ملخص
من هي سوزي وايلز؟ وما الدوافع التي تحفز هذه الجدة البالغة من العمر 67 سنة، والتي تحب خبز الكعك ومراقبة الطيور، وما الأسباب التي تشعل حماستها وتحملها على مواصلة العمل؟
في صورتها الشخصية على "إكس" ترتدي سوزي وايلز بلوزة وسترة صوفية، فيما يتدلى من أذنيها قرطان أنيقان، وتزين عنقها قلادة ذهبية، أما شعرها الرمادي فمنسق بعناية.
ولكن صورة الجدة الحنونة هذه التي توحي بلطفها ومحبتها للآخرين، تخفي وراءها الدور الكبير والمرهق الذي تكرس له وقتها وجهدها، وفي الواقع هي واحدة من أقوى الشخصيات في التيار السياسي الجمهوري، فقد تولت إدارة حملة دونالد ترمب لإعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وباتت تشغل منصب كبيرة موظفيه في البيت الأبيض.
في بيان صحافي أصدره مساء الخميس الماضي أشاد ترمب بدور وايلز في وصوله إلى سدة الرئاسة مجدداً، وقال إنها "ساعدتني في تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في تاريخ الولايات المتحدة"، وأضاف أنها "قوية وذكية وتملك القدرة على إيجاد أفكار وحلول مبتكرة، وأنها تحظى بالإعجاب والاحترام الواسعين من الجميع".
وتابع الرئيس المنتخب "إنه شرف مستحق أن تكون سوزي أول امرأة تشغل منصب رئيسة موظفي [البيت الأبيض] في تاريخ الولايات المتحدة"، وأضاف "ليس لدي أدنى شك في أنها ستجلب الفخر لبلادنا."
وايلز البالغة من العمر 67 سنة هي أول امرأة ستشغل منصب رئيسة موظفي البيت الأبيض، وفي خطاب النصر الذي ألقاه في ولاية فلوريدا، ذكر الرئيس المنتخب دونالد ترمب اسمها الذي كان مغموراً سابقاً، سبع مرات.
"اسمحوا لي أيضاً أن أعرب عن تقديري الكبير لسوزي وكريس [كريس لاكيفيتا المستشار السياسي في الحملة الانتخابية] على المجهود الذي بذلتماه، تعالي سوزي".
لا أريد أن أقول إنها أبرمت صفقة مع الشيطان، ولكنها تعرف تماماً أسلوب ترمب وشخصيته
بيتر شورش
قالها ترمب متوجهاً إليها كي تتقدم وتظهر أمام الجمهور، وتابع متحدثاً عنها "دعوني أخبركم، تُؤثِر سوزي البقاء بعيداً من الأضواء"، وأضاف ممازحاً "نحن نطلق عليها لقب سيدة الجليد، ولكنها لم تعد في الظل (بعد الآن)."
ولما كانت داهية في السياسة كان تركيزها طوال الأشهر الـ 12 الماضية منصباً على تحقيق النصر المطلق، ومساء الخميس الماضي أكد ترمب تعيينها رئيسة جديدة لموظفي البيت الأبيض.
ووصفتها صحيفة "ذا هيل" السياسية بأنها "أقوى شخصية في الحزب الجمهوري لا يعرفها كثيرون"، وقالت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" إنها "ربما تكون الصوت الأكثر تأثيراً في الحملة الرئاسية الثالثة التي يخوضها ترمب".
ولكن من هي سوزي وايلز؟ وما الدوافع التي تحفز هذه الجدة البالغة من العمر 67 سنة، والتي تحب خبز الكعك ومراقبة الطيور، وما الأسباب التي تشعل حماستها وتحملها على مواصلة العمل؟
انضمت وايلز إلى نشاطات الحزب الجمهوري منذ أواخر سبعينيات القرن الـ 20 وأصبحت المسؤولة عن تنسيق الحملات الانتخابية في حملة رونالد ريغان الرئاسية عام 1980، ثم انتقلت للعمل في إدارته لاحقاً بعد فوزه، وفي أواخر العشرينيات من عمرها انتقلت من نيوجيرسي، حيث ولدت وترعرعت، إلى مدينة جاكسونفيل في ولاية فلوريدا، مع زوجها آنذاك لاني، الذي كان "المسؤول عن التحضيرات الميدانية" وتولى تنظيم الترتيبات الإعلامية للمرشحين خلال الانتخابات.
عندما أنجب الزوجان ابنتيهما، كاتي وكارولين، ابتعدت سوزي من العمل السياسي لفترة من الزمن مكرسة وقتها للاهتمام بالصغيرتين وتنشئتهما، ولكنها عادت بعد ذلك بكل قوتها للساحة السياسية وتولت في النهاية إدارة العمليات الانتخابية التي خاضها ترمب في فلوريدا خلال محاولته الأولى الوصول إلى كرسي الرئاسة، ويرجع كثيرون الفضل لوايلز في فوز الرئيس بالولاية بفارق 1.2 نقطة مئوية على منافسته هيلاري كلينتون.
