ملخص
قطر تعلق وساطتها وتعتبر أن وجود "حماس" بالدوحة لم يعد مبرراً وإسرائيليون قلقون في شأن الرهائن
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان اليوم الأحد إن حركة "حماس" هي التي تعرقل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وليس إسرائيل.
وأضاف سوليفان على شبكة "سي بي أس" أن الولايات المتحدة ستجري تقييماً عن مدى التقدم الذي أحرزته إسرائيل بخصوص رسالة كتبها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن الشهر الماضي، لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
في سياق آخرى أبدى إسرائيليون السبت قلقهم حيال مصير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، بعد تعليق قطر وساطتها بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية، بينما لاقت الخطوة ترحيباً رسمياً.
ونقل موقع "واي نت" الإسرائيلي عن مسؤول عبري قوله، السبت، إن بلاده ترحب بقرار قطر الانسحاب من الوساطة في المفاوضات مع حركة "حماس".
وأضاف المسؤول أنه بمجرد طرد قطر مسؤولي "حماس" الموجودين على أراضيها، فإن ذلك سيقلص دورها كوسيط. وتابع "كثيراً ما ضغطت إسرائيل والولايات المتحدة على قطر للتخلي عن مسؤولي ’حماس‘ الموجودين في أراضيها".
وفي اليوم الـ400 للحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على إسرائيل، تجمع الآلاف السبت في تل أبيب، على جري عادتهم، للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، وفق ما أفاد صحافي بوكالة الصحافة الفرنسية.
وتتقاذف "حماس" وإسرائيل مسؤولية عرقلة أي اتفاق للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
غضب شعبي
وقالت المتظاهرة روتي ليور، التي تعمل معالجة نفسية، "أنا قلقة جداً، لا أفهم حقاً إلى أي مدى تستطيع قطر أو لا تستطيع المساعدة، لكن بالنسبة إليَّ، هذا دليل آخر على عدم وجود جدية فعلاً، وعلى أن هذه الاتفاقات تتعرض للتخريب".
ورفع كثير من الأشخاص في المسيرة لافتات تحمل الرقم 400 وشعارات تطالب بعودة الرهائن وإنهاء الحرب.
وأسفر الهجوم الذي شنته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل نحو 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، وفق تعداد يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تضمنت أولئك الذين لقوا حتفهم أو قتلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي الانتقامي المستمر في غزة عن مقتل 43552 شخصاً في الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التي تديرها "حماس" والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وقادت قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة بين الدولة العبرية و"حماس" منذ التوصل إلى هدنة وحيدة في الحرب في غزة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، استمرت أسبوعاً وأتاحت الإفراج عن رهائن كانوا محتجزين بالقطاع في مقابل معتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل. ومذاك، جرت جولات تفاوض عدة من دون أن تُسفر عن نتيجة.
وسألت نينا وينكيرت، والدة أحد الرهائن "كم دمعة يجب أن تُذرف بعد، وكم من الدماء يجب أن تُراق، قبل أن يفعل أحد ما يجب فعله وأن يُعيد أولادنا إلى الوطن؟ 400 يوم! هل يمكن لأحد أن يتخيل هذا؟"، وأضافت "نحن صامتون، لكننا لم نستسلم، الأم لا تستسلم أبداً، أبداً".
تعليق الوساطة
وعلقت قطر وساطتها التي كانت تقوم بها من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن حتى "توافر الجدية اللازمة" في المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، وفق ما أعلنت الخارجية القطرية السبت.
وقال المتحدث باسم الخارجية ماجد الأنصاري في بيان إن "قطر أخطرت الأطراف قبل 10 أيام أثناء المحاولات الأخيرة للوصول إلى اتفاق، بأنها ستعلق جهودها في الوساطة بين ’حماس‘ وإسرائيل في حال عدم التوصل لاتفاق في تلك الجولة، وأنها ستستأنف تلك الجهود مع الشركاء عند توافر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب الوحشية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مصدر دبلوماسي في وقت سابق إن "القطريين أبلغوا الإسرائيليين و’حماس‘ أنه ما دام هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لـ’حماس‘ يخدم الغرض منه".
وأشار مسؤولون قطريون وأميركيون إلى أن "حماس" ستبقى في الدوحة ما دام وجودها يوفر قناة اتصال حيوية.
من جهته، قال قيادي في "حماس"، طلب عدم الكشف عن اسمه، السبت إن الحركة لم تتلق أي طلب من قطر لغلق مكتبها في الدوحة. وأضاف "ليس لدينا أي شيء حول تأكيد أو نفي ما نُشر عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته، ولم نتلق أي طلب لمغادرة قطر".
30 قتيلا
أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم الأحد مقتل 30 شخصا على الأقل بينهم 13 طفلا في غارتين إسرائيليتين على منزلين في شمال قطاع غزة.
وأفاد الدفاع المدني بسقوط "25 قتيلا" بينهم 13 طفلا، وإصابة أكثر من 30 شخصا، جراء ضربة استهدفت منزلا في جباليا بشمال القطاع، بينما قتل خمسة أشخاص على الأقل في غارة طاولت منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة.
تتواصل الحرب في قطاع غزة حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 14 شخصاً في غارتين إسرائيليتين السبت.
وصباح السبت قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن 14 فلسطينياً قتلوا في غارتين نفذهما الطيران الحربي الإسرائيلي ليلاً وفجر السبت باستهداف مركز لإيواء النازحين في مدرسة في مدينة غزة، وخيام لنازحين في جنوب القطاع.
وأوضح أن غارة جوية استهدفت خياماً لنازحين في خان يونس في الجنوب مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص في الأقل بينهم نساء وأطفال، فيما أسفرت غارة ثانية عن مقتل خمسة أشخاص بينهم أطفال وإصابة نحو 22 بجروح عندما قصفت طائرات حربية إسرائيلية مدرسة "فهد الصباح" التي "تؤوي آلاف النازحين" في حي التفاح في مدينة غزة.
وفي الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي السبت إن قواته قتلت "عشرات الإرهابيين" في جباليا شمال القطاع، حيث يواصل منذ أكثر من شهر عملية عسكرية برية شاملة بغطاء من سلاح الجو يقول إنها تهدف إلى منع "حماس" من إعادة بناء خلاياها.
وأضاف الجيش أن القوات الإسرائيلية قتلت أيضاً عديداً من المسلحين في رفح بجنوب القطاع.
وفي دير البلح (وسط)، استهدفت غارة إسرائيلية محيط مستشفى شهداء الأقصى مما أدى إلى إلحاق أضرار بخيام النازحين واشتعال حريق.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارة لجباليا بحسب بيان لمكتبه "لن نتوقف، الأمر يتعلق بإعادة الرهائن وضمان سلامة المجتمعات المحيطة" في جنوب إسرائيل.
شبح المجاعة
رفضت إسرائيل أمس السبت تحذيراً لمجموعة من الخبراء في مجال الأمن الغذائي العالمي من حدوث مجاعة في أنحاء من شمال قطاع غزة، حيث يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على حركة "حماس".
وقال الجيش في بيان "للأسف، يواصل الباحثون الاعتماد على بيانات جزئية ومتحيزة ومصادر سطحية لها مصالح خاصة".
وحذرت لجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة مستقلة، الجمعة من "احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق" بشمال قطاع غزة. وأضافت في تحذير نادر أن "هناك حاجة إلى التحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه، لتجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته".
وقالت إسرائيل إنها عززت جهود تقديم المساعدات بما شمل فتح معبر إضافي الجمعة.
قلق أميركي
ورداً على سؤال بخصوص تحذير لجنة مراجعة المجاعة، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية السبت إن واشنطن قلقة بسبب الكمية المحدودة من المساعدات التي تصل إلى المدنيين المقيمين في غزة"، وإن التقرير يلقي الضوء على خطورة الوضع.
وأضاف المتحدث "أوضحنا لإسرائيل وسنستمر في توضيح أنها يجب أن تفعل المزيد لتسهيل دخول المساعدات وتسليمها داخل غزة"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل والأمم المتحدة وشركاء آخرين لإيجاد حلول لتسريع تسليم المساعدات.