ملخص
يستعد مانشستر يونايتد للبدء في حقبة المدرب البرتغالي الشاب روبن أموريم بعد فترة سيئة من حيث الأداء والنتائج مع الهولندي إريك تن هاغ الذي أقيل من منصبه
إذا كانت مهمة المدرب روبن أموريم في إعادة مانشستر يونايتد بطلاً لإنجلترا تبدو مستحيلة تقريباً من موقف الفريق الحالي المتواضع، فهو في الأقل مدير فني يتمتع بمستوى جيد من التحول الملاحظ.
تولى أموريم مسؤولية سبورتنغ لشبونة في مارس (آذار) 2020، كمدرب يبلغ من العمر 35 سنة، ويمتلك خبرة لمدة شهرين فقط في الإدارة الفنية في الدوري البرتغالي الممتاز.
ورث ناد عملاق من دون لقب الدوري منذ 18 عاماً، يعيش في حال من الفوضى داخل الملعب وخارجه بعد خروج اللاعبين الرئيسين مثل رافينيا وباس دوست وبرونو فيرنانديز، ومن المفارقات أنه من المقرر الآن أن يكون قائداً لبرونو في "أولد ترافورد".
شرع أموريم بسرعة في طبع هويته الكروية الخاصة، ففي أول موسم كامل له كمدرب، حقق فريقه الشاب رقماً قياسياً في الدوري بـ32 مباراة من دون هزيمة في طريقه للفوز بالدوري البرتغالي الممتاز، منهياً بذلك احتكار بورتو وبنفيكا الطويل، وخسر سبورتنغ مباراة واحدة فقط في الدوري طوال الموسم ضد بنفيكا بعد تأمين اللقب بالفعل.
فاز أموريم بلقب الدوري مرة أخرى في الموسم الماضي، ومن المقرر أن يترك سبورتنغ في صدارة الجدول بتسعة انتصارات من تسع مباريات لعبها، فكيف فعل ذلك، وماذا يقول عمله في لشبونة عما يمكن لمانشستر يونايتد أن يتوقعه من مديره الفني القادم؟
(3 - 4 - 2 - 1) المفضلة لأموريم
حاول أموريم للمرة الأولى اللعب بثلاثة لاعبين في الدفاع في وقت مبكر من مسيرته التدريبية، واستقر بسرعة على الرسم التكتيكي (3 - 4 - 2 - 1) الذي أصبح مفضلاً لديه في سبورتنغ، إذ يمكن للنظام أن يتحول إلى (3 - 4 - 3) مع وجود جناحين مهاجمين على الجانبين بدلاً من رقم 10 المعتاد، وفي بعض الأحيان لعب بطريقة (3 - 5 - 2) لكن أموريم نادراً ما انحرف عن أساسه المكون من ثلاثة لاعبين في الخلف.
عندما بدأ سبورتنغ في البناء من العمق، كان اثنان من الظهيرين المغامرين يعانقان خطي التماس لتوسعة الملعب، مما يترك مساحة لقلب الدفاع الواثق لحمل الكرة إلى الأمام أو تمريرها إلى خط الوسط، لكن في يونايتد يمكن أن يندفع ليساندرو مارتينيز إلى الجانب الأيسر من دفاع مكون من ثلاثة لاعبين، بينما من المرجح أن يكون ماتيس دي ليخت هو المحور.
وبالنسبة إلى أدوار الظهيرين، يتمتع أموريم بخيارات جيدة على الجانب الأيمن تتمثل في مواطنه البرتغالي ديوغو دالوت والوافد الجديد في الصيف نصير مزراوي، اللذين حققا بداية رائعة للموسم، وسيكون لوك شو وتيريل مالاسيا خيارين طبيعيين في مركز الظهير الأيسر لكن كلا اللاعبين كافح للحفاظ على لياقتهما وقد تكون هذه المنطقة حيث يحتاج أموريم إلى تعزيز في يناير (كانون الثاني)، لكنه يمكنه بدلاً من ذلك اللجوء إلى الشباب، إذ يعتبر الظهير الأيسر هاري أماس البالغ من العمر 17 سنة أحد أفضل آفاق يونايتد المستقبلية.
