ملخص
منصب كبير موظفي البيت الأبيض يعتبر في الولايات المتحدة المركز الأكثر استراتيجية في السلطة التنفيذية وهو يعادل في دول أخرى منصب رئيس ديوان الرئاسة.
أظهرت آخر النتائج التي نشرت للانتخابات الرئاسية الأميركية اليوم الجمعة حصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب على 301 صوت في المجمع الانتخابي، متجاوزاً بكثير العدد المطلوب للفوز وهو 270 صوتاً فيما حصلت منافسته الديمقراطية كامالا هاريس على 226 صوتاً، وفق شبكات الإعلام الأميركية.
وكانت نيفادا آخر ولاية يتم الإعلان عن فوزه بها اليوم وحصوله على ستة أصوات انتخابية، علماً أنها ولاية أخرى متأرجحة صوتت لمصلحة جو بايدن خلال عام 2020.
وأعلنت وسائل إعلام أميركية فوز ترمب في أكثر من نصف الولايات الـ50، بما في ذلك جورجيا وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن التي صوتت جميعها للديمقراطيين في الانتخابات السابقة. ولم تعلن بعد نتيجة ولاية أريزونا المتأرجحة.
تقدم جمهوري في الكونغرس
وعلى صعيد الكونغرس احتفظ الجمهوريون بتقدم بفارق ضئيل خلال وقت يحصي مسؤولو الانتخابات الأصوات النهائية التي ستحدد السيطرة على مجلس النواب الأميركي، على رغم نجاح الديمقراطيين في خطف مقعدين كان يشغلهما نائبان جمهوريان في ولاية نيويورك.
وضمن الجمهوريون الحصول على 211 مقعداً في الأقل وهو عدد أقل بسبعة مقاعد عن الغالبية في المجلس الذي يتألف من 435 عضواً، مع بقاء 24 سباقاً لم تحسم نتائجها بعد وفقاً لتوقعات شركة "إديسون" للأبحاث.
وفي مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد أصبح الجمهوريون في طريقهم للحصول على غالبية لا تقل عن 53 مقعداً.
ومن شأن السيطرة الكاملة للجمهوريين على الكونغرس بغرفتيه أن تمنح ترمب حرية كبيرة في مواصلة سياسات من بينها خفوض ضريبية شاملة، وتحرير الطاقة، وضوابط أمن الحدود.
ولكي يحصل الديمقراطيون على الغالبية في مجلس النواب فإنهم يحتاجون الآن إلى الفوز بما لا يقل عن 18 من أصل 24 مقعداً، لم يتم الإعلان عن نتيجتها بعد.
تعيين كبيرة موظفي البيت الأبيض
وأعلن ترمب الخميس أنه اختار رئيسة حملته الانتخابية سوزي وايلز لشغل منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، في أول تعيين رئيس يقدم عليه بعد فوزه بالانتخابات هذا الأسبوع.
وقال الملياردير الجمهوري في بيان "لقد ساعدتني سوزي وايلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي". وأضاف أن وايلز "ستواصل العمل بلا كلل لجعل أميركا عظيمة مجدداً"، في إشارة إلى الشعار الشهير لحملته الانتخابية.
وذكر الرئيس المنتخب بأن هذه السيدة الستينية ستكون أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى هذا المنصب المرموق، معتبراً إياه "شرفاً استحقته عن جدارة".
ومنصب كبير موظفي البيت الأبيض يعتبر في الولايات المتحدة المركز الأكثر استراتيجية في السلطة التنفيذية وهو يعادل في دول أخرى منصب رئيس ديوان الرئاسة.
وأمام ترمب 74 يوماً لاختيار فريقه الحكومي. ويُرجح أن تؤدي شخصيات مثيرة للجدل أدواراً رئيسة في إدارة ترمب المقبلة، على غرار إيلون ماسك وروبرت إف كينيدي جونيور.
صهر ترمب والإدارة الجديدة
في الأثناء، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الجمعة، أن جاريد كوشنر صهر الرئيس المنتخب دونالد ترمب لن يعود إلى البيت الأبيض ضمن الإدارة الجديدة. وقالت الصحيفة نقلاً عن أشخاص مطلعين إن كوشنر قد يقدم المشورة في شأن سياسة الشرق الأوسط.
"انتقال سلمي"
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس في خطاب مقتضب، تأمين انتقال "سلمي ومنظم" للسلطة إلى ألد خصومه السياسيين، ترمب الذي تمثل عودته للبيت الأبيض نكسة للرئيس الديمقراطي.
ومن حديقة الورود في البيت الأبيض ألقى بايدن بنبرة هادئة خطاباً إلى الأمة، شدد فيه على ضرورة "خفض" التوترات السياسية في البلاد.
وقال بايدن في أول خطاب له منذ الفوز الكاسح للملياردير الجمهوري في الانتخابات التي جرت الثلاثاء "آمل بأن نتمكن، بغض النظر عمن نصوت لصالحه، من اعتبار أنفسنا مواطنين لا أعداء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحاول الرئيس الـ46 للولايات المتحدة أن يرفع بكلماته الرتيبة معنويات الوزراء والمستشارين الذين جلسوا أمامه وصفقوا له بوجوه عابسة.
وقال الرئيس الثمانيني "إنها أوقات عصيبة. أنتم تعانون (...) لا تنسوا كل ما أنجزناه. لقد كانت رئاسة تاريخية"، على رغم علمه بأن القسم الأكبر من حصيلة عهده في المجالين الاقتصادي والدبلوماسي يمكن أن يطيح بها خلفه بسهولة.
"خسرنا هذه المعركة"
وقبل بضعة أسابيع من مغادرته البيت الأبيض وإسداله الستار على حياة سياسية استمرت 50 عاماً، أقر بايدن بالهزيمة. وقال "خسرنا هذه المعركة، لكن أميركا التي تحلمون بها تطالبكم بالنهوض مجدداً".
وبعيد كلمة بايدن، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار أن الرئيس سيشارك في قمتي مجموعة العشرين في البرازيل وأبيك (آسيا-المحيط الهادئ) في البيرو هذا الشهر.
ويحمل المعسكر الديمقراطي بايدن الجزء الأكبر من المسؤولية عن العودة المظفرة لسلفه إلى البيت الأبيض، لأنه أصر على المضي بترشحه الميؤوس منه ولم يُصغ الى الأصوات التي طالبته بالانسحاب من السباق إلا في يوليو (تموز)، أي قبل بضعة أشهر من الانتخابات، حين سلم لنائبته بطاقة الترشح عن الحزب الديمقراطي.
وما يزيد الطين بلة بالنسبة إلى الرئيس المنتهية ولايته أنه سيسلم مفاتيح البيت الأبيض إلى شخص كثيراً ما صوره على أنه خطر على الولايات المتحدة ونظامها الديمقراطي.
زيارة البيت الأبيض
ودعا بايدن الرئيس المنتخب لزيارة البيت الأبيض في موعد لم يحدد، وذلك للتحضير لتولي الإدارة المقبلة مقاليد السلطة.
والخميس، قال فريق ترمب إن الرئيس المنتخب "ينتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء". ولم يعترف الرئيس السابق قط بهزيمته أمام بايدن في 2020 وقاطع حفل تنصيبه.
كما تعهدت نائبة الرئيس كامالا هاريس "المساعدة" في عملية انتقال السلطة إلى الإدارة المقبلة.
أما الملياردير البالغ 78 سنة الذي تعرض خلال الحملة الانتخابية لمحاولتَي اغتيال ووجهت إليه أربع لوائح اتهام ودين جنائياً ومدنياً، فدعا إلى "وحدة البلاد".
وقال الناطق باسم حملة ترمب ستيفن شونغ إن "ترمب شكر نائبة الرئيس هاريس على تصميمها واحترافها ومثابرتها طوال فترة الحملة الانتخابية، واتفقا على أهمية توحيد البلاد".
آمال أردوغان
ودولياً، يتطلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إعادة الزخم للعلاقات المتوترة بين أنقرة وواشنطن من خلال دعوة ترمب لزيارة تركيا، وقال إن الرئيس الأميركي المنتخب تحدث بصورة إيجابية للغاية عن تركيا خلال اتصال هاتفي.
وقوبل فوز ترمب في الانتخابات هذا الأسبوع بصورة عامة بترحاب في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، إذ ارتفعت الأسواق وعبر بعض المسؤولين عن تفاؤل حذر إزاء آفاق السياسات الاقتصادية الأميركية الجديدة.
وقال أردوغان للصحافيين على متن رحلة العودة من قمة أوروبية في بودابست إنه يأمل في أن يقبل ترمب الدعوة. وعبر عن تفاؤله بأن إتمام الزيارة من شأنه أن يعزز التعاون بين تركيا والولايات المتحدة وأن يقود إلى علاقة "مختلفة عن ولاية (ترمب) السابقة"، عندما أدت خلافات حول عدد من القضايا إلى فرض واشنطن رسوماً جمركية عقابية ألحقت ضرراً بالاقتصاد التركي.
وقال أردوغان عن المكالمة الهاتفية مع ترمب أول من أمس الأربعاء وفقاً لنص رسمي لتصريحاته، "أجرينا اتصالاً ودياً مع السيد ترمب... وكان لديه أشياء لطيفة للغاية ليقولها عن تركيا في ما يتعلق بالفترة المقبلة. لقد دعوناه لبلدنا وآمل أن يقبل".
وأضاف أردوغان أن تعاون أنقرة مع البيت الأبيض في عهد ترمب يمكن أن يساعد أيضاً في حل الأزمات الإقليمية.
ولم يقم الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن بزيارة تركيا خلال رئاسته، وجرى إلغاء زيارة كان من المقرر أن يقوم بها أردوغان للبيت الأبيض خلال وقت سابق من هذا العام من دون إبداء أسباب، مما يؤكد فتور العلاقات.
وعلى رغم أن الروابط الشخصية كانت أوثق بين أردوغان وترمب خلال ولاية ترمب الأولى بين عامي 2017 و2021، فإن تلك الفترة لم تخل من التوتر بسبب الخلافات حول علاقات واشنطن مع المقاتلين الأكراد في سوريا وحول علاقات أنقرة مع موسكو.
وقال مسؤول في حزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه أردوغان لـ"رويترز" إن أنقرة تتوقع أن تكون إدارة ترمب أكثر مرونة وتفهماً لحاجاتها الأمنية، خصوصاً ضد حزب العمال الكردستاني المحظور في سوريا والعراق.