تجدد الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية وعشرات القتلى في البقاع

تجددت الغارات، عصر اليوم، على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد إنذارات إسرائيلية للسكان بإخلاء ثلاث مناطق في معقل "حزب الله"، بعد توقف الضربات منذ يوم السبت.

وتصاعدت سحابة دخان رمادية ضخمة على إثر غارة أولى على المنطقة، تبعتها غارة اسرائيلية ثانية على حارة حريك، وفق ما أوردت "الوكالة الوطنية للإعلام"، وصل صداها إلى مناطق بعيدة نسبياً عن ضاحية بيروت الجنوبية.

وكان الجيش الإسرائيلي دعا قبل أكثر من ساعة سكان مناطق الليلكي وحارة حريك وبرج البراجنة إلى إخلائها.

عشرات القتلى في بعلبك - الهرمل

وقتلت غارات إسرائيلية على لبنان 38 شخصاً على الأقل في محيط مدينة بعلبك في سهل البقاع بشرق البلاد اليوم الأربعاء، بحسب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر الذي كتب على منصة "إكس" "تحديث لحصيلة اليوم من العدوان على بعلبك الهرمل حتى الآن: 40 غارة. 38 شهيداً. 54 جريحاً. وما زالت أعمال رفع الأنقاض جارية في أكثر من مكان مستهدف".

وفي مرجعيون (جنوب)، استهدفت مسيرة إسرائيلية دراجة نارية على طريق إبل السقي - برغز ما أدى إلى مقنل سائقها.

البحث عن ناجين

واليوم، مشطت فرق الإنقاذ اللبنانية أنقاض مبنى سكني جنوبي العاصمة بيروت بحثاً عن جثث أو أي ناجين من غارة إسرائيلية سقط فيها 20 قتيلا الليلة الماضية، فيما استمر تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة "حزب الله".

وقال "حزب الله" إنه أطلق رشقة صاروخية على قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقرب من مطار بن غوريون. ودوت صفارات الإنذار في شمال ووسط إسرائيل وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صاروخا سقط بالقرب من المطار.

وقالت هيئة المطارات الإسرائيلية إنها تواصل العمل بشكل طبيعي، وقالت شركة طيران "العال" الإسرائيلية إن أيا من طائراتها لم يلحق بها أي ضرر جراء الصواريخ التي سقطت بالقرب من وسط إسرائيل.

وأصابت الغارة التي استهدفت بلدة برجا الليلة الماضية مبنى سكنيا متعدد الطوابق يقع على قمة تل، مما أدى إلى تدميره.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية قبيل منتصف الليل إن الغارة أسفرت عن مقتل 20 شخصا وإصابة 14 آخرين، لكنها أضافت أن عدد القتلى قد يرتفع.

غارات على النبطية

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الغارة تستهدف عضواً في "حزب الله" ولم يصدر أي إنذار بالإخلاء قبل الغارة الجوية.

ونفذ الجيش الإسرائيلي اليوم غارات على مدينة النبطية في جنوب لبنان بعد إصدار أوامر لمناطق محددة في المدينة بالإخلاء. ولم ترد أنباء بعد عن سقوط ضحايا جراء الغارات.

وقُتل أكثر من 3000 شخص في الغارات الإسرائيلية على لبنان على مدى العام الماضي، أغلبهم سقطوا في الأسابيع الستة الماضية.

وكان هجوم برجا من بين أكثر الضربات الجوية دموية.

وتعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى هدنة مدتها 60 يوما اقترحتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وكان اللبنانيون يخشون من تصاعد الحرب بعد أن عين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسرائيل كاتس وزيرا جديدا للدفاع.

وتعهد كاتس "بهزيمة" حزب الله حتى يتمكن النازحون من شمال إسرائيل من العودة إلى ديارهم.

عمليات لـ "حزب الله"

وأعلن "حزب الله" أنه استهدف بالصواريخ والطائرات المسيّرة قاعدة عسكرية بحرية قرب مدينة حيفا في شمال إسرائيل، وذلك للمرة الرابعة خلال شهر.