كان سبورتنغ يلعب عادة بلاعبين متكاملين في الوسط يتمتعان بالحيوية والإبداع والقدرة على القتال، ومن السهل أن نرى كيف يمكن لكوبى ماينو أن يملأ أحد هذين الدورين، كما تألق جواو بالينيا، الذي انضم لاحقاً إلى فولهام ثم بايرن ميونيخ، في أول موسم يفوز فيه أموريم باللقب، وفي الآونة الأخيرة نشأت شراكة بين الدولي الدنماركي مورتن هيولماند والياباني هيديماسا موريتا، الذي يعجب به أموريم بشدة، وقال العام الماضي "أعتقد أن كل مدير فني يجب أن يدرب لاعباً يابانياً واحداً في الأقل. لاعب مستعد دائماً لمساعدة الفريق، ويعتذر ألف مرة في اليوم، ومحترم للغاية، ويلعب في أي مكان ويريد فقط التعلم. ليس لدي سوى أشياء جيدة لأقولها عن هيديماسا موريتا".
في الهجوم استخدم أموريم لاعباً رقم "تسعة" لتوسيع دفاعاته من خلال الركض المستمر من الخلف، وهنا أثبت المهاجم السويدي فيكتور غيوكيرس أنه صفقة رائعة بعد انتقاله من كوفنتري سيتي العام الماضي، إذ سجل 59 هدفاً في 65 مباراة، ولا يختلف ملف تعريفه عن مهاجم يونايتد راسموس هويلوند، الذي سيكون أكثر ملاءمة من زميله الأقل قدرة على الحركة جوشوا زيركزي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا اختار أموريم الرسم التكتيكي (3 - 4 - 2 - 1) منذ البداية، فربما يكون الجانب الأكثر إثارة للاهتمام هو كيفية ملء مركزي الرقم 10، إذ منح هؤلاء اللاعبين الحرية للعب على نطاق واسع أو في العمق أو التقدم إلى ما وراء المهاجم، ولعبوا أدواراً حاسمة لسبورتنغ سواء بنصيبهم من مساهمات الأهداف أو في الضغط من دون الكرة.
وكان بيدرو "بوتي" غونكالفيس مفتاحاً في هذا المركز على مدار المواسم الخمسة الماضية، إذ أسهم الماهر والمبدع في الحركة الذكية بـ102 هدف في 130 مباراة بالدوري تحت قيادة أموريم، فهو مهاجم بالقدم اليمنى يعمل في المقام الأول في نصف المساحة الأيسر، مع حرية الانجراف على نطاق واسع والمراوغة إلى خط التماس، ولكن يشجع بالقدر نفسه على أن يكون حاسماً في منطقة الجزاء.
وهناك كثير من لاعبي يونايتد الذين يمكنهم شغل هذا المركز، بما في ذلك برونو فيرنانديز وماسون ماونت، لكن أليخاندرو غارناتشو هو الخيار الطبيعي للدور المؤثر الذي لعبه غونكالفيس.
الثقة في الشباب
ورث أموريم فريقاً دمره بيع اللاعبين الأساسيين، وكان انتقال برونو فيرنانديز إلى مانشستر يونايتد هو الأكثر شهرة، وبالكاد أعيد استثمار هذه الأموال في سوق الانتقالات، مما يعني أن أموريم لم يكن لديه خيار سوى بناء فريق حول المواهب المحلية الناشئة مثل إدواردو كواريزما وماتيوس نونيز ونونو مينديز.
