هل يصوت الموتى فعلا في الانتخابات الأميركية؟

أطلق دونالد ترمب ما لا يقل عن 10 ادعاءات للطعن في نزاهة الانتخابات، مثل مشاركة غير المواطنين، والتلاعب بآلات التصويت، لكن أغربها أن الموتى يصوتون، فهل المخاوف من الانتحال الانتخابي جدية فعلاً، ما السوابق وما الإجراءات التي يتخذها مسؤولو الانتخابات لتجنبها؟

تضارب حول السوابق

رغم فوزه بانتخابات 2024 إلا أن ترمب أبدى مخاوفه سابقاً من تزوير والأصوات ولا زال يشكك في نزاهة انتخابات 2020 التي خسرها أمام جو بايدن. وقال المرشح الجمهوري في السادس من يناير 2021 إن "أكثر من 800 بطاقة اقتراع في بنسلفانيا أدلى بها أشخاص تتطابق أسماؤهم وتواريخ ميلادهم مع أشخاص توفوا في عام 2020 وقبل الانتخابات".

وتزوير الانتخابات بهذه الطريقة غير شائع ولا منعدم، بحسب التقارير، إذ تقول صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير بتاريخ الثالث من نوفمبر 2024 إن الحالة الوحيدة الموثقة لـ"تصويت متوفى" كانت في بنسلفانيا عندما اعترف جمهوري في عام 2020 بتسجيل والدته المتوفاة منذ 2008 وإرسال بطاقة اقتراع باسمها عبر البريد، وحكم عليه بخمس سنوات تحت المراقبة.

لكن وثقت تقارير أخرى تصويت رجل في لاس فيغاس مرتين في انتخابات 2020 واعترف بالتصويت على بطاقة اقتراع زوجته المتوفاة في عام 2017، وتلقى غرامة وعقوبة المراقبة. ووجهت اتهامات إلى امرأة من مينيسوتا الشهر الماضي بالاحتيال وتقديم بطاقة اقتراع غيابية لوالدتها المتوفاة. كما نقلت صحيفة "ذا غارديان" عن موقع محلي في 2021 بأن مسؤولي ولاية جورجيا أكدوا رصد أربع حالات لتصويت الموتى، وذلك بعدما زعم ترمب أن هناك 5 آلاف حالة في الولاية التي خسرها أمام بايدن.

كيف يرصد المسؤولون التزوير؟

ولا توجد حالات موثقة كثيرة لهذا النوع من التزوير، لكن الطرق البدائية التي يتبعها مسؤولو الانتخابات للرصد والمراقبة يمكن أن تكون من عوامل هذه الندرة. ويقوم مسؤولو الانتخابات بفحص سجلات الوفيات بانتظام أو تتبع رخص القيادة الملغاة أو الوصايا على التركة، وفي عدد من الولايات يتلقون من وكالات الإحصاء قوائم شهرية للمتوفين مما يساعدهم في تحديث ملفات تسجيل الناخبين.

وقد يتحقق مسؤولو الانتخابات بطرق يصعب حصر الحالات من خلالها مثل رصد إعلانات بيع العقارات والبحث في أخبار النعي المنشورة بالصحف، أو حتى تصفح المواقع الإلكترونية لدور الجنازات، وهو ما أوردته "وول ستريت جورنال"، في وصف طرق المراقبة التي يتبعها أحد مشرفي الانتخابات في ولاية جورجيا.

وقالت باتي هانسن، مسؤولة انتخابات في ولاية أريزونا، إنها وزملاؤها يراجعون نعي الموتى في الصحف المحلية مرات عدة في الأسبوع، ويلغون أسماء المتوفين حديثاً من نظام تسجيل الناخبين، وقالت إن العملية تستغرق نحو 10 إلى 15 دقيقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض مسؤولي الانتخابات يعتبرون أن النعي كاف لإزالة الشخص من قائمة الناخبين، ويشترط آخرون أدلة إضافية، ولذلك يرسلون إلى عنوان الشخص مع النعي ويطلبون من أحد الأقارب تأكيد الوفاة.

ودفع ترمب وأنصاره ادعاءات بتصويت الموتى في ولايات عدة مثل أريزونا وفيرجينيا ونيفادا وبنسلفانيا وميشيغان وجورجيا، وتبين أنها "كاذبة" وفق "أسوشييتد برس". وعندما حقق المدعي العام في أريزونا في مزاعم الإدلاء بأصوات 282 شخصاً متوفى في عام 2020، وجد حالة واحدة تم إثباتها. وعُثر على حالتين فقط في مقاطعة واين بولاية ميشيغان بعد التحقيق في قائمة تضم أكثر من 200 ناخب متوفى. الأول كان بسبب خطأ كتابي، إذ خلط بين الابن ووالده المتوفى، والثاني يتعلق بامرأة تبلغ من العمر 92 سنة قدمت بطاقة اقتراعها باكراً، ثم توفيت قبل أربعة أيام من الانتخابات.

وتحظر 11 ولاية في الأقل، منها تسع ولايات بموجب القانون، واثنتان بناء على آراء النائب العام، احتساب الأصوات من الناخبين الغائبين الذين أدلوا بأصواتهم، ثم ماتوا قبل يوم الانتخابات، بينما تسمح تسع ولايات بذلك على وجه التحديد، وفقاً للمؤتمر الوطني للهيئات التشريعية للولايات، وهناك ولايات أخرى صامتة في شأن هذه المسألة.

ما العواقب؟

يمكن أن يواجه الناخبون الذين يقومون بتزوير توقيعات أقاربهم المتوفين على بطاقات الاقتراع غرامات وإجراءات تأديبية تصل إلى السجن، ولدرء التزوير في الانتخابات خصوصاً في حالة الاقتراع الغيابي، تشترط بعض الولايات شهادة مسؤول معين من الولاية على التوقيع.

ويبذل مسؤولو الانتخابات في جميع أنحاء الولايات المتحدة جهوداً مضاعفة للتحذير من عمليات الاحتيال الانتخابي وإرسال بطاقات الاقتراع الغيابية لأشخاص متوفين، التي يعاقب عليها القانون بالغرامة والسجن.