ملخص
يبدو أن نجاح أرسنال في السنوات الأخيرة الذي كان نتاجاً لتحالف بين المدير الرياضي إيدو والمدير الفني ميكيل أرتيتا لم يكن بنفس درجة التعاون والآن سيرحل البرازيلي عن منصبه لخوض تجربة جديدة
من حيث التوقيت، لم يكن الخبر الذي يفيد بأن إيدو سيترك أرسنال أسوأ بالنسبة للنادي حيث إن الفريق يسير باتجاه سيئ وفجأة بدا أن هذا القرار يحاكي الخلل وراء الكواليس، والذي يمكن أن يؤثر بشكل أكبر على ما يحدث فوق أرض الملعب.
الحقيقة هي أن هذا الخبر ينبع من المناقشات التي كانت جارية منذ أن كانت النتائج أفضل بكثير، إذ أرادت المجموعة المملوكة لإيفانغيلوس ماريناكيس إيدو لبعض الوقت، وكانوا على استعداد لمضاعفة أجره بأكثر من ثلاثة أضعاف وزيادة حجم صلاحياته، ومن المفهوم أن البرازيلي كان يتقاضى راتباً يبلغ نحو مليوني جنيه استرليني (2.60 مليون دولار) في أرسنال.
ومن خلال هذا المنظور فإن الأمر منطقي إلى حد ما إذ لا تزال هناك أسئلة، ليس أقلها حول ما يعنيه ذلك بالنسبة لأرسنال، فضلاً عن ديناميكيات القوة في النادي، ومن الواضح أن مجموعة ملكية ماريناكيس عازمة في الوقت نفسه على التوسع.
ولكن المال ليس السبب الوحيد وراء رحيل إيدو، حتى وإن بدت مثل هذه الأرقام مقنعة، فمن المعروف أن الفائز بلقب الدوري الإنجليزي في موسم (2003 - 2004) كان يريد المزيد من النفوذ، بل وحتى أن هناك حديثاً داخلياً عن السعي إلى الحصول على منصب الرئيس التنفيذي في أرسنال، ومن المؤكد أن مجموعة ماريناكيس، التي تمتلك نادي نوتنغهام فورست في إنجلترا، ستقدم له المزيد من القوة.
وبدلاً من ذلك، ذهب أرسنال في اتجاه آخر، ومن المفهوم أن بعض هذا مرتبط جزئياً بتغيير الديناميكيات داخل النادي.
بصفته نائب الرئيس التنفيذي للنادي يعد تيم لويس الشخصية الأكثر نفوذاً في ملكية كرونكي، بينما يدور قسم كرة القدم بالكامل حول ميكيل أرتيتا، وقد ضمن التأثير التحويلي للباسكي ترقيته من مدرب رئيس إلى مدير فني بصلاحيات كاملة، مما قلل بطبيعته من دور أي مدير رياضي.
وهذا بالطبع يثير السؤال الرئيس حول مدى افتقاد أرسنال لإيدو الآن، وما الذي سيأتي بعد ذلك؟
لقد جاءت كل هذه التغييرات في خضم عملية تدريجية من إعادة التنظيم في عام 2020، عندما كان الوباء في ذروته وتسبب فقدان الدخل في إعادة النظر في الفريق الإداري للنادي الذي أصبح سلة مهملات.
نجا إيدو ثم عزز مكانته كشخصية رئيسة من تلك الفترة، وشكل ما بدا أنه شراكة جديدة مع أرتيتا، وبينما كانا دائماً ودودين وعملا معاً بشكل جيد إلى حد كبير، إلا أن بعض المطلعين على الأمور الداخلية يصرون على أن فكرة "التحالف" كانت مبالغاً فيها، وأنه كانت هناك خلافات أكثر من المتوقع، على رغم عدم وصف أي منها بأنه شيء خارج عن المألوف بالنسبة لبيئة النادي.
كان سجل الانتقالات التي قادها إيدو مختلطاً قبل عام 2020، لكنه تحسن بمجرد أن توصل النادي لملف تعريف واضح للفريق في هذا الصيف، وفي حين واجه أرسنال آنذاك مشكلة في إتمام بعض التعاقدات الأقل نجاحاً، كان يُنظر إلى إيدو على أنه صوت قوي في دعم أرتيتا عند الضغط للتخلص من أولئك الذين لديهم عقود باهظة الثمن مثل مسعود أوزيل وبيير إيمريك أوباميانغ.
يتمتع الرجل البالغ من العمر 46 سنة بالكاريزما، والتي ساعدت في إتمام الصفقات كما أن لديه هذا الفهم لما يحتاجه اللاعب من المستوى الأعلى، وقد ساعد ذلك في المفاوضات أثناء الانتقالات، ويضرب المثل بانتقال ديكلان رايس من وست هام يونايتد كمثال واضح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يعتقد الكثير من الناس أن هذا يبرر تماماً وجود إيدو أثناء التوقيع وفي الصور إلى جانب اللاعبين المبتسمين، لكن البعض الآخر أكثر انتقاداً.
كان أحد السطور "يبدو وكأنه يجلس هناك ببدلة بيضاء، لكنه ليس مايكل إدواردز".
وبقدر ما قد يبدو هذا الوصف سيئاً، فإن الإشارة إلى رئيس التعاقدات في ليفربول أصبحت الآن ذات صلة بأرسنال.
إن الدور الإداري الشامل لأرتيتا يعني أنهم لا يحتاجون حقاً إلى مدير رياضي بالمعنى الحديث، لكنهم بحاجة إلى خبير تعاقدات أكثر حداثة.
ربما هناك الكثير مما يقال عن هذا الموقف الذي بدا مفاجئاً لدرجة أن أرسنال لم يضع أسماء أخرى لخلافة إيدو في منصبه، حتى لو كان المطلعون على دراية بأن "شيئاً ما كان خاطئاً خلال الأسابيع القليلة الماضية".
وهناك اعتقاد بأن النموذج لا يزال قوياً في الوقت الحالي، والشعور هو أن فريق أرتيتا أصبح الآن دقيقاً للغاية لدرجة أنهم يعرفون بالضبط ملف تعريف اللاعب الذي يريدونه لكل مركز، وميدان البحث ضيق بالضرورة، وبالتالي كان من السهل الاستقرار على تعاقدات مثل ريكاردو كالافيوري وجورين تيمبر في الصيف.
كما يدعم النادي فريق التوظيف الأوسع نطاقاً لكن ما سيكون مفقوداً الآن هو الجزء الأخير من التعاقدات وإبرام الصفقات والنظرة الأوسع.
وبقدر ما هو غير مرحب به بالنسبة لأرسنال، فمن الخطأ أن نقول إن هناك توتراً إذ لا يوجد اضطراب كبير أيضاً، ويمكن للفريق أن يستمر كما هو لكن يتعين على النادي الأوسع نطاقاً الآن إعادة النظر في استراتيجيته.
لقد كانت هذه في الغالب تجربة لمدير تنفيذي بارز يريد المزيد من المال والنفوذ في منصبه بالنادي، لكن مجموعة ماريناكيس ستعرض عليه ذلك، وسط تكهنات واسعة النطاق بأنهم سيضيفون للبحث عن نادٍ آخر إلى نوتنغهام فورست وأولمبياكوس وريو آفي.
ويبدأ أرسنال الآن في البحث عن اسم آخر لكن المنصب قد لا يكون بنفس المعايير التي كان يتمتع بها إيدو.
© The Independent