ملخص
سيقود الرئيس المنتخب خلال 75 يوماً عملية اختيار المرشحين المناسبين لقيادة وزارات الخارجية والدفاع والخزانة، إضافة إلى منصب مستشار الأمن القومي الذي تعاقب عليه أربعة أشخاص في ولايته الأولى.
سيدخل دونالد ترمب البيت الأبيض في 2025 وفي جعبته وعود كثيرة لتحديات أمنية واقتصادية معقدة على صعيد السياسة الخارجية، ولتنفيذها فهو بحاجة إلى تشكيل إدارته من أشخاص يستطيع التعامل معهم ويتفقون معه في توجهاته، وهي مهمة صعبة في ضوء التحديات التي واجهته أثناء الولاية الأولى بعد تعيينه مسؤولين لم يكونوا على وفاق معه، مما أدى إلى تغييرات كثيرة أضرّت باستقرار إدارته.
وخلال 75 يوماً، سيقود الرئيس المنتخب عملية اختيار المرشحين المناسبين لقيادة وزارات الخارجية والدفاع والخزانة، إضافة إلى منصب مستشار الأمن القومي الذي تعاقب عليه أربعة أشخاص في ولايته الأولى.
وسيشرف ترمب وفريقه على تعبئة نحو 4000 منصب حكومي بمسؤولين سياسيين، 1200 شخص من بينهم سيحتاجون إلى مصادقة مجلس الشيوخ، وعلى رغم أن اعتماد المرشحين سيكون أسهل بعد فوز الجمهوريين بغالبية المجلس، إلا أن الرئيس العائد سيواجه تحدياً في ملء هذه المناصب بمسؤولين مخلصين ومتسقين مع توجهاته.
ما الجديد؟
أفاد موقع "أكسيوس" بأن الرئيس المنتخب لا يريد تعيين جنرالات في فريقه الأمني هذه المرة، ويفضل تعيين رجال أعمال ومديرين تنفيذيين، إضافة إلى شخصيات موالية له. ويُفهم هذا التوجه في ضوء العلاقة المتوترة بين ترمب والجنرالات العسكريين الذين سلّطوا سهامهم عليه، وفي مقدمتهم رئيس هيئة الأركان السابق مارك ميلي ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي.
وستكون اختيارات ترمب لوزارات الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي حاسمة للمشكلات التي وعد بحلّها وفي مقدمتها إنهاء الحرب التي ستدخل عامها الثالث قريباً بين روسيا وأوكرانيا، وإنهاء أزمة الشرق الأوسط حيث تستمر الحرب في غزة ولبنان والمناوشات بين إسرائيل وإيران. ومن المتوقع أن يبحث ترمب عن مرشحين من داخل إدارته الأولى وخارجها ممن هم على استعداد لتنفيذ أجندته بجرأة.
الخارجية
وذكرت "سي أن أن" أن المبعوث السابق إلى إيران براين هوك سيقود على الأرجح فريق ترمب الانتقالي الخاص بوزارة الخارجية، وعُرف هوك بسياسته المتشددة ضد طهران، وكشف في حوار مع "اندبندنت عربية" قبل نحو عامين عن دوره في الانسحاب من الاتفاق النووي وعملية اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني واتفاقات السلام بين إسرائيل ودول عربية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت "رويترز" أن ريتشارد غرينيل سفير ترمب في ألمانيا من أبرز المرشحين لشغل منصب وزير الخارجية، وكان غرينيل في عهد ترمب القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية ومن داعمي إنشاء منطقة حكم ذاتي في شرق أوكرانيا لإنهاء الحرب، وهو موقف تعتبره كييف غير مقبول.
ومن المرشحين للخارجية السيناتور ماركو روبيو، والسيناتور تيم هاغرتي الذي عمل مع ترمب كسفير إلى اليابان، ورشح إلى السطح أيضاً اسم مستشاره السابق للأمن القومي روبرت أوبراين الذي حافظ على اتصالات وثيقة مع زعماء أجانب ويميل إلى تأييد المساعدات العسكرية لأوكرانيا أكثر من نظرائه الجمهوريين.
ويتوقع أن تعود المتحدثة السابقة باسم الخارجية مورغان أورتاغوس لشغل منصب مهم في الوزارة، أو منصب دبلوماسي كبير، وطُرح اسم النائبة من ولاية نيويورك إليز ستيفانك كمندوبة إلى الأمم المتحدة.