لقد فعل ذلك ببراعة، وأسفر عن ذلك انتقال النجوم الشباب الذين فازوا معه باللقب في موسمه الأول لبعض أكبر الأندية في أوروبا، إذ انتقل ماتيوس نونيز إلى مانشستر سيتي في مقابل 40 مليون جنيه استرليني (51.93 مليون دولار)، وانتقل نونو مينديز إلى باريس سان جيرمان في مقابل 35 مليون جنيه استرليني (45.44 مليون دولار)، وانضم مانويل أوغارتي إلى باريس سان جيرمان في مقابل 50 مليون جنيه استرليني (64.91 مليون دولار) قبل الانتقال إلى "أولد ترافورد"، إذ سيلتقي مجدداً بمديره الفني السابق، كما انتقل بيدرو بورو إلى توتنهام في مقابل 30 مليون جنيه استرليني (38.95 مليون دولار).
لم يثق أموريم بلاعبيه الشباب فحسب، بل طورهم أيضاً، وهذا يعني أن سبورتنغ صعد إلى قمة كرة القدم البرتغالية وتنافس في دوري أبطال أوروبا، بينما حقق في الوقت نفسه أرباحاً ضخمة من مبيعات اللاعبين، وبينما قد لا تكون هناك ضرورة للاعتماد على الأكاديمية في "أولد ترافورد"، فإن القدرة على صقل المواهب الشابة في فريق يضم ليني يورو وأماد ديالو وماينو وهويلوند وغارناتشو ستكون حاسمة، بناء على عمل إريك تن هاغ الذي أظهر ثقته في نجومه الصاعدين وربما يذهب النادي إلى أبعد من ذلك.
الاحتفاظ بالكرة
كان أداء مانشستر يونايتد الأفضل تحت قيادة تن هاغ خالياً من التركيز على الاحتفاظ بالكرة، إذ فكر في الهجمة المرتدة السريعة لإسقاط مانشستر سيتي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، لكن من غير المرجح أن يكون هذا هو نهج أموريم.
تكشف أرقام أموريم مع سبورتنغ عن أسلوب السيطرة على الكرة والاستحواذ بمتوسط نحو 60 في المئة خلال مباريات الدوري، وكانوا حذرين مع الكرة، وأكملوا أعلى نسبة تمريرات في الدوري (84.1 في المئة وفقاً لموقع أف بريف) الموسم الماضي وحاولوا أقل عدد من التمريرات الطويلة من أي فريق، إذ كان متوسط مسافة التمرير لديهم 16.8 ياردة وهو ثاني أقصر معدل في الدوري.
بدأت لعبة الاستحواذ لسبورتنغ من الخلف، وسجلوا ثاني أقصر متوسط مسافة تمرير بين حراس المرمى، التي سيشعر بها أندريه أونانا حارس يونايتد بالراحة، كما لعبوا ثاني أقل عدد من محاولات تغيير الملعب، مما يدل على أن أموريم يفضل أن يعمل فريقه على تمرير الكرة عبر الملعب بتمريرات قصيرة دقيقة، بدلاً من المخاطرة بتمريرات قطرية إلى الجانب الآخر.
وكان أحد أقوى الانتقادات خلال فترة تن هاغ في يونايتد أنه على عكس فريقه في أياكس، كان من الصعب تمييز أسلوب أو نهج معين، لكن ذلك ربما لن يحدث أبداً مع أموريم الذين يمكن أن يتوقعوا تدريباً جيداً على أرض ملعب التدريب خلال الأسابيع المقبلة إذ يضع أنماط اللعب التي تجعل نظامه يعمل.
بطبيعة الحال، بالنسبة إلى فريق حديث ناجح يفوز بالألقاب، لم يسيطر سبورتنغ على الكرة فحسب، بل خنق خصومه في أعلى الملعب من أجل استعادتها في مناطق خطرة.
في الموسم الماضي احتلوا المرتبة الثانية في الدوري البرتغالي الممتاز من حيث التدخلات التي فازوا فيها بالكرة في الثلثين الهجومي والوسطي من الملعب.
كيف قد يستعد يونايتد تحت قيادة أموريم؟
سيعاني أموريم قائمة طويلة من الإصابات التي تضم ماينو وماونت وشو ويورو ومزراوي وهاري ماغواير، وسيتعين عليه الارتجال في الأسابيع الأولى، ولكن إليكم كيف يمكن لمانشستر يونايتد أن يستعد بتشكيلة كاملة:
© The Independent