ملخص
ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم، أن العرض سيكون أكثر من الطلب عام 2025 حتى لو ظلت خفوض "أوبك+" سارية لأن ارتفاع الإنتاج من خارج مجموعة الدول المنتجة يقابله تباطؤ في نمو الطلب العالمي على الخام
استقرت أسعار النفط إلى حد كبير اليوم الخميس، مع توخي المتعاملين الحذر بعد الانخفاضات الكبيرة للأسعار في وقت سابق من هذا الأسبوع، بسبب صعود الدولار ومخاوف من زيادة العرض وسط تباطؤ نمو الطلب.
وتراجعت العقود الآجلة لخام "برنت" ثلاثة سنتات إلى 72.25 دولار للبرميل، وانخفضت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" الوسيط الأميركي سبعة سنتات إلى 68.36 دولار.
وقال محلل الاستثمار لدى "فيليب نوفا دانش ليم، "المحرك الأساس لأسعار النفط، سواء في الأمد القريب أو البعيد، سيكون اتجاه الدولار" مضيفاً أن "ديناميكيات العرض والطلب وضعت ضغوطاً على الأسعار أخيراً".
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى في عام ليواصل مكاسبه التي حققها أمس الأربعاء، عندما بلغ أعلى مستوى في سبعة أشهر مقابل العملات الرئيسة، وذلك بعد بيانات أظهرت أن التضخم في الولايات المتحدة لأكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفع بمعدل يتماشى مع التوقعات، وهذا بدوره أثار مخاوف من تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة.
عوامل طلب ضعيفة
وقال كبير محللي السوق في "أواندا" كلفن وونغ إن السوق عبارة عن "تركيبة من عوامل الطلب الضعيفة"، مع المخاوف في الأوان الأخيرة التي تتمثل في ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام.
وأضاف "هذا يزيد من احتمال تباطؤ وتيرة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خلال 2025 وبصورة عامة، فإن نقص السيولة يقلل القدرة على تحفيز الطلب على النفط".
إدارة معلومات الطاقة الأميركية
أما على صعيد العرض والطلب، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لإنتاج النفط الأميركي قليلاً إلى 13.23 مليون برميل يومياً في المتوسط هذا العام، أو بما يزيد 300 ألف برميل يومياً على المستوى القياسي الذي سجل العام الماضي وبلغ 12.93 مليون برميل يومياً، وارتفاعاً أيضاً من مستوى 13.22 مليون برميل يومياً الذي توقعته في وقت سابق.
ورفعت الإدارة كذلك توقعاتها لإنتاج النفط العالمي في 2024 إلى 102.6 مليون برميل يومياً في مقابل 102.5 مليون برميل يومياً في توقعاتها السابقة مدفوعة بزيادة متوقعة في إنتاج الولايات المتحدة بمقدار 300 ألف برميل يومياً، وبالنسبة إلى عام 2025، تتوقع إنتاجاً عالمياً يبلغ 104.7 مليون برميل يومياً.
"الطاقة الدولية" تتوقع فائضاً
في الأثناء، ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط اليوم، أن العرض سيكون أكثر من الطلب عام 2025 حتى لو ظلت خفوض "أوبك+" سارية لأن ارتفاع الإنتاج من خارج مجموعة الدول المنتجة يقابله تباطؤ في نمو الطلب العالمي على الخام.
وقالت الوكالة "توازناتنا الحالية تشير إلى أنه حتى إذا ظلت خفوض "أوبك+" سارية، سيتجاوز العرض في العالم الطلب بأكثر من مليون برميل يومياً العام المقبل".
وأبقت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً، على توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2025 من دون تعديل كبير مقارنة بالشهر السابق، وتوقعت أن يشهد الطلب على النفط زيادة مقدارها 990 ألف برميل يومياً في العام المقبل.
توقعات "أوبك"
وتتوقع في الوقت نفسه، ارتفاع نمو العرض من خارج "أوبك+" بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً العام المقبل بسبب زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وكندا وجيانا والأرجنتين.
وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" في تقريرها الشهري عن النفط أمس الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي خلال العامين الحالي والمقبل، في تعديل بالخفض للشهر الرابع، بسبب تراجع الطلب في الصين والهند ودول أخرى.
وذكرت الوكالة أن نمو الطلب العالمي بأقل من مليون برميل يومياً هذا العام يأتي بعد نمو اقترب من مليوني برميل يومياً عام 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت "وتيرة النمو التي تقل عن مليون برميل يومياً في العامين تعكس ظروفاً اقتصادية عالمية دون المستوى مع اكتمال زيادة الطلب الآن بعد الجائحة".
وأردفت الوكالة تقول إن تراجع الطلب في الصين لا يزال يؤثر في نمو الطلب العالمي في النفط، ومن المقرر أن يصل نمو الطلب السنوي عام 2024 إلى 140 ألف برميل يومياً وحسب، بما يمثل عشر نمو الطلب عام 2023 الذي بلغ 1.4 مليون برميل يومياً.
وأضافت الوكالة في تقرير نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري أن التطور السريع لتكنولوجيات الطاقة النظيفة يزيح النفط سريعاً.
وأجرت الوكالة تعديلاً طفيفاً بالرفع لتوقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2024، بزيادة 60 ألف برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق، ليصبح الإجمالي 920 ألف برميل يومياً.
ويرجع التعديل إلى ارتفاع الطلب على زيت الغاز بصورة أكبر من المتوقع في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالربع الثالث من العام الحالي.