الدفاع والاستخبارات
يُنظر إلى وزير الخارجية السابق مايك بومبيو على أنه مرشح محتمل لقيادة وزارة الدفاع ويبرز باعتباره المدافع الأكثر شراسة عن أوكرانيا من بين حلفاء ترمب المقربين.
وطُرح اسم النائب من فلوريدا مايكل والتز لقيادة الدفاع أو وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، وهو جندي سابق في القوات الخاصة وبرز في الكونغرس بمقترحات تشريعية متشددة ضد الصين.
كما يحظى كيث كيلوغ وهو ملازم أول متقاعد عمل في مجلس الأمن القومي باهتمام ترمب وينافس على مناصب مختلفة للأمن القومي، ويدعم المسؤول السابق خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا تشمل إجبار الطرفين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومنع ضم أوكرانيا إلى حلف "الناتو" في المستقبل المنظور.
أما جون راتكليف الذي شغل لفترة وجيزة منصب مدير الاستخبارات الوطنية، فيعتبر أحد المرشحين لقيادة الـ"سي آي أي"، وأشارت تقارير إلى السيناتور من أركنساس توم كوتون كمرشح لشغل مناصب دفاعية أو استخباراتية عليا، لكن قيل إنه رفض أي منصب وزاري.
الخزانة
يعد سكوت بيسنت، كبير مستشاري ترمب الاقتصاديين، المرشح الأبرز لمنصب وزير الخزانة وهو مستثمر مخضرم في صناديق التحوط ودرّس في جامعة ييل لأعوام عدة. وعلى رغم أن بيسنت فضل منذ فترة طويلة سياسات عدم التدخل التي كان الحزب الجمهوري يفضلها قبل صعود ترمب، فإن حديثه أخيراً عن سياسة الرئيس المنتخب لزيادة الرسوم الجمركية كان إيجابياً.
وهناك أيضاً جون بولسون المستثمر في صناديق التحوط وأحد أبرز مانحي ترمب، الذي أبدى اهتمامه بالمنصب وأعلن دعمه للرسوم الجمركية التي يعتبرها ترمب أداة لتعزيز الأمن القومي الأميركي ومكافحة الممارسات التجارية غير العادلة في الخارج.
ومن المتنافسين لاري كودلو الذي عمل رئيساً للمجلس الاقتصادي الوطني، وروبرت لايتهايزر الممثل التجاري الأميركي السابق، إضافة إلى الرئيس المشارك للفريق الانتقالي رجل الأعمال هاورد لوتنيك.
من يقود الفريق الانتقالي؟
ويتشارك في رئاسة فريق ترمب الانتقالي كل من رجل الأعمال هوارد لوتنيك وسيدة الأعمال في مجال المصارعة الحرة ليندا مكماهون، فضلاً عن روبرت كينيدي جونيور والمرشحة الرئاسية السابقة تولسي غابارد ونجلي الرئيس دونالد ترمب جونيور وإريك ونائب الرئيس المنتخب جي دي فانس.
وأكد مسؤولو الفريق الانتقالي الحالي أن إدارة ترمب الثانية لن تشبه إدارته الأولى، وقال لوتنيك إن عملية الفريق الانتقالي "مختلفة" عن نظيرتها التي قادها لفترة وجيزة حاكم نيو جيرسي السابق كريس كريستي في 2016 قبل أن يفصله ترمب ويكلف مايك بنس قيادة الفريق.
مهمة لإيلون ماسك
وقال ترمب في خطاب النصر أمس الأربعاء إن المرشح الرئاسي السابق والناشط المناهض للقاحات روبرت كينيدي جونيور سيُكلف مهمات متعلقة بالصحة وتعزيزها في البلاد.
وتعهد الرئيس المنتخب بتعيين الملياردير إيلون ماسك "وزيراً لخفض التكاليف الفيدرالية"، وقد يمنح هذا التكليف مالك "تيسلا" الذي أنفق نحو 120 ميون دولار لدعم حملة ترمب السلطة لتفتيت البيروقراطية في الوكالات الفيدرالية التي يقول ترمب إنها تعوق البلاد.
ومن المرجح أن يعلن ترمب اختياراته للحقائب الوزارية والمناصب الاستشارية خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة، استعداداً لعودته إلى البيت الأبيض في الـ20 من يناير (كانون الثاني) 2025.