ملخص
الرئيس المنتخب قام بخيار واحد خارج عن هذا النهج، إذ رشح سيناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي كانت تربطه به علاقة خلافية خلال حملة انتخابات 2016، ليكون وزيراً للخارجية.
وستطرح هذه الترشيحات على مجلس الشيوخ لتثبيتها، مما سيشكل اختباراً لولاء الجمهوريين في المجلس.
في سياق عمله على تشكيل إدارة محورها الولاء له أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أنه سيعهد بوزارة الصحة إلى روبرت أف. كينيدي جونيور المعروف بتشكيكه في جدوى اللقاحات. كما يعتزم ترمب تعيين ثلاثة من محاميه الشخصيين في مناصب رئيسة في جهاز القضاء الفيدرالي.
صدمة
وفي خطاب ألقاه خلال حفل ساهر أقامه في معقله مارالاغو في بالم بيتش بولاية فلوريدا وافتتحه الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي والنجم السينمائي سيلفستر ستالون، أشاد الرئيس المنتخب بتعييناته التي كان لها وقع الصدمة في وزارة الصحة والعدل والدفاع وفي لجنة شكلها تحت تسمية "الكفاءة الحكومية" وعهد بها إلى إيلون ماسك.
ووصل ترمب إلى حد الدعوة إلى أن تبدأ ولايته الثانية "في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)"، تاريخ الانتخابات الرئاسية التي فاز بها، "لأن الأسواق ارتفعت إلى أعلى مستوياتها والحماسة تضاعفت" منذ ذلك الحين.
وكتب ترمب في المنشور الذي أعلن فيه ترشيح كينيدي على منصته "تروث سوشيال"، أن وزارة الصحة بقيادة كينيدي "ستؤدي دوراً كبيراً لضمان حماية الجميع من المواد الكيماوية الضارة والمواد الملوثة والمبيدات الحشرية والمنتجات الدوائية والمواد المضافة للأغذية التي أسهمت في الأزمة الصحية الكبيرة في هذا البلد"، وقال مخاطباً مرشحه "الناس يحبونك بوبي، لا تصبح فائق الشعبية".
السباق إلى البيت الأبيض
وعقد المحامي السابق في قانون البيئة، والذي يفتقر إلى أي إعداد علمي، مع رجل الأعمال الجمهوري البالغ 78 سنة، تحالفاً غير متوقع عند عدوله عن خوض السباق إلى البيت الأبيض كمرشح مستقل.
وعمل على نشر نظريات مؤامرة حول اللقاحات ضد جائحة "كوفيد-19"، وحول ارتباط مزعوم للقاحات بالتوحد، كما يدعو إلى وقف إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب، على رغم أن هذا يعد نجاحاً صحياً لافتاً في منع تسوس الأسنان. وروبرت كينيدي جونيور يعتزم مكافحة الطعام غير الصحي وهو يؤيد تقييد الحق في الإجهاض بفترة 24 أسبوعاً إلى أن يصبح الجنين قابلاً للحياة.
ملامح شخصيته
واعترف السياسي الذي يصعب تحديد ملامح شخصيته، وكان مدمناً للهيرويين في شبابه، بأنه ترك، ذات يوم، جيفة دب صغير في متنزه "سنترال بارك" في نيويورك، كما روى أنه خضع في الماضي لجراحة لاستئصال دودة طفيلية التهمت، على حد قوله، جزءاً من دماغه وماتت.
ومن غير الوارد بالنسبة لترمب، الذي سيؤدي اليمين الدستورية في الـ20 من يناير (كانون الثاني)، أن يكرر ما وصفه بأنه "أكبر خطأ" ارتكبه في ولايته الأولى (2017-2021) حين اختار "أشخاصاً غير مخلصين".
وقال تود بيلت المتخصص في مجال العلوم السياسية في جامعة "جورج واشنطن" إن "خيارات ترمب تعتمد على معيارين: الولاء والقطيعة"، وهذا ما أثبته الرئيس المنتخب الذي قلب الطاولة تماماً بفوزه الكاسح في الانتخابات، حين رشح تالسي غابرد لرئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات، وهي ديمقراطية سابقة معروفة بانحيازها لروسيا في مواقفها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فتاة قاصر
أما مرشح ترمب لوزارة العدل مات غايتس، وهو من أنصار ترمب الأكثر دفاعاً عنه، فيشتبه في إقامته علاقات مع فتاة قاصر، وفي خريف 2022 قاد إطاحة الرئيس الجمهوري لمجلس النواب، مثيراً فوضى عارمة.
وسيكون مدعوماً بثلاثة من محامي الرئيس المنتخب، هم تود بلانش وإيميل بوف وجون سوير، الذين يعتزم ترمب تعيينهم على التوالي نائبين للوزير وممثلاً للوزارة في المحكمة العليا.
ودافع بلانش وبوف عن الرئيس الجمهوري في محاكمته الجنائية في قضية المدفوعات لممثلة إباحية سابقة، والتي أفضت إلى إدانته في نيويورك في الـ30 من مايو (أيار)، في سابقة بالنسبة لرئيس أميركي سابق.
وشهدت ولاية ترمب الأولى سلسلة من الإقالات المدوية، وانقلب عديد من مستشاريه ووزرائه السابقين عليه.
خبرة
وهذه المرة يعطي الرئيس الـ45 وقريباً الـ47 الأولوية لأشخاص يفتقرون أحياناً إلى أي خبرة في جهاز الدولة، غير أنهم يدعمونه بلا أي تحفظ. وفي طليعة هذه الشخصيات إيلون ماسك الذي سيقود لجنة مكلفة الحد من الإنفاق العام وإزالة التنظيمات.
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ماسك يشارك في عديد من القرارات، والتقى سفير إيران لدى الأمم المتحدة من أجل "تهدئة التوتر" بين طهران والولايات المتحدة.
كذلك اختار ترمب بعض المرشحين من الذين يترددون على برامج شبكة "فوكس نيوز"، الشبكة الأولى لدى المحافظين. وأوضح تود بيلت أن الرئيس المنتخب، وهو نفسه كان نجم برنامج من تلفزيون الواقع ومن كبار مستهلكي البرامج التلفزيونية، "يحب الذين يظهرون بمظهر جيد على الشاشة". حتى إن ترمب اختار مقدم برامج على "فوكس نيوز" هو بيت هيغسيث لقيادة "البنتاغون"، على رغم أن هذا العسكري السابق لا يملك أي خبرة قيادية على مستوى عالٍ.
غير أن الرئيس المنتخب قام بخيار واحد خارج عن هذا النهج، إذ رشح سيناتور فلوريدا ماركو روبيو الذي كانت تربطه به علاقة خلافية خلال حملة انتخابات 2016، ليكون وزيراً للخارجية.
وستطرح هذه الترشيحات على مجلس الشيوخ لتثبيتها، مما سيشكل اختباراً لولاء الجمهوريين في المجلس.