ملخص
مسؤول أميركي قال إنه "بعد رفض ’حماس‘ المقترحات المتكررة للإفراج عن الرهائن في غزة، لم يعد من الممكن الترحيب بقادتها في عواصم أي شريك للولايات المتحدة، أوضحنا ذلك لقطر".
أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، ماجد بن محمد الأنصاري، أن "التقارير المتداولة حول انسحاب دولة قطر من الوساطة في شأن وقف إطلاق النار في غزة ليست دقيقة"، مشيراً إلى أن "قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين "حماس" وإسرائيل في حال عدم التوصل إلى اتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية ومعاناة المدنيين المستمرة جراء الأوضاع الإنسانية الكارثية بالقطاع"، مؤكداً في هذا السياق أن "دولة قطر ستكون وقتئذ في المقدمة لبذل كل جهد حميد لإنهاء الحرب وعودة الرهائن والأسرى".
وشدد المتحدث باسم الخارجية في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، على أن "دولة قطر لن تقبل أن تكون الوساطة سبباً في ابتزازها، إذ شهدنا منذ انهيار الهدنة الأولى وصفقة تبادل النساء والأطفال تلاعباً، خصوصاً في التراجع عن التزامات تم الاتفاق عليها من خلال الوساطة، واستغلال استمرار المفاوضات في تبرير استمرار الحرب لخدمة أغراض سياسية ضيقة". وجدد الأنصاري التأكيد على التزام قطر بدعم الشعب الفلسطيني، "حتى نيله كافة حقوقه وفي طليعتها دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
كما أشار إلى أن "التقارير المتعلقة بمكتب "حماس" في الدوحة غير دقيقة"، مؤكداً أن "الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية، وقد حققت هذه القناة وقفاً لإطلاق النار في عدة مراحل سابقة، وأسهمت في الحفاظ على التهدئة وصولاً إلى تبادل الأسرى والرهائن من النساء والأطفال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023"، مشدداً على ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
مصدر دبلوماسي
وكان مصدر دبلوماسي قال لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق اليوم السبت إن قطر انسحبت من دور الوسيط الرئيس في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وأبلغت "حماس" أن مكتبها في الدوحة "لم يعد يخدم الغرض منه".
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته "أبلغ القطريون الإسرائيليين و’حماس‘ أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك لم يعد المكتب السياسي لـ’حماس‘ يخدم الغرض منه".
ولم يوضح المصدر ما إذا كان مكتب "حماس" أغلق.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لـ"رويترز" أمس الجمعة إن الولايات المتحدة أبلغت قطر بأن وجود "حماس" في الدوحة لم يعد مقبولاً.
وأضاف المسؤول الأميركي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "بعد رفض ’حماس‘ المقترحات المتكررة للإفراج عن الرهائن في غزة، لم يعد من الممكن الترحيب بقادتها في عواصم أي شريك للولايات المتحدة، أوضحنا ذلك لقطر في أعقاب رفض ’حماس‘ قبل أسابيع مقترحاً آخر للإفراج عن الرهائن". مشيراً إلى أن قطر قدمت هذا الطلب لقادة "حماس" قبل نحو 10 أيام.
وكانت واشنطن على اتصال بقطر في شأن موعد إغلاق المكتب السياسي للحركة، وأبلغت الدوحة أن الوقت حان الآن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونفى ثلاثة مسؤولين في "حماس" أن تكون قطر أبلغت قادة الحركة بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب في البلاد.
ولم يرد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية على الفور على طلب للتعقيب. ولم يتضح بعد ما إذا كان القطريون قدموا مهلة محددة لقادة "حماس" لمغادرة البلاد.
وقادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة بين إسرائيل و"حماس" منذ التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب داخل غزة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، استمرت أسبوعاً وأتاحت الإفراج عن رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
ومذاك، جرت جولات تفاوض عديدة من دون أن تسفر عن نتيجة، إذ فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات خلال منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في التوصل إلى اتفاق، إذ رفضت "حماس" اقتراح وقف إطلاق نار قصير الأمد.
وتحمل كل من "حماس" وإسرائيل الطرف الآخر مسؤولية عرقلة أي اتفاق بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت خلال السابع من أكتوبر 2023، إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل.