Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دانيال كريغ لا يكترث من يخلفه في دور بوند

ما زال الجميع في انتظار فيلم جيمس بوند المقبل، وكلما تأخر الموضوع أكثر، أصبح من الصعب على أي شخص أن يملأ مكان كريغ المميز

دانيال كريغ في دور بوند في "لا وقت للموت" (أم جي أم)

ملخص

لا يبدي دانيال كريغ اهتماماً بمن سيخلفه في دور جيمس بوند، لكن التأخير في اختيار الممثل الجديد يثير قلق معجبي السلسلة، وسط نقاشات حول تحديث الشخصية لتواكب التغييرات المجتمعية.

في كل مقابلة يجريها الممثل دانيال كريغ يتكرر طرح السؤال نفسه: "من تريد أن يكون جيمس بوند المقبل؟" منذ أن استقال من بطولة سلسلة الأفلام الشهيرة عام 2021، تم طرح هذا السؤال عليه بشكل دائم، وقد يستمر طرح هذا السؤال عليه حتى آخر يوم في حياته. وربما حتى بعد 100 عام، عندما يتمكن أحد العرافين من استدعاء روح كريغ من الحياة الآخرة، يمكنك الرهان على أن هذا السؤال سيكون محور الموضوع الذي سيتم استجواب روحه بشأنه. ولكن حتى في تلك الحالة، فإنه بالتأكيد سيجيب بنفس الإجابة التي أجاب بها هذا الأسبوع: "لست مهتماً".

المشكلة التي تواجهها شركة مترو غولدوين ماير (أم جي أم) والمنتجة باربرا بروكلي المسؤولين عن إنتاج أفلام بوند، هي أن العديد من معجبي 007 بدأوا يشعرون بنفس الشعور. لقد مضى أكثر من ثلاث سنوات منذ اعتزال كريغ عن دور الجاسوس البريطاني الخارق، والوقت يبدو أطول من ذلك بكثير، حيث واجه الفيلم الأخير "لا وقت للموت" No Time to Die تأخيرات طويلة نتيجة للتغييرات في طاقم العمل وجائحة كوفيد. وعلى رغم التقارير التي صدرت في شهر مارس (آذار) حول احتمال أن يتجه الدور للممثل آرون تايلور جونسون، إلا أن أحداً لا يعرف حقاً من سيكون خليفة كريغ.

وقد أصبح بعض المرشحين السابقين المحتملين للدور متقدمين في السن أكثر مما يحتمل الدور. الممثل إدريس إلبا على سبيل المثال والذي اعتبر الوريث الواضح لكريغ لفترة طويلة من الأعوام الـ15 التي قدم فيها كريغ دور بوند، أصبح الآن في 52 من عمره، وخرج تماماً من المنافسة. كذلك ضعفت احتمالات أخرى، مثل ريجه جان بايدج من مسلسل "بريدجيرتون" Bridgerton، وبطل مسلسل "ذا ويتشر" The Witcher هنري كافيل. لقد أدى صمت معسكر صناعة بوند إلى خفض بريق سلسلة أفلام الحركة البريطانية الرائدة، فاصلاً إياها بشكل واضح عن بريق عصر كريغ، الذي بدأ بشكل مشرق مع فيلم "كازينو رويال" عام 2006، ولكنه تراجع بعد ذلك. وعلى رغم ذلك، فقد تضاعف الضغط كثيراً على أي ممثل سيحصل أخيراً على الدور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما يعلم أي من محبي أفلام بوند، فإن هذه المرحلة بالنسبة لسلسلة الأفلام تعتبر حرجة نوعاً ما من الناحية الوجودية. إذ إن قصص التجسس أصبحت أقل رواجاً في هوليوود، باستثناء بعض القصص القديمة المستمرة (مثل أفلام "المهمة المستحيلة" للممثل توم كروز، وسلسلة أفلام "بورن" التي يُفترض أنها لا تزال مستمرة)، فقد انتقل هذا النوع من الإصدارات إلى حد كبير إلى شاشات التلفزيون (مثل مسلسل "يوم ابن آوى" The Day of the Jackal الذي عُرض هذا الأسبوع على قناة سكاي). وقد أثيرت تساؤلات حول كيفية إعادة إحياء شخصية العميل 007 مرة أخرى، ومن بين الاقتراحات الشعبية والثورية فكرة تقديم جيمس بوند في صورة أيام زمان، أي أن تدور أحداثه خلال عصر كتب إيان فليمنغ الأصلية. في حين اقترح آخرون تقديم جيمس بوند أصغر سناً، وربما حتى مراهقاً، على غرار سلسلة الروايات الفرعية التي كتبها تشارلي هيغسون.

ولكن الأهم من ذلك هو أن مفهوم شخصية جيمس بوند أصبح في طي النسيان. ففي عام 2024، ما زال بوند معقلاً لكل ما يفترض أن يتجاوزه الرجال: فهو رمز للذكورة غير المتطورة ولزير النساء. لقد دارت مناقشات بين الجمهور، ونستطيع أن نفترض أن هذه المناقشات دارت أيضاً داخل أروقة شركة "مترو غولدوين ماير"، مناقشات حول سبل إزالة الطباع السامة من شخصية بوند. ويُعد اختيار ممثل أسود لتأدية دور بوند واحداً من الخيارات الذي يتم الحديث عنها كثيراً والذي قد يؤدي إلى إحداث تغييرات جذرية، وكذلك فكرة تغيير جنس الشخصية (والتي تعد أقل احتمالاً إلى حد كبير). ولكن أياً كان من يتم اختياره لتأدية دور بوند، سواء كان أبيض البشرة أم لا، فإنه سيتحمل وطأة هذا النقاش الطويل الأمد.

لا شك أن ثمة أوقاتاً يكون فيها اتباع التقشف أو الغياب لفترة هو الخيار الأفضل. وبالنظر إلى إحدى أكبر السلاسل السينمائية، "حرب النجوم"، سنجد فكرةً لدى المعجبين وهي أن وضع المنتجين سيكون أفضل إذا ما أوقفوا المشاريع الجديدة لفترة، مما يسمح بمرور الوقت الكافي لزيادة الفضول، ونمو الترقب، وضمان الحد الأدنى من مراقبة الجودة. ولكن سلسلة جيمس بوند قصة مختلفة، فمنذ ستينيات القرن العشرين إلى ثمانينياته، كانت شركة مترو غولدوين ماير تنتج خمسة أو ستة أفلام بوند خلال كل عقد من الزمن. والطبيعة التقليدية لمحتوى السلسلة تعني أنه لم تكن هناك حاجة إلى التحضير المعقد أو الاستمرارية التي أدت إلى تعطيل "حرب النجوم" في السنوات الأخيرة. كل ما يحتاجه فيلم بوند حقاً هو شخصية شريرة جيدة وبعض المواقع المميزة والسيارات السريعة ومشاهد التفجير.

لقد عانت أحدث أفلام كريغ، "سكايفول" Skyfall (2012) و"طيف" Spectre (2015) و"لا وقت للموت" (2021) من حاجتها الذاتية للعظمة، والتي تفاقمت بسبب الفجوات الزمنية الطويلة بين مواعيد طرحها. أما الآن، فلا يوجد ما يمنعهم من إنتاج فيلم بوند جديد كل عامين أو ثلاثة أعوام. سيكونون بالتأكيد عرضة للنجاح أو الفشل، ولكن ألم تكن هذه هي الحال دائماً؟

قد يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن تستسلم شركة الإنتاج أخيراً وتعلن عن بوند الجديد، لكننا نقول ذلك منذ سنوات. على أية حال، من الأفضل أن يستعد كريغ جيداً فالسؤال عن 007 لن يتوقف. وبالمناسبة... من بنظر كريغ يستحق أن يكون جيمس بوند التالي؟

© The Independent

المزيد من سينما