ملخص
بدأ ليفربول الموسم بوتيرة تجعله على المسار الصحيح للحصول على نقاط التتويج باللقب، وإذا كانت تعثرات الآخرين قد دفعت "الريدز" إلى مثل هذا الموقف الجيد، فإن هذا يعطي أسباباً للاعتقاد بأنه قد يظل هناك.
يتمتع أليكسيس ماك أليستر ببلاغة كروية إذ تتضمن وظيفته قراءة اللعبة جيداً، وهو لاعب كرة قدم واقعي أنيق، لكنه ربما قلل من شأن فريقه حينما قال بطل كأس العالم "إذا سألتني قبل الموسم، فلن أقول إننا كنا مرشحين للفوز باللقب ولكن الآن يبدو الأمر كذلك"، ومع تقدم ليفربول بفارق خمس نقاط عن أقرب ملاحقيه قبل بداية فترة التوقف الدولية الثالثة، أصبح من غير الممكن إنكار ذلك بصورة متزايدة.
هل هم المرشحون؟ لن يقولوا ذلك، وليس فقط لأنهم عينوا مديراً فنياً أقل احتمالية لتصدر عناوين الأخبار بخطاباته، إذ يتمتع ليفربول بخبرة قضاء مزيد من الأيام في صدارة الجدول مثلما حدث في الموسم الماضي، أكثر من أي فريق آخر، حتى أن الأمر كان مفاجئاً عندما توج مانشستر سيتي بطلاً مرة أخرى.
لقد برر آرني سلوت سلسلة انتصارات ليفربول الاستثنائية التي بلغت 15 فوزاً في 17 مباراة بالقول إن مانشستر سيتي وأرسنال وتشيلسي قادرون على فعل الشيء نفسه، والدليل على ذلك ضئيل للغاية في حالة تشيلسي الجديد، إذ يشير تاريخ مانشستر سيتي إلى أنه قادر على فعل الشيء نفسه والسؤال هو ما إذا كان لا يزال يمثل آلة الفوز التي لا تعرف الكلل، ولكن في الوقت الحالي، يعتبر ليفربول الشذوذ الكبير بين أندية إنجلترا الأربعة المشاركة في دوري أبطال أوروبا، فقد خسر مانشستر سيتي وأستون فيلا آخر أربع مباريات لهما في جميع المسابقات، بينما خسر أرسنال ثلاثاً من أربع مباريات.
وقد يعني كل هذا أن ليفربول سوف يواجه انحداراً مماثلاً وإذا كان الأمر كذلك، فإن ترتيب الفرق سوف يتخذ شكلاً مختلفاً، ومن المؤكد أن هدوء سلوت يشير إلى أنه أقل اعتماداً على الزخم من المديرين الفنيين الأكثر عاطفية، ولكن حتى الآن فإن الجمع بين تنافسية الدوري الإنجليزي الممتاز والطبيعة المرهقة لقائمة المباريات المزدحمة يجعل من الممكن أن يواجه الجميع فترة صعبة، وربما يتحدد اللقب بالاستمرارية وليس التألق.
لكن التصورات تغيرت في فترة كان من الممكن أن تشهد تعثرهم، فبعد الهبوط الناعم لبداية سلوت، كانت آخر سبع مباريات لليفربول ضد تشيلسي وآر بي لايبزيغ وأرسنال وبرايتون (مرتين) وباير ليفركوزن وأستون فيلا، وقد حققوا ستة انتصارات وتعادلاً واحداً، لكن أربعاً من المباريات الخمس التالية ستكون ضد ريال مدريد ومانشستر سيتي وخارج ملعبهم أمام نيوكاسل وإيفرتون، وحتى الآن اجتازوا الاختبارات، في بعض الأحيان بصورة رائعة وفي بعض الأحيان بالقيام بما يكفي، لكن حقيقة أن خمسة من انتصاراتهم جاءت بفارق هدف واحد تظهر أنهم لم يكونوا دائماً أفضل بصورة كبيرة لكنهم كانوا مصممين على الفوز، إذ استقبلوا 10 أهداف فقط في تلك المباريات الـ15.
وينعكس مزيج يورغن كلوب وسلوت في صلابة أكبر مع الاحتفاظ بالقدرة التي اكتسبها الفريق من مدربه الألماني السابق على العودة في النتيجة فقد تأخر ليفربول أمام ميلان ووست هام يونايتد وأرسنال وبرايتون وفاز على ثلاثة منهم وتعادل في مباراة واحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فهل هذا مستدام؟ لقد قدم سلوت تحسيناً في مستوى إبراهيما كوناتي وريان غرافينبيرتش على وجه الخصوص، لكن هناك تساؤلاً عما إذا كان كل منهما قادراً على تمديد هذا الأداء الرائع في فصل الخريف عبر الموسم كاملاً أم أن الأمر كان مجرد تألق في بداية الموسم.
لم ينزعج ليفربول من الإصابات نسبياً إذ استخف بخسارتين مدمرتين محتملتين، فقد عزز تصدي كاويمين كيليهر الرائع من أمادو أونانا ودييغو كارلوس السبت مكانته كأفضل حارس مرمى ثانٍ، على رغم أن سلوت أكد أن أليسون لا يزال الرقم واحد في الفريق، ومن المؤسف أن ديوغو جوتا عرضة للإصابة لكن لويس دياز سجل ثلاثية كمهاجم بديل وداروين نونيز حل محله بطريقة غريبة ولكن فعالة ضد فيلا.
الآن قد يضطر ليفربول إلى التأقلم من دون ترينت ألكسندر أرنولد لفترة، وهم ينتظرون اكتشاف شدة الإصابة التي أجبرته على الخروج ضد فيلا، وقد تكون مهمة كونور برادلي هي إثبات نفسه كنسخة من كيليهر في مركز الظهير الأيمن.
حتى الآن كان سلوت قادراً على الاعتماد على مجموعة أساسية صغيرة نسبياً، ويبدو الأمر وكأن تشكيلته المفضلة لم تتغير إلا مرتين هذا الموسم: في أغسطس (آب) عندما أزاح كوناتي جاريل كوانساه من الدفاع وأخيراً عندما تخطى كيرتيس جونز دومينيك سوبوسلاي في خط الوسط، إضافة إلى حالة كودي غاكبو وكوستاس تسيميكاس في الجهة اليسرى، لكن 16 لاعباً فقط من ليفربول لعبوا أكثر من 150 دقيقة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وإذا ما عصفت الإصابات ببعض اللاعبين فقد يكون عليهم إثبات قدراتهم.
بابتسامته الواضحة قدم الهولندي وضوحاً في التفكير وقدرة سلسة على العمل مع اللاعبين الذين ورثهم، وإذا كان يناير (كانون الثاني) يمثل فرصة لتشكيل فريق سلوت، وإذا كانت هناك حاجة إلى لاعب وسط دفاعي ليشغل الدور المتصور لمارتن زوبيمندي، فإن ليفربول لم يكن لديه حتى الآن أسباب قليلة للندم على قرار الإسباني بالبقاء في ريال سوسيداد، وفي حين أنه من السهل القول إن عقود محمد صلاح وفيرجيل فان دايك وألكسندر أرنولد المنتهية الصلاحية قد تكون مصدر تشتيت، إلا أنها لم تكن كذلك حتى الآن.
ولكن بدلاً من ذلك، بدأ ليفربول الموسم بوتيرة تجعله على المسار الصحيح للحصول على 97 نقطة، وهو ما حققه كلوب في موسم (2018 - 2019)، ورغم أن فريق (2024 - 2025) قد لا يحقق عدد النقاط نفسه لكنه لا يتنافس مع ماضيه، بل مع حاضر منافسيه، وإذا كانت تعثرات الآخرين قد دفعت ليفربول إلى مثل هذا الموقف الجيد، فإن هذا يعطي أسباباً للاعتقاد بأنه قد يظل هناك.
© The Independent