اختارت وايلز البقاء في فلوريدا بدلاً من التوجه إلى البيت الأبيض، وركزت جهودها بعد بضع أعوام على مساعدة رون ديسانتيس الذي عينه ترمب في حملته خلفاً لريك سكوت في منصب حاكم الولاية، غير أن علاقتهما تدهورت، إذ أنحى الحاكم الجمهوري باللائمة عليها في تسريب معلومات معينة، وعلى رغم نفيها فيعتقد أن هذا السبب كان وراء إقالتها من الفريق، وقد غادرت رسمياً لأسباب صحية في سبتمبر (أيلول) 2019، لكن أحد أصدقائها أخبرني أنها "كانت تقاسي حالاً من الإحباط الشديد في تلك المرحلة وكانت في أسوأ حالاتها"، وأن مغادرتها شكلت أزمة وجود بالنسبة إليها، ولكن في عام 2020 تلقت وايلز مكالمة هاتفية من ترمب حين أراد منها أن تعود للعمل في فريقه، بل أن تتولى قيادته.
والد وايلز، بات سمرال، كان لاعب كرة قدم محترفاً وأصبح لاحقاً مذيعاً رياضياً ونال شهرة واسعة في مجاله، ويقول مالك صحيفة "فلوريدا بوليتيكس"، بيتر شورش، الذي يعرف وايلز منذ عقد من الزمن وتربطه بها علاقة صداقة، إن سمرال كان يصل إلى عشرات الملايين من الأشخاص كل يوم أحد من خلال برامجه الإذاعية، وكان يملك صوتاً مؤثراً وموثوقاً جداً إلى حد أن بعضاً من تلك القدرة على التأثير وجذب الجمهور، كما يُعتقد، انتقلت إلى ويلز.
الرأي نفسه أبدته زميلة وصديقة سابقة أخرى مشيرة إلى أن وايلز ربما تكون ورثت من والدها موهبتها في "التعامل مع الناس، وشخصيتها الدافئة من والدتها كاثرين جاكوبس التي كانت امرأة رائعة"، كما وصفتها.
ولكن مع ذلك لم تكن نشأتها خالية من المشكلات والتحديات، فقد كان سمرال مدمناً على الكحول، وبعد طلاقه من كاثرين ابتعد من وايلز وشقيقيها جاي وكايل فترة من الزمن، ولكن في مرحلة ما عندما أصبحت شخصاً بالغاً قادراً على اتخاذ القرارات، تركت وايلز باب التصالح مفتوحاً أمام والدها، وقد نسب إليها سمرال الفضل في مساعدته على دخول مركز إعادة التأهيل للعلاج من إدمانه.
في عام 2017 حصل الانفصال بين وايلز ولاني، وكان "طلاقاً هادئاً بين شخصين بارزين"، كما وصفه شورش، ولكنه يعتقد أن هذه الخطوة منحت المرأة مساحة واسعة من الحرية للتركيز على حياتها المهنية السياسية في الستينيات من عمرها، "على نحو يسمح لها بأن تكرس وقتها وجهودها لأي مرشح تعمل معه آنذاك، من دون أي تشتيت أثناء العمل على حملة انتخابية".
ولكن الجانب اللطيف والهادئ والودود الذي يعكسه مظهرها لا يكفي لإخفاء السمعة التي كوّنها الناس عنها بأنها شخص قوي وصارم وحازم لا يتردد في التكشير عن أنيابه عند الحاجة، ويقول شورش "في عملها السياسي سوزي لا تمزح، وليس في المتناول طريقة أخرى للتعبير عن شخصيتها، ليس لأنها قاسية، ولست أعني بكلامي أنها لئيمة، ولكن إذا حاولت الظهور بمظهر أفضل بغية الحصول على فوائد شخصية، أو إذا كنت تحاول التلاعب معها أو خداعها ولم تكن صادقاً حيال أمر ما، سيكون تصرف سوزي معك قاسياً ومباشراً، وتبدو هذه واحدة من سماتها المفضلة لدى رئيسها الجديد".
يضرب شورش مثلاً بتوليها الإشراف على حملة ديسانتيس عندما اختار أحد المستشارين التحدث إلى وسائل الإعلام على رغم توجيه تعليمات له بعدم القيام بذلك، يقول "قطعت سوزي يومذاك حديثه فوراً، ومرت أعوام قبل أن تعود العلاقة لمجراها السابق".
