ملخص
مر مانشستر سيتي تحت قيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا بعديد من العقبات في المواسم الماضية، لكنه خرج في كل مرة أقوى وحصد البطولات والآن أمام التحدي الأكبر
تولى المدرب الإسباني بيب غوارديولا في الأول من يوليو (تموز) 2016 منصب المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم بعد تجربة أولى فائقة النجاح كمدرب رئيس لفريق برشلونة الإسباني حقق خلالها 14 لقباً محلياً وأوروبياً ودولياً في غضون أربع سنوات بين 2008 و2012، وتجربة ثانية أقصر مدة وأقل بريقاً كمدرب رئيس لفريق بايرن ميونيخ الألماني، حقق خلالها سبعة ألقاب متنوعة ليس من بينها دوري أبطال أوروبا الذي ينظر إليه على أنه قمة هرم التفوق القاري.
وخلال السنوات الثماني التي قضاها غوارديولا (53 سنة) في ملعب "الاتحاد" معقل مانشستر سيتي نجح في تحويل الفريق الأزرق السماوي من قوة إنجليزية صاعدة إلى عملاق شبه مهيمن على كرة القدم المحلية وبطل أوروبي ومنافس دائم على كل البطولات، حيث حصد 18 لقباً من بينها دوري أبطال أوروبا في موسم (2022 - 2023) وست بطولات للدوري الإنجليزي الممتاز من بينها أربع بطولات متتالية في آخر أربعة مواسم وهو رقم قياسي غير مسبوق.
ومنذ نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وجد مانشستر سيتي نفسه غارقاً في سلسلة من الهزائم، حيث خسر من توتنهام (1 - 2) في الدور الرابع من بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية "كاراباو" ليودع المسابقة مبكراً، ثم خسر من بورنموث (1- 2) في الجولة الـ10 من الدوري المحلي ليتوقف رصيده عند 23 نقطة في المركز الثاني خلف المتصدر ليفربول الذي جمع 25 نقطة، وأخيراً سقط البطل الإنجليزي في فخ هزيمة كبيرة بنتيجة (1 - 4) أمام مضيفه سبورتنغ لشبونة البرتغالي في الجولة الرابعة من مرحلة المجموعة الموحدة بدوري أبطال أوروبا ليحتل المركز الـ10 برصيد سبع نقاط إثر الفوز في مباراتين والتعادل في واحدة وخسارة واحدة.
وما زاد من قلق جماهير مانشستر سيتي في الآونة الأخيرة أن كثرة الإصابات التي ضربت صفوف الفريق وأبعدت نجومه، إضافة إلى النتائج السلبية دفعت بعد اللاعبين لإطلاق تصريحات غير مسبوقة مثل قائد الفريق برناردو سيلفا بعد الخسارة المفاجئة من سبورتنغ لشبونة "منحناهم كثيراً من الفرص لتسجيل الأهداف في بداية الشوط الثاني. الأمر مخيب للآمال، لأننا نعيش في وضع صعب بعض الشيء الآن، ويبدو أن كل شيء يسير في الاتجاه الخاطئ حتى عندما نلعب بصورة جيدة".
"علينا بالتأكيد النظر إلى الداخل، والتحقق من الأشياء التي لا نفعلها بصورة جيدة والبدء في التحسن بسرعة كبيرة. وإلا فسيكون من الصعب التعافي من هذه الخسائر".
وأضاف لاعب الوسط البرتغالي، "إنها كرة القدم، وكما قلت، من الصعب إيجاد أسباب لما يحدث لنا الآن".
"لا أتذكر في سبعة مواسم ونصف أن هذا الفريق خسر ثلاث مباريات متتالية. يبدو الأمر وكأن كل شيء يسير في الاتجاه الخاطئ الآن".
"من الواضح أننا في حاجة إلى أن نكون أفضل. يحتاج لاعبونا المصابون إلى العودة لأننا في حاجة إليهم. ولكن هذا ليس جيداً بما فيه الكفاية في الوقت الحالي".
بالفعل لم يخسر مانشستر سيتي في ثلاث مباريات متتالية منذ موسم 2018، لكن التعثر وإسقاط النقاط خلال أشهر ما قبل أعياد الميلاد ورأس السنة ربما يعد خللاً يمكن التنبؤ به تقريباً في كل موسم لمانشستر سيتي.
وبالنظر إلى تاريخ مباريات مانشستر سيتي في نوفمبر (تشرين الثاني) غالباً ما تكون مجرد مقدمة لنهضة قوية إذ يتمتع غوارديولا بمهارة في إيجاد الحلول في منتصف الموسم، بخاصة عندما يبدو فريقه منهكاً، وغالباً ما يتبع هذه المرحلة سباق رائع نحو خط النهاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خلال الموسم الماضي كان سقوط مانشستر سيتي في نهاية سبتمبر (أيلول) 2023 بالخسارة من نيوكاسل في كأس "كاراباو" ثم خسارة أخرى من ولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي، ثم في بداية أكتوبر خسر من أرسنال، وعاد للتعثر وفقدان النقاط في نوفمبر بالتعادل (4-4) مع تشيلسي، و(1-1) مع ليفربول، وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) تعادل مع توتنهام (3-3) وخسر (0 - 1) من أستون فيلا، ثم تعادل (2-2) مع كريستال بالاس في منتصف ديسمبر، لكنه منذ ذلك الحين حقق تفوقاً ملحوظاً ولم يخسر أية مباراة في الدوري حتى رفع الكأس في الـ19 من مايو على حساب منافسه المباشر أرسنال.
وخلال الوقت الراهن ازدادت الأسماء في قائمة الإصابات في سيتي مع تهميش ما يصل إلى تسعة لاعبين في وقت ما، مما ترك غوارديولا مع 11 لاعباً فقط من كبار لاعبيه، وعلى رغم ذلك امتنع المدرب الإسباني عن استخدام مشكلات اللياقة البدنية كذريعة للفترة الكئيبة التي يمر بها الفريق.
وترك غياب لاعب الوسط الإسباني رودري فراغاً كبيراً إذ عانى الفائز بجائزة الكرة الذهبية أخيراً إصابة خطرة في الركبة ليتم الإعلان عن غيابه حتى نهاية الموسم، ولم يشارك كيفين دي بروين وهو محور آخر في خط وسط سيتي، إلا في 439 دقيقة هذا الموسم، كما أدت سلسلة من الإصابات للاعبين رئيسين مثل جاك غريليش وجون ستونز وجيريمي دوكو إلى تفاقم مشكلات اللياقة البدنية في سيتي وترك حملاً إضافياً على باقي اللاعبين.
وقال غوارديولا، "نعاني للتسجيل، نصنع الفرص ونتلقى الأهداف عندما لا يقدم الخصوم الكثير".
"عندما تلعب كثيراً من المباريات لا يمكنك الاعتماد على نفس التشكيل ونفس الدفاع. لدينا هذه المشكلات منذ اليوم الأول، ولكن هذه هي الحال".
وأضاف الإسباني، "هذه هي كرة القدم. ربما ما اختبرناه في الماضي كان استثناءً. أحياناً يمكن أن تخسر. الآن هو الوقت الصعب من حيث النتائج، لكنني أريد أن أكون هنا. أريد القتال وعدم الاستسلام".
وعلى رغم هذه التحديات، لا يزال مانشستر سيتي على بعد نقطتين فقط من صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز وفي وضع واعد في دوري أبطال أوروبا، ويمكن بسهولة الثقة في تصريحات غوارديولا في شأن قدرته على تجاوز فترات الركود إذ تعد قدرته على التكيف التكتيكي من بين الأفضل في العالم، لكن سيظل التحدي الأكبر هو كيف سيوازن الإسباني بين استعادة النتائج الإيجابية وعدم إرهاق لاعبيه الكبار.
ربما سيكون غوارديولا مضطراً للسير على خطى مدرب برشلونة هانسي فليك الذي لجأ إلى لاعبي أكاديمية "لا ماسيا" للشباب التابعة للنادي لتحقيق التفوق محلياً في الدوري الإسباني والفوز على منافسه ريال مدريد (4 - 0) في الكلاسيكو، وكذلك الفوز على بايرن ميونيخ برباعية في دوري أبطال أوروبا.