ملخص
أعلنت أوكرانيا أن دفاعاتها الجوية اعترضت خلال الليل 50 مسيرة متفجرة روسية من تصميم إيراني فوق تسع مناطق، بما في ذلك في أجواء العاصمة كييف.
التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيرة الخارجية الكورية الشمالية تشوي سون هوي في موسكو الإثنين، فيما تندد دول غربية بوصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى الحدود الروسية للقتال ضد قوات كييف.
وكانت الوزيرة التقت يوم الجمعة الماضي نظيرها الروسي سيرغي لافروف في موسكو.
في المقابل، وصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى كييف الإثنين في زيارة تعتزم خلالها طمأنة الأوكرانيين الذين يواجهون صعوبات على الجبهة والمستائين من الدعم الغربي الخجول في مواجهة التصعيد العسكري الروسي.
وتأتي الزيارة بينما تشهد أوكرانيا لحظات حرجة، إذ يتراجع جيشها ميدانياً منذ أشهر لافتقاره إلى مقاتلين وذخيرة، خصوصاً بسبب تأخر الغرب في تسليمها مساعدات تطالب بها.
وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه الأسبوع الماضي من تقاعس حلفائه في الرد على مسألة وجود جنود كوريين شماليين في روسيا، وقال "أعتقد أن رد الفعل على هذا لا شيء، صفر".
وقالت بيربوك من كييف إنه منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) 2022، "ما زال الالتزام نفسه: ألمانيا مع الكثير من الشركاء حول العالم، تقف بثبات إلى جانب أوكرانيا". وهذه زيارة بيربوك الثامنة إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم. وأضافت بيربوك "سندعم الأوكرانيين طالما هم بحاجة إلينا حتى يتمكنوا من مواصلة طريقهم نحو سلام عادل"، مرددةً العبارة التي استخدمها زيلينسكي خلال عرضه أخيراً "خطة النصر" في مواجهة روسيا.
وتُعد ألمانيا ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى أوكرانيا بعد الولايات المتحدة، لكن كييف مستاءة من رفض المستشار الألماني أولاف شولتز المتكرر تسليمها صواريخ باليستية بعيدة المدى من طراز "توروس"، خوفاً من توسع دائرة النزاع ليطاول أوروبا.
كما رفض شولتز انضمام أوكرانيا بشكل فوري إلى حلف شمال الأطلسي، وهو أول طلب تقدم به زيلينسكي خلال عرضه "خطة النصر" الخاصة به أمام الحلفاء الغربيين.
ومع ذلك، قال الرئيس الأوكراني على "فيسبوك" الإثنين، إن هناك "تحسناً كبيراً" في تسليم الإمدادات العسكرية المخطط لها في إطار برامج المساعدات الدفاعية الأجنبية. وأضاف أن "عمليات تسليم المدفعية شهدت أيضاً تحسناً ملحوظاً"، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
كذلك أكدت كييف أن الجنود الكوريين الشماليين دخلوا ساحة المعركة للقتال ضد جيشها في منطقة كورسك الروسية، حيث شنت القوات الأوكرانية هجوماً في أغسطس (آب) الماضي، مؤكدة السيطرة على مئات الكيلومترات المربعة.
وقال رئيس مركز مكافحة التضليل في أوكرانيا أندريه كوفالينكو على تطبيق "تيليغرام" الإثنين، "تعرضت الدفعة الأولى من الجنود الكوريين الشماليين لإطلاق نار في منطقة كورسك".
كذلك أكد رئيس الإدارة الرئاسية في أوكرانيا أندريه يرماك الإثنين أن الجنود الكوريين الشماليين "موجودون" في الأراضي الروسية في منطقة كورسك و"يشكلون، مثل الجيش الروسي، تهديداً لأوكرانيا".
وقال على "تيليغرام"، "إنهم موجودون هناك وبالطبع سيموتون".
ووصلت أنالينا بيربوك إلى كييف بعدما استهدفت هجمات روسية مكثفة بمسيرات العاصمة خلال أيام وليالٍ عدة.
ونددت بيربوك بـ"عنف" حرب بوتين الذي يريد "تحطيم الناس في أوكرانيا" من خلال قصف البنى التحتية الحيوية وضرب السكان، "وخصوصاً في أماكن حياتهم اليومية: في المنزل، والعمل، والمدرسة".
وتعهدت برلين بتقديم مساعدات بقيمة 170 مليون يورو لدعم أوكرانيا في اجتياز ثالث شتاء تمضيه في الحرب، في حين تعرضت البنى التحتية للطاقة في البلاد لأضرار جسيمة بسبب الضربات الروسية.
وأصيب 13 شخصاً في الأقل بجروح ليل الأحد الإثنين جراء سلسلة من الضربات الروسية على خاركيف، ثاني أكبر مدن أوكرانيا في شمال شرقي البلاد، على ما أفادت به النيابة العامة في كييف.
وتتعرض منطقة خاركيف المحاذية لروسيا بانتظام للقصف منذ بدء العملية العسكرية الخاصة لموسكو ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، وتكثفت الضربات في الأشهر الأخيرة.
وقال مكتب المدعي العام الأوكراني عبر "تيليغرام"، إن "القوات المسلحة الروسية نفذت ضربات جوية مكثفة على خاركيف وضواحيها" في هجمات عدة متتالية، وأشار إلى إصابة 13 شخصاً بجروح بينهم أربعة من عناصر الشرطة.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن سوبرماركت تحطمت واجهته جراء الانفجارات، وحدثت فجوات في الأرض. وأوضحت النيابة العامة الأوكرانية أنه عثر في موقع الضربات على حطام قذائف فاب-250، وهي قنابل جوية مدمرة تستخدمها روسيا بصورة مكثفة على الجبهة.
اعتراض عشرات المسيرات
كذلك أعلنت أوكرانيا أن دفاعاتها الجوية اعترضت خلال الليل 50 مسيرة متفجرة روسية من تصميم إيراني فوق تسع مناطق، بما في ذلك في أجواء العاصمة كييف، فيما أطلق صاروخ كروز روسي على المنطقة الشرقية من دنيبروبيتروفسك.
ويكرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منذ مدة طويلة طلبه من الحلفاء صواريخ طويلة المدى وإذناً باستخدام الأسلحة الغربية لتدمير أهداف في عمق الأراضي الروسية، من دون أن ينال ما يريد.
وأطلقت روسيا دفعات من المسيرات المتفجرة بصورة شبه يومية على أوكرانيا خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
مساران منفصلان للتفاوض
من ناحية أخرى قال مسؤول كبير بالرئاسة الأوكرانية إن كييف لن تعارض قيام قطر أو أية دولة أخرى بالتفاوض في شأن اتفاق يتعلق بأمن الطاقة عبر مسارين منفصلين للمحادثات مع كل من كييف وموسكو، لكنه أكد عدم وجود مثل هذه الاتفاقات حتى الآن.
قلق أممي من القوات الكورية الشمالية
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه الشديد" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا واحتمال انتشارها على الجبهة في مواجهة أوكرانيا، وفق ما ذكر المتحدث باسمه أمس الأحد في بيان.
وقال ستيفان دوجاريك في البيان إن "الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بإرسال قوات من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إلى الاتحاد الروسي، بما في ذلك احتمال نشرها في منطقة النزاع".
وذكر البيان أن "هذا الأمر سيمثل تصعيداً بالغ الخطورة للنزاع" بين كييف وموسكو. ونقل دوجاريك عن غوتيريش قوله، "يجب فعل كل شيء لتجنب أي تدويل لهذا النزاع"، مكرراً الدعوة إلى "بذل جهود جادة" لإنهاء الحرب.
وتحدثت تقارير غربية عن نشر كوريا الشمالية جنوداً في روسيا للقتال ضد أوكرانيا، فيما تؤكد دول غربية أن هؤلاء على وشك الانتشار في ساحة المعركة في منطقة كورسك الروسية، إذ يسيطر الجيش الأوكراني على مئات الكيلومترات المربعة منذ أغسطس (آب).
وحض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة الماضي حلفاء بلاده الغربيين على السماح باستعمال صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
وتمنع الولايات المتحدة والدول الأوروبية أوكرانيا إلى حد كبير من استخدام الصواريخ التي سلمتها لها لضرب أهداف في الأراضي الروسية، خشية دفع الكرملين إلى التصعيد، لكن كييف ترى أن غياب الحزم الغربي يشجع بوتين على تصعيد النزاع. وندد زيلينسكي الخميس بما قال إنه عدم تحرك حلفاء بلاده في مواجهة نشر القوات الكورية الشمالية.
حرائق في كييف
ميدانياً قال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية كييف اليوم الإثنين إن حطام طائرات روسية مسيرة أشعل حرائق في المدينة في ثالث هجوم من نوعه تشنه موسكو على كييف في ليلتين.
وقال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو على تطبيق "تيليغرام"، "تم إرسال طواقم الطوارئ". وتسبب حطام الطائرات المسيرة المدمرة في اندلاع حريق بحديقة موروميتس بمنطقة ديسنيانسكي في شمال شرق كييف وأشعل بعض النيران في العشب على ضفة نهر دنيبرو المقابلة للحديقة.
ولم ترد معلومات بعد عن وقوع إصابات جراء ذلك. وسمع شهود من "رويترز" دوي انفجارات في كييف فيما بدا أنه صوت عمل وحدات الدفاع الجوي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جاءت الضربات في أعقاب هجمات روسية أمس الأحد ألحقت أضراراً بالمباني وخطوط الكهرباء في كييف.
ولم يصدر أي تعليق من موسكو بشأن الهجمات. وتكثف روسيا منذ أغسطس هجماتها على أوكرانيا فيما يقول مسؤولون في كييف إنه محاولة من موسكو لتدمير البنية الأساسية الحيوية اللازمة للتدفئة خلال فصل الشتاء.
روسيا تسيطر على قرية بمنطقة دونيتسك
وفي وقت سابق قال الجيش الروسي إن قواته سيطرت على قرية فيشنيف في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وإنها تواصل تقدمها صوب المركز اللوجيستي في بوكروفسك.
ولم تذكر هيئة الأركان العامة في الجيش الأوكراني شيئاً عن القرية التي أعلنت روسيا سيطرتها عليها، لكنها أفادت بوقوع قتال في منطقة مجاورة. واعترفت مدونة (ديب ستيت) الحربية الأوكرانية بخسارة فيشنيف وقالت إن القوات الروسية تتحرك صوب قرية مجاورة.
وقالت هيئة الأركان في تقرير نشرته على "فيسبوك" بعد الظهر إن القوات الروسية شنت 19 هجوماً على قطاع بوكروفسك الواقع على خط المواجهة في شرق أوكرانيا.
وأضافت، "صدت قوات الدفاع هجمات العدو... قوات الاحتلال تركز جهودها على قريتي برومين وفيشنيف".
وقالت مدونة (ديب ستيت) إن القوات الروسية، "أصبحت نشطة بالقرب من هريوريفكا"، وهي قرية واقعة غرب فيشنيف على الطريق إلى بوكروفسك. وأضافت، "إنهم يحاولون، بدعم من فرق المشاة، التقدم في مناطق الغابات على طول خط للسكك الحديد وأرادوا الانتقال إلى القرية والحصول على موطئ قدم فيها... لحسن الحظ، هذه المحاولة باءت بالفشل".