ولكنه يقول إنها تمتلك أيضاً "اللطافة التي تتميز بها الجدات في مجتمعات الجنوب الأميركي"، فمثلاً يقول إنها تعرف أسماء المتطوعين التي يجتهدون بلا كلل لمصلحة الحملة الانتخابية في مقاطعة نائية، وتولي الأشخاص الذين يعملون معها الاهتمام والرعاية، "لديها مهارة كبيرة في تقديم النصائح العائلية لكثير من موظفيها الشباب".
ويتذكر أن أحد هؤلاء الموظفين كان قد رزق للتو بطفل، فأصرت وايلز على ضرورة وأهمية أن يأخذ إجازة من أجل صغيره، "تراها تحرص على أن يعتني الأشخاص الذين يشتغلون معها بحياتهم الشخصية والعائلية أيضاً، وأن يوازنوا بينها وبين عملهم".
ووفق شورش فإن طبعها هذا يتناسب تماماً مع نوع اللياقة والمهارات التنظيمية التي تعتبر سمة فارقة في العمل السياسي البريطاني، وخلافاً لرئيسها ربما، "تجدها تحترم القواعد المؤسسية وما يرافقها من انضباط صارم وتوجيهات محددة، وتظهر في الوقت نفسه ذكاء لافتاً في العمل السياسي".
اختار فريق ترمب الذكي ويلز لإدارة الحملة الانتخابية، ومن خلال تحسين كل الفوضى المحيطة بترمب وإضافة ما يسميه شورش "اللعبة الميدانية المنضبطة"، يبدو أن مهارة التحايل قد ساعدت ترمب في الظفر بالنصر.
وأشار شورش إلى كيف أصبح منتجع مارالاغو [في بالمي بيتش بفلوريدا، وهو مقر إقامة الرئيس ومركز نشاطاته السياسية والاجتماعية] "أكثر انضباطاً منذ أن صارت سوزي المسؤولة عن اتخاذ القرارات في شأن من يمكنه ومن لا يمكنه الدخول إلى دائرة ترمب".
علاوة على ذلك يعتقد شورش أن وايلز لا ترى ضرورة في كبح جماح أسوأ تصرفات ترمب، "إنها فلسفة أكثر واقعية: السماح لترمب بأن يكون نفسه ويعبر عن شخصه بحرية، فتجده يتحدث بأسلوب خاص [مثير للجدل] إلى مناصري "ماغا" [make america great again لنجعل أميركا عظيمة مجدداً] الذي يتبنى سياساته الشعبوية والمحافظة، ولكنه يقدم أيضاً سياسة ضريبية مذهلة للأثرياء وهم يحبون ذلك، ولا أريد أن أقول إنها أبرمت صفقة مع الشيطان، ولكنها تعرف تماماً سلوك ترمب وشخصيته".
القدرة على تولي مهمات وقضايا عدة في آن واحد، والحدس الذي يدلها على رغبات الناس وحاجاتهم يجعلان منها شخصية ذات مهارة عالية في التعامل مع مختلف المواقف وفي إدارة الأمور السياسية، وعندما ترشح لمنصب عمدة مدينة جاكسونفيل في عام 1995، اختار السياسي ورجل الأعمال جون ديلاني تعيين وايلز لمساعدته في حملته الانتخابية التي كانت ناجحة تماماً، وأصبحت لاحقاً رئيسة موظفيه.
"بعد أربعة أسابيع من بدء الحملة تمكنت من تغيير طريقة التفكير والرسائل الموجهة، وتنطوي شخصيتها أيضاً على بعض الصفات التي يتسم بها ترمب، ومن بينها قدرتها على التواصل مع الجمهور وطرح الأفكار التي تتماشى تماماً مع حاجاته ومتطلباته وتوقعاته. إنها حقاً سياسية عبقرية تتمتع بحدس مذهل حول طريقة تفكير الجمهور والإستراتيجيات والرسائل التي تؤتي ثمارها"، يضيف ديلاني.
ويقول ديلاني إن وايلز تساعد الأشخاص الذين تعمل معهم في بلوغ أهدافهم حتى ولو لم تكن دائماً متفقة مع سياساتهم تماماً، "لا تملك أي شكل من الأنانية والغرور، إنها شخص يعمل خلف الكواليس بصورة كاملة، ولكن على رغم أنه يحلو للأصدقاء والزملاء الحديث عنها وعن قدرتها في إنجاز المهمات الصعبة، تظل امرأة غامضة تحرص على إبقاء حياتها الشخصية بعيداً من الأضواء، فحتى أعضاء حملة ترمب يترددون في الحديث عنها".
أما بالنسبة إلى التعاون مع ترمب فربما لا تتفق وايلز دائماً مع طريقته في التعبير عن أفكاره أو اختياره الكلمات أو حتى موقفه السياسي في شأن قضية ما، لكن ديلاني يقول إن السياسة [القرار الانتخابي] تتعلق بالعيوب والسلبيات التي يمكن للناخبين التغاضي عنها لدى أحد المرشحين [عند وجود أمور أخرى تعوض عنها]، فيما لا يمكنهم تجاهل نقاط ضعف موجودة لدى مرشح آخر، وبهذه الصورة تشبه وايلز إلى حد كبير الناخبين الذين ربما اضطروا إلى الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع على رغم عدم رضاهم عن الخيار المطروح أمامهم. "أولئك الجمهوريون المتأصلون المخلصون تماماً لحزبهم الذين ربما لم يحبوا مرشحهم، ولكنهم في نهاية المطاف تجاوزوا ترددهم وصوتوا لمصلحته".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يشك ديلاني في أن آراء وايلز السياسية تتوافق دائماً مع سياسات ترمب، "ربما تتبنى مواقف تميل إلى اليسار السياسي الداعم لحقوق مجتمع المثليين والمتحولين جنسياً ومزدوجي الميل الجنسي عموماً، ولا أعتقد أنها بطبيعة الحال ستتفق بالضرورة مع دونالد ترمب في شأن ملف الهجرة، ولكن هذا الكلام مجرد تخمين أبوح به".
ديلاني يوافق شورش الرأي بأنه وبعيداً من مهنتها السياسية، تتمتع وايلز بطبيعة لطيفة وطيبة، ويقول "إذا كنت تسكن إلى جوارها في الحي السكني وكنت مريضاً فقد كانت ستحضر لك طبقاً من الطعام، وإذا كنت بحاجة إلى كهربائي كي تدخل إلى منزلك فستجد لك الحل المناسب، وإذا كنت في المستشفى فستزورك وترسل لك الزهور، إنها ببساطة شخص لطيف حقاً".
وعندما تكون وايلز في المنزل فإنها تحب الاعتناء بحديقتها وتستمتع بطهو الطعام، كما يقول ديلاني، ومعروف عنها حبها لمراقبة الطيور أيضاً، علماً أن أحد معارفها المقربين أخبرني "أشك في أنها تواظب على مراقبة الطيور في الوقت الحالي".
ويضيف ديلاني أن وايلز "مولعة ببناتها وأحفادها، ولا تحب التفاخر أو الإسراف في الفنادق الفاخرة، ولما كانت تنتمي إلى الكنيسة الأسقفية وتلتزم بتعاليمها، تجدها ترتاد الكنيسة كل يوم أحد وتصلي بصورة متكررة".
نيت مونرو، كاتب مقالة في صحيفة "فلوريدا تايمز- يونيون" عرف وايلز في سياق عمله الصحافي منذ 10 أعوام، ويقول إن منتقديها يرون أن سلوكها اللطيف وشخصيتها الأنيقة والجذابة "تخفيان خلفهما شخصية حاسمة ودؤوبة، تخطط بدقة وتعمل بعزيمة لا تلين، وبقدر ما تحظى به من تقدير واحترام فإنها تثير أيضاً الخوف والقلق، لذا لا بد من توخي الحذر عند التعامل معها".
في كانون الثاني (يناير) الماضي كتب مونرو مقالة قاسية انتقد فيه ديسانتيس بسبب حملته الرئاسية، مؤشراً إلى سمات شخصية لدى المرشح تؤكد أنه "يختار دائماً القسوة على حساب اللطف والرسائل المبطنة بدلاً من التعاطف والانقسام على التفهم والتسامح واللباقة"، وحرصاً على أن تكون الصفعة [الانتقاد] مؤلمة وقاسية بما فيه الكفاية، أضاف مونرو "من كان الشخص الذي أشار إليه ترمب خلال خطاب انتصاره [في ولاية أيوا]، تلك المرأة القصيرة وغير البارزة التي تقف على هامش المجموعة المحيطة به على المسرح؟ سوزي وايلز المستشارة التي طردها ديسانتيس، إنها أحد الأشخاص الذين يوليهم ترمب ثقة كبيرة، عفواً."
يقول مونرو إن الأشخاص الذين يعرفون وايلز كانوا على يقين من أنه بإقصائها من دائرة المقربين إليه، وما صاحب هذا القرار من إذلال لها، سيواجه ديسانتيس العواقب في النهاية، ويضيف أن وايلز "لا تحب الدخول في الصراعات والخلافات"، وفي صفة ربما تبدو غير منطقية، وحتى فكاهية، إذا أخذنا في عين الاعتبار ماهية رئيسها، لكن لدى مونرو وجهة نظر أخرى ربما تكون الصفة الأنسب، وربما وجد دونالد ترمب في سوزي ويلز شخصاً هادئاً لديه القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة بروية وحكمة ومن من دون تسرع وانفعال".
© The Independent