ملخص
كشفت استطلاعات لدى الخروج من مراكز الاقتراع جمعها "مركز إديسون للأبحاث" أن ترمب فاز بأصوات 56 في المئة من الأشخاص الذين لا يحملون شهادات جامعية مقابل 42 في المئة صوتوا لهاريس.
كشفت هزيمة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية عن أن الحزب يخسر ناخبين في صفوف طبقة العمال الذين ادعى تمثيلهم على مدى عقود، بحسب محللين.
وقال السيناتور اليساري بيرني ساندرز بعد يوم على فوز المحافظ والشعبوي دونالد ترمب في الانتخابات "يجب ألا يكون الأمر مفاجئاً كثيراً عندما يكتشف الحزب الديمقراطي الذي تخلى عن أفراد الطبقة العاملة بأنها تخلت عنه أيضاً"، وأضاف أن تخلي "البيض من طبقة العمال" بصورة كبيرة عن الحزب الذي فاجأ المراقبين عندما فاز ترمب أول مرة على الديمقراطية هيلاري كلينتون في 2016، امتد في 2024 إلى "العمال اللاتينيين والأميركيين السود".
ارتفاع الأسعار وكورونا والحرب
وكشفت استطلاعات لدى الخروج من مراكز الاقتراع جمعها "مركز إديسون للأبحاث" أن الرئيس المنتخب فاز بأصوات 56 في المئة من الأشخاص الذين لا يحملون شهادات جامعية مقابل 42 في المئة صوتوا لهاريس. وتمثل هذه زيادة بست نقاط بالنسبة إلى الملياردير مقارنة مع عام 2020.
وأعلن 57 في المئة من الناخبين الأميركيين الذين استطلعت آراؤهم في هذا التحقيق الكبير أنهم "لا يملكون شهادة جامعية" مقارنة مع 59 في المئة في 2020.
وأشار محللون إلى أن رجل الأعمال الملياردير نجح في إقناع جزء كبير من البيض من طبقة العمال، إلى جانب عدد متزايد من اللاتينيين والسود والعرب، بأنه يفهم مخاوفهم بصورة أفضل.
وبعد أربعة أعوام في السلطة ارتفعت خلالها أسعار المواد الاستهلاكية بسبب وباء كورونا والحرب الروسية - الأوكرانية، عدت هاريس أيضاً مسؤولة عن التضخم الذي أدى إلى تراجع مستويات المعيشة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الأستاذة لدى "معهد الدراسات السياسية في باريس" (سيانس بو) سيلفي لوران إن "كامالا هاريس فشلت في الوصول" إلى "النساء البيض واللاتينيات" في الولايات المتحدة التي تعاني عدم المساواة إلى حد كبير.
وأفادت بأن هذه الفئة من النساء "تتولى إدارة موازنة العائلة والتسوق وتحضير الوجبات. ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 30 في المئة منذ 2020". وأضافت "في بلد حيث يحصل البعض على رواتب منخفضة وحيث بات تحمل كلفة الرعاية الصحية والسكن أصعب مما كان عليه قبل 10 سنوات، فإن الوضع لا يحتمل".
دعوة إلى التأمل الذاتي
وعلى غرار آخرين في الحزب الديمقراطي الذي يشمل شخصيات من اليمين الوسط واليسار، دعت عضو الكونغرس ماري غلوسنكامب بيريز إلى التأمل الذاتي، موجهة بعض الانتقادات إلى قادة الحزب في واشنطن.
وبعدما توقع الإعلام إعادة انتخابها بفارق ضئيل في مجلس النواب بأصوات مقاطعة ريفية محافظة في ولاية واشنطن، انتقدت أعضاء حزبها الديمقراطي بسبب "تعاليهم" على الطبقة العاملة. وقالت في مقابلة صحافية أمس الجمعة "بات عديد من المسؤولين المنتخبين يفتقرون إلى الحساسية حيال طريقة تقليلهم من احترام الناس".
وبينما روت كيف ناقشت أخيراً تأثير إدمان المخدرات في الوالدين، أشارت إلى أن الديمقراطيين في حاجة إلى تشديد السياسات المرتبطة بأمن الحدود لمنع دخول المخدرات إلى الولايات المتحدة، وقالت "كيف يكون التعاطف؟ هل بالقول لهم إن المشكلة مشكلتهم أم بالتعامل مع مسألة أمن الحدود بجدية؟".
الناخبون الصغار
وفي ولاية ميشيغان الحاسمة التي بدل الناخبون في جزء من الشمال الصناعي فيها ولاءهم ليصوتوا لترمب مجدداً، دعم قادة نقابات العمال هاريس لكن يبدو أن تأثيرهم في الناخبين الأصغر سناً يتراجع.
واعتبر عديد من العمال الشباب أن رسالة ترمب في شأن الرسوم الجمركية وخفض الضرائب جذابة واختاروا تأييد الرئيس الجمهوري السابق.
وبينما ركز ترمب حملته على الهجرة والتضخم والأمن، رأى كثير من الناخبين أن هاريس كانت لديها أولويات أخرى، حتى عندما شددت مراراً على هدفها خفض الكلف بالنسبة إلى العمال الأميركيين من أصحاب الدخل المنخفض.
وأشار مركز أبحاث الرأي العام المؤيد للديمقراطيين "بلوبرنت" في دراسة نشرت على منصة "إكس" إلى أن ثالث الأسباب الأكثر تكراراً في أوساط الناخبين في الولايات الحاسمة التي أدت إلى ابتعادهم عن هاريس كان "تركيزها أكثر على القضايا الثقافية والاجتماعية، مثل حقوق المتحولين جنسياً، بدلاً من مساعدة الطبقة العاملة".