ملخص
يمثل البقاع بالنسبة لـ"حزب الله" الركنين الأساسيين لنجاح أية معركة عسكرية، وهما العديد والإمدادات اللوجيستية.
في الأيام الأخيرة تصاعد الاستهداف الإسرائيلي لمنطقة البقاع شرق لبنان، إذ نزح آلاف السكان من منازلهم بعد إنذارات إخلاء إسرائيلية لعشرات القرى في محافظتي البقاع وبعلبك - الهرمل.
الاستهداف الإسرائيلي لهذه المنطقة يحمل في طياته أهدافاً محددة ورسائل لـ"حزب الله"، إذ يشكل البقاع ومنطقة بعلبك خصوصاً، أحد أهم معاقل الحزب في لبنان.
ويوضح المحلل العسكري العميد سعيد القزح أن لـ"بعلبك أهمية كبيرة لدى ’حزب الله‘، فهي تمثل الوجدان والذاكرة الجماعية لهذا الحزب" الذي انطلق من هذه المدينة "عام 1982 عندما حضرت أولى طلائع الحرس الثوري الإيراني واستقرت في مرجة رأس العين في بعلبك"، لتبدأ العمل على تأسيس "حزب الله" الذي عاد وانتشر في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت.
ويضيف القزح أن بعلبك تمثل أيضاً الركنين الأساسيين لنجاح أية معركة عسكرية، وهما العديد والإمدادات اللوجيستية، مشيراً إلى أن البقاع يعتبر بمثابة "الخزان البشري" لـ"حزب الله"، إذ ينحدر منه عدد من المقاتلين في الجنوب، كما أن "غالبية عناصر الحزب الذين شاركوا في الحرب السورية كانوا من منطقة بعلبك - الهرمل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
على الصعيد اللوجيستي يقول القزح إن المقصود هو "كل ما هو ضروري لاستدامة القتال من ذخيرة ومخازن أسلحة وعتاد وآليات ومعامل لتصنيع قاذفات الصواريخ والطائرات المسيرة، وكل هذا يخزن في منطقة بعلبك - الهرمل، كونها النقطة الوسيطة التي تصل إيران بسوريا فلبنان، ومنطقة بعلبك هي النقطة التي يتخزن فيها" كل هذه الوسائل القتالية لتنقل لاحقاً إلى الجبهة الجنوبية. ويشير القزح إلى أنه "منذ بدء الحرب، رأينا أن هناك عدداً من مخازن الذخيرة والعتاد ومنصات إطلاق الصواريخ التي دمرت" في هذه المنطقة.
ويضيف المحلل العسكري أن إسرائيل تستهدف أيضاً "المنازل والقرى لإيقاع أكبر عدد من الضحايا بين المدنيين من أهالي عناصر ’حزب الله‘، من أجل معاقبتهم وإيقاع الشرخ بين سكان هذه القرى والحزب".
من هنا "لاستهداف بعلبك بعد نفسي، إذ يدخل ضمن الحرب النفسية التي يمارسها الجيش الإسرائيلي تجاه البيئة الحاضنة لـ’حزب الله‘ لضرب الذاكرة الجماعية لهذا الحزب ووجدانه التاريخي"، مما يظهر "الإصرار على القضاء على البنية العسكرية لـ’حزب الله‘"، بحسب القزح.