ملخص
خلال ولايته السابقة (2016- 2020) أثار ترمب غضب الفلسطينيين بموافقته على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. كما عمل على اتفاقات سلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في ما عرف بـ"اتفاقات أبراهام".
تباينت آراء الفلسطينيين حول فوز دونالد ترمب اليوم الأربعاء برئاسة الولايات المتحدة، ففي قطاع غزة يأملون في أن يؤدي فوزه إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، في حين يتخوفون في الضفة الغربية من "سنوات عجاف" قياساً بتجربة سابقة مريرة.
وتسبب النزاع بخسائر مروعة في الأرواح في قطاع غزة ونزوح عشرات الآلاف عن منازلهم وانتشار الجوع والأمراض، ناهيك عن المستشفيات التي تكافح في سبيل البقاء وتقديم الخدمات.
كفى... غزة انتهت
يقول محمود الجدبة (60 سنة) الذي نزح من جباليا إلى مدينة غزة، "يكفي ما تعرضنا له من ترحيل وقتل وموت وجوع، لم يتبقَّ شيء لنا، نريد السلام". ويضيف الرجل الذي نزح ثلاث مرات وخسر منزله "لم يبقَ شيء، أولادي مشردون في الجنوب وأنا هنا، غزة انتهت".
ويشكو الجدبة من أن "المساعدات لم يصل منها شيء للمواطن، وأتمنى من ترمب أن يحل قضيتنا، نحن بحاجة إلى شخص قوي مثل ترمب ينهي الحرب. كفى، هذا يكفي".
وتتمنى أم أحمد حرب التي نزحت من شرق حي الشجاعية "أن تنتهي الحرب ويأتي من يساعدنا في وضع حدّ لها ويقف إلى جانبنا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تضيف "أتمنى من ترمب أن يوقف الحرب، ليس من أجلنا بل من أجل أطفالنا الذين لا ذنب لهم. من لم يستشهد بينهم يموت من الجوع".
وكانت الإدارة الأميركية الحالية برئاسة الرئيس جو بايدن شددت أكثر من مرة على وجوب تأمين وصول المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.
وتوعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حركة "حماس" بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي تسبب بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى معطيات رسمية.
وخطف خلال الهجوم 251 شخصاً لا يزال 97 من بينهم محتجزين في غزة، ويقول الجيش إن 34 منهم قتلوا.
وتشن إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف مركز وعمليات برية في قطاع غزة، مما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 43391 فلسطينياً، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التي تديرها "حماس" وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
أربع سنوات عجاف
وتختلف الصورة لدى فلسطينيي الضفة الغربية الذين يبدون تخوفاً من المستقبل بعد فوز ترمب.
ويقول عماد فخيدة (57 سنة) وهو مدير مدرسة في غرب رام الله، "واضح أن الشارع الأميركي عاقب الحزب الديمقراطي باختياره الجمهوريين، بعد تجربة إدارة بايدن الفاشلة". ويضيف "أتصور أن عودة ترمب للحكم في الولايات المتحدة ستقودنا إلى الجحيم، وسيكون هناك تصعيد أكبر وأصعب، خصوصاً أنه معروف عنه تأييده التام والأكبر لإسرائيل"، ويتابع أنه "على العموم نحن ندفع الثمن في صراعات الحزبين الكبيرين في أميركا".
أما العضو في اتحاد نقابات عمال فلسطين محمد عاروري (65 سنة)، فيقول "نحن الآن أمام أربع سنوات عجاف، وضعنا الآن سيئ جداً، خصوصاً في قطاع غزة". ويستدرك "لكن مع نجاح ترمب الذي تربطه علاقات وطيدة مع إسرائيل، سيكون وضعنا أكثر سوءاً بكثير عما نحن فيه".
وخلال ولايته السابقة (2016- 2020)، أثار ترمب غضب الفلسطينيين بموافقته على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان. كما عمل على اتفاقات سلام بين بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في ما عرف بـ"اتفاقات أبراهام".
ودان الفلسطينيون حينها إقدام كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على توقيع اتفاقات سلام مع إسرائيل، معتبرين أن ذلك "خيانة" و"طعنة في الظهر".
وفي رام الله، يقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني لوكالة الصحافة الفرنسية، "نتحدث عن تجربة في منتهى السوء مع هذه الإدارة في ما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني، ومن بينها ضم القدس وصفقة القرن، وربما تعاد صياغة هذه الصفقة بصورة أخرى. سنكون أمام تحديات كبيرة".
حروب المنطقة المستعرة
في حملته الانتخابية لاقتراع 2024، وعد ترمب بإنهاء الحروب المستعرة في المنطقة، وقال إنه يستطيع "وقف الحروب بمكالمة هاتفية"، ومنحت مثل هذه التصريحات سكان قطاع غزة أملاً.
وفي هذا السياق، يقول إبراهيم عليان (33 سنة) من حي الدرج في مدينة غزة "نأمل في أن يحل السلام وتنتهي الحرب مع ترمب".
ويضيف الشاب الذي فقد والده وعدداً من أقاربه في الحرب "توقعاتي أن يفضي فوز ترمب إلى سلام في كل الشرق الأوسط لأنه دعا من أول العملية الانتخابية الأميركية إلى وقف الحرب في غزة ولبنان".