كما أعلن استهداف تجمع للقوات الإسرائيلية عند الأطراف الشمالية الشرقية لبلدة مارون الراس (جنوب) بمسيّرتين انقضاضيّتين.

ميدان المعركة

وسط هذه الأجواء، قال الأمين العام لـ "حزب الله" نعيم قاسم اليوم الأربعاء إن التطورات في ميدان المعركة فقط، وليس التحركات السياسية، هي التي ستضع نهاية للأعمال القتالية بين الجماعة اللبنانية والجيش الإسرائيلي.

وفي خطاب مسجل مسبقاً أضاف قاسم أنه لن يكون هناك طريق للمفاوضات غير المباشرة من خلال الدولة اللبنانية إلا إذا أوقفت إسرائيل هجماتها على لبنان، وتابع "عندما يقرر العدو وقف العدوان فهناك طريق للمفاوضات حددناه بصورة واضحة، وهو التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية".

عشرات آلاف المقاتلين

وأكد قاسم أن لدى الحزب عشرات آلاف المقاتلين المدربين لمواجهة إسرائيل، وذلك على وقع مواجهة مفتوحة منذ أكثر من شهر بين الطرفين.

وفي ذكرى مرور 40 يوماً على اغتيال الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، قال قاسم إن "الميدان مقسوم بين الحدود والجبهة الداخلية لإسرائيل"، مضيفاً "يوجد لدينا عشرات آلاف المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات على الحدود، ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع على الطائرات والصواريخ" التي يطلقها "حزب الله".

الانتخابات الأميركية

من ناحية أخرى أكد قاسم أن حزبه لا يعول على نتائج الانتخابات الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل التي يخوض معها مواجهة مفتوحة منذ أكثر من شهر، وقال "لن نبني توقع وقف العدوان على حراك سياسي ولن نستجدي لوقف العدوان، ولا نبني على الانتخابات الأميركية سواء نجحت كامالا هاريس أو نجح دونالد ترمب"، مضيفاً "سنعول على الميدان، وسنترك بنيامين نتانياهو يدرك تماماً أنه في الميدان خاسر وليس رابحاً".

مناقشة التطورات السياسية

وقال مكتب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وهو حليف لـ "حزب الله" ووسيط دبلوماسي، إنه التقى بالسفيرين الأميركي والسعودي في لبنان اليوم لمناقشة التطورات السياسية، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

120 مقذوفا

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن "حزب الله" أطلق نحو 120 مقذوفا عبر الحدود، فيما أكد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية سماع أصوات اعتراضات لتلك المقذوفات في أجواء تل أبيب.

وقال الجيش بعد انطلاق صفارات الإنذار في شمال ووسط إسرائيل "نحو 120 مقذوفا أطلقتها منظمة حزب الله الإرهابية عبرت من لبنان إلى إسرائيل اليوم".

20 قتيلا

وفي ظل التصعيد بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس الثلاثاء مقتل 20 شخصاً في الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة برجا الساحلية الواقعة على مسافة أكثر من 20 كيلومتراً إلى الجنوب من بيروت.

وأفادت الوزارة في بيان بأن الحصيلة غير النهائية للغارة الإسرائيلية على برجا ارتفعت إلى 20 قتيلاً و14 جريحاً، وأضافت "لا تزال عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض مستمرة".

واستمر الدخان في التصاعد من المبنى مساء الثلاثاء في مكان القصف، فيما فرت عائلات عديدة من الموقع.

وهذه هي الضربة الإسرائيلية الثانية التي تستهدف الثلاثاء منطقة خارج معاقل "حزب الله" التقليدية، التي تستهدفها إسرائيل منذ الـ23 من سبتمبر (أيلول).

في وقت سابق، أسفرت غارة استهدفت مبنى سكنياً آخر في بلدة الجية قرب برجا عن مقتل شخص، بحسب وزارة الصحة اللبنانية، وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن شقة يستخدمها "حزب الله" تعرضت للاستهداف.

وقالت الحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء إن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أودت بحياة 3013 شخصاً في الأقل، وإصابة 13553 آخرين منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.