Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

على ستارمر أن يتعظ من خسارة هاريس الكارثية

هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية تقلق حزب العمال وإليكم ما يجب عليهم فعله في هذا الشأن

هزيمة هاريس يجب أن تشكل عبرة لحزب كير ستارمر (غيتي/أ ب)

ملخص

يحتاج حزب العمال البريطاني لتعلم دروس من هزيمة الديمقراطيين الأميركيين، وذلك بالتركيز على تحسين مستويات المعيشة وقضايا الشعب الأساس بدلاً من السياسات الفئوية

يبدأ حزب العمال نقاشاً مكثفاً حول الدروس التي يجب أن يتعلمها من هزيمة حزبه الشقيق، الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية. وعلى رغم أن المستشارين السياسيين في المملكة المتحدة المهووسين بالسياسة الأميركية يبالغون في أوجه التشابه، فإن بعض الدروس لا يمكن تجاهلها.

لا ينبغي لنخبة سياسية أن تخوض معركة متمحورة حصراً على قضية قد تبدو مهمة لها، بل في سبيل المسائل الأكثر أهمية لملايين الناخبين.

في الولايات المتحدة كانت مستويات المعيشة والهجرة غير الشرعية قضايا رئيسة، وستكون كذلك في انتخابات المملكة المتحدة المقبلة، مما يثير بالفعل قلق بعض أعضاء حزب العمال في صفوف البرلمان الخلفية [مقاعد يحتلها برلمانيون غير مشاركين في الحكومة]. لماذا؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أفاد بنك إنجلترا [مصرف بريطانيا المركزي] الخميس الماضي بأن موازنة راشيل ريفز ستفضي إلى ارتفاع طفيف في معدل التضخم، في حين أن زيادتها لأقساط التأمين الوطني المترتبة على أصحاب العمل ستمنع من رفع الأجور. وخلال الوقت نفسه لم تسهم اللهجة الصارمة في حديث كير ستارمر عن قوارب المهاجرين في خفض أرقام هؤلاء بعد.

إلى قائمة المسائل البريطانية يمكننا إضافة هيئة الخدمات الصحية الوطنية الرمز الأبرز لتعهد حزب العمال بتحسين الخدمات العامة، الذي سيحكم عليه في الانتخابات العامة المقبلة.

وتؤكد الحكومة العمالية أنها بالفعل على المسار الصحيح في تركيزها على "الطبقة العاملة"، وهي شريحة ديموغرافية كسبها دونالد ترمب. وقد يعاني حزب العمال في تحديد من هم هؤلاء الأشخاص بدقة لكنه في الأقل يحاول مناشدتهم. لقد جنبتهم الموازنة إلى حد كبير التحديات التي لحقت بالفئات الأكثر يسراً، في حين رفعت الحد الأدنى الوطني للأجور وجمدت الضرائب المفروضة على الوقود.

لا شك في أن بعض الشخصيات العمالية ستجادل (عن خطأ في رأيي) بأن هزيمتي هيلاري كلينتون وكامالا هاريس تظهران أن حزب العمال يجب أن يقاوم الإغراء المتمثل بضمان أن تكون امرأة زعيمته المقبلة. ومن المخجل أن الحزب خسر مباراته مع "المحافظين" على هذه الجبهة بواقع أربع زعيمات إلى صفر. لكن عندما سألني زميل سابق في "اندبندنت" أخيراً عمن سيخلف ستارمر، أجبت "ستهيمن على المنافسة حاجة حزب العمال إلى الزعيمة الأولى له، إذ تتنافس أنجيلا راينر مع راشيل ريفز. ثم سينتخب الحزب ويس ستريتنغ".

يتلخص العامل الخاص بالانتخابات الأميركية الذي ينبغي أن يقلق حزب العمال في أن الأحزاب الحاكمة في مختلف أنحاء العالم، ومنذ القفزة في معدلات التضخم التي أعقبت غزو روسيا لأوكرانيا، يجري إطاحتها مع استثناءات قليلة فحسب. وسترغب أية معارضة في إجراء انتخابات "تغييرية"، ومع استياء سبعة من كل 10 أميركيين من اتجاه بلادهم، استطاع ترمب أن يعرض التغيير على نحو لم يكن بوسعه أن يعرضه عندما ترشح وهو رئيس عام 2020، أما هاريس فكانت مرتبطة ارتباطاً أوثق مما ينبغي بإدارة بايدن فلم تتمكن من القيام بذلك.

وعام 2029 سيتعين على حزب العمال القتال دفاعاً عن سجله في السلطة. ويريد مورغان ماكسويني كبير موظفي ستارمر أن يترشح حزب العمال باعتباره "متمرداً"، لدرء تهديد الشعبويين مثل حزب "ريفورم"، إلى يمينه وحزب الخضر على يساره.

لن يكون الأمر سهلاً. ذكرى حكم "المحافظين" زهاء 14 عاماً تكون قد تلاشت و"الفجوة السوداء" بقيمة 22 مليار جنيه استرليني (28.42 مليار دولار) التي يزعم "العمال" أنهم ورثوها ستكون تبخرت. وسيعد عديد من الناخبين حزب العمال المؤسسة الحاكمة، ولا يمكن لحزب الترشح ضد نفسه.

ستتخذ حكومة ستارمر قريباً قراراً حاسماً حول استراتيجية حزب العمال حتى عام 2029 [موعد الانتخابات المقبلة]، ما الذي ينبغي أن يحدث للمهام الخمس التي تشكل جوهر عرض الانتخابات لهذا العام. قيل لي إن هناك معركة كبيرة وراء الكواليس حول ما إذا كان ينبغي خفض مستوى هذه المهام أو حتى إلغاؤها، عندما تصدر الحكومة مخطط "أولويات التغيير" خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وبينما يضغط فريق ستارمر السياسي من أجل التعديلات يتردد رئيس الوزراء في التخلي عن مهامه.

وقد تتمثل المساومة في إضفاء تفاصيل أوضح على المهام. ويتلخص أحد الدروس المستفادة من أميركا في أن هدف ستارمر المتعلق بتأمين أعلى نمو في بلدان مجموعة السبع يجب أن يحل محله تعهد بتحسين مستويات المعيشة. ولتركيز عقول قيادات حزب العمال قد يدرك الحزب الآن أيضاً أن الناخبين سيطرحون السؤال الذي طرحه كل من ترمب هذا الأسبوع وحزب العمال خلال يوليو (تموز)، هل أنتم أفضل حالاً مما كنتم عليه في الانتخابات الأخيرة؟

توقع عديد من الشخصيات العمالية فوز ترمب قبل أشهر. وجاء الدليل عندما توقفت ريفز عن مقارنة استراتيجيتها الاقتصادية بما تشمله من استثمار كبير في الطاقة الخضراء، بالاقتصادات البايدنية [نسبة إلى جو بايدن] (على رغم أن وصف الاستراتيجية الأدق هو "الاقتصادات البايدنية من دون المال نفسه"). وكان حزب العمال في حيرة من أمره لأن معدل النمو الأعلى في الولايات المتحدة لم يقابله شعور لدى الأميركيين بتحسن الحال بعد فترة من معدلات التضخم المرتفعة. وكانت النتيجة "انتعاشاً لم يقابله التصويت المتوقع".

لذلك سيحتاج حزب العمال بطريقة ما إلى توليد "عامل الشعور بالرضا" قبل الانتخابات المقبلة. سيكون ذلك صعباً. من المتوقع أن يرتفع دخل الأسرة الحقيقي المتاح للإنفاق بمعدل 0.5 في المئة فقط للشخص الواحد بحلول عام 2029، وهو أدنى مستوى في ظل أية حكومة عمالية، في حين من المقدر أن تكون الأجور الحقيقية نمت بمقدار 13 جنيهاً فقط في الأسبوع على مدى العقدين الماضيين من الزمن.

ليس لدى حزب العمال بديل سوى السعي وراء أهداف عالية المستوى، هذا ما سيطالب به الناخبون الذين نفد صبرهم ويتسمون بالتقلب في مشهد سياسي جديد يناسب الشعبويين مثل نايجل فاراج وصديقه ترمب أكثر بكثير مما يناسب الأحزاب التقليدية.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل