Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ألمانيا متمسكة برمزية ذكرى سقوط "الجدار" رغم أزمتها السياسية

ركز قادتها على وجوب صون قيم الحرية والديمقراطية والتذكر أنها لم تكن دوماً من المسلمات

جانب من الاحتفالات بالذكرى الـ35 لسقوط جدار برلين على بوابة براندبرغ بالعاصمة الألمانية، في 9 نوفمبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

أسهم سقوط جدار برلين، رمز الحرب الباردة والشرخ القائم بين الكتلة الغربية والتكتل الشيوعي، في تمهيد الطريق لانهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية وإعادة توحيد شطري ألمانيا بعد سنة.

تحتفي ألمانيا اليوم السبت بذكرى مرور 35 عاماً على سقوط جدار برلين في أجواء من الفرح العارم تتباين مع الأوضاع السياسية المشحونة، لا سيما وسط الأزمة الحكومية في البلد وتراجع الديمقراطية في العالم.
غير أن الاحتفالات المنظمة في نهاية هذه الأسبوع تصب جل تركيزها على الرمزية الكبيرة لهذا الحدث الذي وقع في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1989.


الحرية والديمقراطية

وهو كان "يوماً سعيداً" يذكّرنا أيضاً بأن "الحرية والديمقراطية لم تكونا دوماً من المسلّمات"، بحسب ما قال رئيس بلدية برلين المحافظ كاي فيغنر خلال مراسم حضرها أيضاً الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.
وتندرج هذه الفعاليات تحت شعار "صون الحرية" الذي يلقى صدى خاصاً في وقت تشهد الديمقراطية تراجعاً في العالم الذي ما زالت الحروب تمزقه، كما الحال في أوكرانيا وغزة ولبنان والسودان.
وهي تأتي في وقت انهار الائتلاف الحكومي بقيادة أولاف شولتز إثر إقالة وزير المالية الليبرالي كريستيان ليندنر مساء الأربعاء الماضي، فدخل أول اقتصاد أوروبي فترة من الضبابية.
وأعربت يوتا كروغر (75 سنة) التي تقطن في ما كان يُعرف سابقاً ببرلين الغربية عن "الأسف" لسقوط الائتلاف الحكومي في هذا الوقت بالتحديد.
وقالت "على رغم ذلك، ينبغي لنا الاحتفال بسقوط الجدار. فهذا الحدث كان مهماً جداً لسكان برلين ولأولئك القاطنين في ألمانيا الشرقية".
وفي تسجيل مصور نشر أمس الجمعة، صرّح المستشار الألماني بأن قيم 1989 المثالية "لا يمكن اعتبارها من المسلّمات... يكفي أن ننظر إلى تاريخنا وإلى العالم من حولنا".
وفي مسعى لتجسيد هذه القيم، أقيمت منشأة في الهواء الطلق تمتد على مساحة أربعة كيلومترات، على امتداد الحدود السابقة للجدار، تقدم نسخات عن لافتات حملها متظاهرون عام 1989، فضلاً عن أخرى من صنع مواطنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


"جدار العار"

وأسهم سقوط الجدار، رمز الحرب الباردة والشرخ القائم بين الكتلة الغربية والتكتل الشيوعي، في تمهيد الطريق لانهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية وإعادة توحيد شطري ألمانيا بعد سنة.
وشيّد "جدار العار" في أغسطس (آب) 1961 على طول 155 كيلومتراً حول برلين الغربية بغية وضع حد للنزوح المتزايد لسكان "الجمهورية الديمقراطية الألمانية" (ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقاً)، وقضى 140 شخصاً في الأقل في محاولتهم اجتياز الجدار.
ودُعي نشطاء من حول العالم إلى المشاركة في الاحتفالات القائمة لمناسبة ذكرى سقوط الجدار التي تستمر لغاية غدٍ الأحد، وعلى رأسهم زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا والمعارضة الإيرانية مسيح علي نجاد.
ودعيت أيضاً فرقة البانك الروسية المعارضة "بوسي رايوت" لإحياء عرض أمام المقر السابق لجهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية الذي كان معروفاً باسمه المختصر "شتازي".
وقال الرئيس فرانك-فالتر شتاينماير خلال خطاب ألقاه مساء الأربعاء الماضي لمناسبة انطلاق الفعاليات الاحتفالية "نقف اليوم إلى جانب هؤلاء الذين يناضلون من أجل الحرية وضد الإخضاع".
ولفت المسؤول عن شؤون الثقافة في حكومة برلين الإقليمية جو شيالو إلى أن التركيز على الحرية يكتسي أهمية خاصة "لا سيما في وقت نواجه تصاعد النزعة الشعبوية وتنامي التضليل الإعلامي والانقسامات الاجتماعية".


انقسامات و"الزجاج المكسور"

وكشفت الانتخابات المنظمة في سبتمبر (أيلول) الماضي في ثلاث ولايات كانت سابقاً تابعة لألمانيا الشرقية عن الانقسامات السياسية التي ما زالت سائدة بين شرق البلد وغربه.
وقد حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف فيها نتائج غير مسبوقة في تاريخه، في حين سجلت مجموعة جديدة من اليسار المتطرف خرقاً انتخابياً.
ويحتفى أيضاً في نهاية الأسبوع بذكرى ما يعرف بـ"ليلة الزجاج المكسور" عندما أطلق النازيون موجة من أعمال عنف طاولت اليهود في التاسع والـ10 من نوفمبر 1938 اغتيل خلالها 90 شخصاً في الأقل، واقتيد عشرات الآلاف إلى معسكرات الاعتقال، في حين أشعلت النيران في 1400 كنيس في ألمانيا والنمسا.
وذكّرت الحكومة الألمانية بـ"الأهمية القصوى بالنسبة إلى مجتمعنا... لاستخلاص العبر الصائبة من تلك الأحداث"، في وقت تشهد ألمانيا تنامياً للأعمال المعادية للسامية منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل والحرب المدمرة في قطاع غزة.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار