المتحدة، محمد لوليشكي لوكالة الصحافة الفرنسية أن فرنسا "لها دور تلعبه في التطور المستقبلي للقضية داخل مجلس الأمن".
ويتوقع أن يعيد تأكيد هذا الموقف خلال كلمة مرتقبة جداً الثلاثاء أمام البرلمان المغربي. وتشكل الصحراء الغربية قضية وطنية رئيسة في المغرب.
وباتت الرباط تأمل بأن ينعكس هذا الموقف الفرنسي الجديد استثمارات فرنسية واسعة في هذه المنطقة التي تزخر بموارد سمكية ضخمة، وعلى صعيد الطاقة الشمسية والرياح والفوسفات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مجموعة عقود؟

وقد تنعكس زيارة الرئيس الفرنسي أيضاً مجموعة واسعة من العقود، مع أن الطرفين توخيا التكتم حول آخر المفاوضات الجارية بهذا الشأن.
وقد تتمكن شركة "إيرباص هليكوبترز" من بيع 12 إلى 18 مروحية "كاراكال" للقوات المسلحة المغربية خلال الزيارة، وفق مصادر متطابقة.
وتأمل فرنسا في أن تبقى الطرف الرئيس في توسيع خط القطارات السريعة بين طنجة وأغادير، بعد تدشين الجزء الأول بحفاوة من جانب الملك محمد السادس والرئيس ماكرون في 2018.


ملف الهجرة

وعلى صعيد الهجرة، يريد وزير الداخلية الفرنسي الجديد الذي يعتمد نهجاً صارماً بهذا الخصوص، دفع المغرب إلى استعادة مواطنين أوقِفوا لإقامتهم بطريقة غير مشروعة في فرنسا. وبعد أزمة تأشيرات الدخول في 2021-2022، تعد الحكومة الفرنسية باعتماد روح الحوار في هذا الإطار.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو على ضرورة "استخلاص العبر من أخطاء الماضي" والتطرق إلى المسألة "في إطار شراكة شاملة".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار