Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعم المشاهير لهاريس والحزب الديمقراطي إشكالي "ولم يثمر"

دعم بيونسيه أو تايلور سويفت لم يساعد هاريس

دأب المشاهير في أميركا على التعبير عن دعمهم للسياسيين في الانتخابات (الصورة منشئة بالذكاء الاصطناعي دال-إي، أوبن أي، تشات جي بي تي)

ملخص

ليس من واجب أو مصلحة المشاهير الإعلان عن مواقفهم السياسية الخاصة أو إبداء دعمهم لطرف سياسي محدد على آخر مما يدفع جزءاً من المعجبين بالنفور

من بروس سبرينغستين إلى بيونسيه مروراً بليوناردو دي كابريو وهاريسون فورد وصولاً إلى جوليا روبرتس، كان النجوم الذين يحظون بشهرةٍ عالمية يعلون الصوت من أجل دعم كامالا هاريس، حتى أن والدة بيونسيه انخرطت هي أيضاً في هذا الحراك. وكان من شأن تايلور سويفت وحدها، التي جاهرت بدعمها على "إنستغرام" مباشرة بعد المناظرة (التي مرت مرور الكرام تقريباً) بين هاريس وترمب، أن تكون كافية لضمان نجاحها. ومع ذلك، فهي لم تفز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لعل تايلور سويفت جاهرت بذلك الدعم في وقتٍ مبكرٍ جداً أو لعل غالبية قاعدتها الجماهيرية هم ما دون سن الاقتراع. وربما أيضاً ذلك الدعم الذي ينثره النجوم على كامالا لا يصنع أي فارقٍ ملموس بالفعل. مع أن النجوم (ومعهم هاريس نفسها) يرفضون مواجهة الواقع بأن الناخبين بكل بساطة لا يتأثرون بقوة النجوم وآرائهم.

عام 2016، استنفرت هوليوود كلها وحشدت نجومها من أجل دعم هيلاري كلينتون ومنهم على سبيل المثال لا الحصر مغنون مثل آديل وبيونسيه مرة أخرى (لست واثقاً من والدتها في ذلك الوقت). ومع ذلك، كانت الغلبة لترمب.

وفي هذا السياق، مثل هذه التصريحات العلنية المتوقعة للدعم والمودة تحمل القليل من القوة الوازنة أو لا تحمل أي وزن على الإطلاق، بغض النظر عن حجم قاعدة المعجبين. في الواقع، لماذا يجب على معجبي هؤلاء النجوم أن يتأثروا افتراضياً بآرائهم السياسية؟ نحن نحبهم بسبب مواهبهم وتمتعهم بالكاريزما وليس من أجل ميولهم السياسية. مع العلم أنه على جانبي المحيط الأطلسي، ليس هنالك من معجبين يُساقون كالغنم إلى صناديق الاقتراع.

كما ليس لدى أغلب هؤلاء المشاهير أي حق خاص في مناقشة السياسة. وإذا حصل وتحدثتم إلى أغلب نجوم الروك، فسوف يخبرونكم أن حياتهم أثناء الجولات هي عبارة عن غرف فندقية ومسارح حفلات، إلى جانب خبرة محدودة في الحياة الواقعية. وشكل بوب ديلان استثناءً نادراً، إذ عمد إلى التجول في كل مدينة يزورها.

يقودني هذا الاستنتاج إلى إرساء ما أعتبره تناقضاً صارخاً: التناقض بين المشاهير الحاليين الذين يظهرون ولاءهم السياسي علناً وبشكلٍ واضح؛ والجيل الأكبر سناً من كبار نجوم الروك الذين احتفظوا بآرائهم السياسية لأنفسهم إلى حد كبير.

فمن كان يدري لمصلحة من صبت أصوات الفرق الموسيقية الشهيرة على غرار "ذا بيتلز" أو "رولينغ ستونز" أو "كينكس" Kinks أو "ذا هو" The Who أو سواها؟ لم يخبرنا افرادها بذلك أبداً. وعندما أشار جون لينون على شاشة التلفزيون إلى رئيس الوزراء [البريطاني جيمس ويلسون] بأنه "السيد ويلسون اللطيف"، كان هذا هو أقصى ما بلغوه في إظهار تفضيلهم لهذه الشخصية السياسية أو تلك. وكانت أغنية جورج هاريسون "تاكسمان" أو "رجل الضرائب" من بين أكثر الإشارات التي كشفت عن ميولهم أو آرائهم السياسية وهي الأغنية التي افتتح بها ألبوم فريق البيتلز "ريفولفير" Revolver. كانت الأغنية هجوماً على معدلات الضرائب المرتفعة بشكل هائل. هل يبدو هذا الأمر مألوفاً؟

حتى لينون في آخر سنوات حياته عندما أصبح مسيساً بشكلٍ كبير، فقد اختار الدفاع عن السلام العالمي وليس دعم حزب سياسي معين.

عندما تحدثت إلى ميك جاغر عن السياسة منذ بضع سنوات، كان غوردون براون رئيساً للحكومة وأتذكر كم كان ميك مسروراً من استخدام براون لعبارة "البوصلة الأخلاقية"؛ وهو سلوك نادراً ما كان جاغر يحمله في تصرفاته. ولكنه مع ذلك لم يكشف أي تفصيل عن خياره الانتخابي.

وفي الانتخابات الأميركية عام 2016، استخدم ترمب أغنية "ذا رولينغ ستونز" الشهيرة" " لا يمكنك دوماً الحصول على ما تريد" You Can’t Always Get What You Want ليس في حملاته وتجمعاته الانتخابية وحسب بل أيضاً بعد خطاب النصر الذي ألقاه (من المستغرب أنه لا يدرك المفارقة في عنوان الأغنية التي تم تشغيلها في الخلفية).

وكانت فرقة "رولينغ ستونز" هددته مراراً باتخاذ إجراءات قضائية والتوجه إلى القضاء لأنه قام باستخدام الأغنية، ولكنني أجهل إن كان ذلك لأسباب سياسية أو مالية. وكان جاغر نفسه غرد ممازحاً: "لعلهم سيطلبون مني أداء أغنية ’لا يمكنك دوماً الحصول على ما تريد‘ في حفل التنصيب". ولم تدل كلماته على أي شعور بالغضب.

ينبغي على نجوم الروك ونجوم هوليوود أن يفكروا أيضاً في حقيقة مفادها أن قاعدة معجبيهم لا تنتمي كلها إلى الحزب الديمقراطي (على رغم أن بعضهم كذلك). فملايين الأطفال والأشخاص البالغين الجمهوريين يشترون أسطوانات الموسيقى ويذهبون إلى السينما. ومن غير الحكمة أن نجعلهم ينفرون.

خلاصة القول، لا يتمتع الموسيقيون والممثلون برؤية سياسية خاصة، كما أنهم لا يتمتعون بنفوذ سياسي خاص. وبالتالي، يجب البحث عن المرشحين الذين يدعمهم العلماء والمدافعين عن البيئة والمعلمين وهذا هو العنصر الأهم. كان الجيل الأكبر سناً من نجوم الروك على حق: احتفظوا برأيكم الخاص لأنفسكم.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات