ملخص
التمثيل في أفلام الرعب ترك أثراً عاطفياً مدمراً على بعض الأبطال المعروفين وجعلهم يعانون حتى في حياتهم الواقعية بعيداً من الكاميرات
أفلام الرعب لديها القدرة على إخافتنا وإمتاعنا في الوقت نفسه، سواء كان ذلك من خلال مشهد مخيف مفاجئ يجعل قلبك ينبض بسرعة، أو مشهد مزعج للغاية لدرجة أنه يجعلك لا تنام ليلاً. قدرة أفلام الرعب على تقديم أكثر جوانب الإنسانية خبثاً تجعل هذا النوع من الأفلام آسرة جداً.
ولكن بغض النظر عن كمية الصدمة التي تتسبب بها مشاهدة هذه الأفلام، إلا أننا نجد الراحة بمعرفة أن ليس هناك من يتعرض حقاً للأذى أو للخطر، أو هذا ما نود أن نظنه...
طوال تاريخ السينما، حاول صناع الأفلام والممثلون بذل أقصى جهدهم من أجل تحقيق رؤيتهم. وعندما يتعلق الأمر بأفلام الرعب، قد يعني هذا رفع المعايير إلى حد كبير، مما يترك أثراً عاطفياً مدمراً على فريق العمل ويجعلهم يعانون في حياتهم الواقعية بعيداً من الكاميرات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فيما يلي 16 فيلم رعب كانت مخيفة لدرجة أنها سببت صدمة نفسية للممثلين العاملين بها.
"سايكو" Psycho (1960)
في حديث مع صحيفة "نيويورك تايمز" عام 1996، اعترفت الممثلة جانيت لي بأنها "توقفت عن الاستحمام بالدش" بسبب الأثر الذي تركه بها مشهدها الشهير في الفيلم حين طُعنت الشخصية التي كانت تؤدي دورها حتى الموت في فندق "بيتس موتيل". وقد لجأت إلى اتخاذ تدابير صارمة عند زيارتها لمكان به دش فقط، إذ أوضحت قائلة: "أتأكد من أن أبواب ونوافذ المنزل مغلقة، وأترك باب الحمام وستارة الدش مفتوحين. أقف دائماً مقابل الباب وأراقب، بغض النظر عن مكان الدش".
"منتصف الصيف" Midsommar (2019)
اعترف ثلاثة أشخاص على الأقل من فريق عمل "منتصف الصيف"، فيلم الرعب الإسكندنافي للمخرج آري أستر، بمعاناتهم من مشكلات نفسية بعد تصوير الفيلم. الممثلة الرئيسة فلورنس بيو، التي لعبت دور داني، قالت لبودكاست "أوف مينيو" Off Menu عام 2023 أنها وضعت نفسها في "مواقف سيئة للغاية ربما لا يلجأ إليها ممثلون آخرون"، لتمثيل الصدمة النفسية التي كانت تمر بها شخصيتها. وأضافت: "كنت أضع أفكاراً في عقلي وكانت فقط تزداد سوءاً وكآبة. أعتقد أنه بحلول النهاية، قد أسأت إلى نفسي على الأغلب، بل بكل تأكيد، من أجل الوصول إلى هذا [المستوى من] الأداء".
حتى الممثلين الثانويين قد شعروا بعبء الفيلم. قال الممثل جاك رينور لموقع "كولايدر" Collider إنه كان عليه التركيز على صحته النفسية طوال مدة التصوير. وكذلك قال الممثل ويل بولتر لمجلة "إمباير" Empire إنه عانى من "كوابيس مروعة وفظيعة" أثناء تصوير الفيلم، وهو ما "فاجأه كثيراً".
"هالوين" Halloween (1978)
كان عمر الممثلة كايل ريتشاردز عندما قامت بالمشاركة بفيلم "هالوين" تسع سنوات فقط. وعلى رغم أن تصوير الفيلم لم يخفها، إلا أن مشاهدة الفيلم في العمر الفتي ترك داخلها أثراً عميقاً. عام 2013، قالت ريتشاردز لموقع "هوليوود ديلي نيوز"، "لم يكن لدي أي فكرة عما كنت سأواجهه. مشاهدة الفيلم للمرة الأولى كاملاً كانت مختلفةً تماماً [عن التصوير]. لقد كان مخيفاً جداً، وبعد ذلك بقيت أنام بجانب والدتي حتى بلغت 15 سنة. كنت مرعوبة".
"بوسيشن" Possession (1981)
وفقاً للمخرج أندجي جولافسكي، حاولت بطلة الفيلم إيزابيل أدجاني، والتي فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي عن أدائها في فيلمه الحاد عن لافكرافت [نوع من أدب الرعب يركز على الأمور الغامضة وغير المفهومة بدلاً من مشاهد العنف]، الانتحار بعد رؤية النسخة النهائية من الفيلم. وأثناء حديثه عام 2000 في فيلم وثائقي عن مسيرته المهنية، قال المخرج البولندي: "أعتقد أنني كنت مسؤولاً عن ذلك. اللوم يقع عليّ. إذا لعب شخص ما دوراً في أحد أفلامي ثم مر بشيء من هذا القبيل، فهذا يعني أن هناك شيئاً لم ألاحظه".
من جهتها، قالت أدجاني في حديث لمجلة "إنترفيو" Interview عام 2023: "أتذكرُ، إذا سمحت لي بتقديم مقارنة من مسيرتي المهنية وبعض المواقف مع [المخرج] أندجي جولافسكي، كان هناك نوع من العنف الشديد وافقت على المشاركة به. ولكنني أدركت مع مرور السنين أنه لا يمكنني القبول به مرة أخرى أبداً، وأنه كان جزءاً مما يدور في عقلي الباطن".
"الطيور" The Birds (1963)
تزعم الممثلة تيبي هيدرن أنها تعرضت للتعذيب من قبل طيور حقيقية تم تدريبها على نقرها في فيلم المخرج ألفريد هتشكوك الكلاسيكي بعد أن توقفت الطيور الآلية عن العمل. وفي حديث مع مجلة "فوغ" Vogue عام 2016، قالت: "لم أكن خائفة أبداً، كنت فقط مرهقة وأعيش شكلاً من أشكال الصدمة، وظللت أقول لنفسي مراراً وتكراراً أنني لن أسمح له بكسري". بعد أن أعلن هتشكوك أخيراً عن الانتهاء من التصوير، اعترفت هيدرن: "جلست على الأرض غير قادرة على الحركة، وبدأت بالبكاء من شدة الإرهاق. مرت دقائق قبل أن أرفع نظري لأكتشف أن الجميع تركوني هناك في منتصف المسرح الواسع والصامت، مستنزفة بالكامل وخاوية ووحيدة".
"وراثي" Hereditary (2018)
لدى المخرج آري أستر إرث من ترك ممثليه مدمرين عاطفياً بعد الانتهاء من المشاركة بأحد أفلامه. قبل فيلم "منتصف الصيف"، أصدر مخرج فيلم "وراثي" عام 2018، الفيلم الذي يعتقد بطله الممثل أليكس وولف أنه تركه مصاباً بنوع من اضطراب ما بعد الصدمة. وفي حديث مع موقع "فايس" Vice، أوضح الممثل: "من الصعب وصف الأمر بوضوح. إنه مجرد شعور. لا أعتقد أنه يمكنك المرور بمثل هذه التجربة من دون أن تصاب بعدها بنوع من اضطراب ما بعد الصدمة. عندما بدأت الحديث عن الموضوع، شعرت بطوفان من ومضات الهراء المزعج الذي مررت به، أبقتني مستيقظاً طوال الليل حتى دخلت في تلك الفترة بحالة من المازوشية العاطفية من خلال محاولة استيعاب كل شعور سلبي".
"البريق" The Shining (1980)
زاد تعامل المخرج ستانلي كوبريك السيئ مع الممثلة شيلي دوفال أثناء تصوير فيلم "البريق" من أدائها الهستيري، وبخاصة بعد أن أجبرها على إعادة تصوير مشهد واحد 127 مرة، وهو رقم قياسي. وقد تسبب ذلك بآثار جانبية حادة، إذ يقال إنها أصيبت بالجفاف بسبب كثرة البكاء، وكذلك فقدت خصلات من شعرها. في كتاب "كل شيء عن كوبريك" The Complete Kubrick [من تأليف ديفيد هيوز] الصادر عام 2000، قالت دوفال: "من مايو (أيار) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، كنت أعاني صحياً بصورة متكررة بسبب الضغط الكبير الناتج من الدور. لقد دفعني وضغطني ستانلي أكثر من أي وقت مضى. إنه أكثر دور لعبته صعوبةً".
"إت: الفصل الثاني" It: Chapter Two (2019)
بعد أدائه دور البطولة في الجزء الثاني من الفيلم، الذي صدر الجزء الأول منه عام 2017، اعترف الممثل جيمس مكافوي بأن أداء زميله بيل سكارسغارد لدور بينيوايز كان مخيفاً لدرجة أنه جعله يعاني من الكوابيس. وقال الممثل الإسكتلندي في حديث لوكالة "بي أي" (برس أسوسيشن) البريطانية، "الشيء الوحيد الذي أتذكره فعلاً هو أنني كنت مستلقياً على جانبي في السرير وكان هو في السرير معي. كان يربت على ظهري بلطف ويقول، ’استيقظ، جيمس، استيقظ‘. كنت مرعوباً، وتظاهرت بالنوم. فكرت أنه يجب عليّ أن أتظاهر بالنوم. لدي الكثير من الكوابيس حول بينيوايز، لكن هذا الكابوس الوحيد الذي أذكره تحديداً".
"صمت الحملان" The Silence of the Lambs (1991)
فاز كل من الممثل أنتوني هوبكنز والممثلة جودي فوستر بجوائز أوسكار عن أدائهما في فيلم "صمت الحملان"، لكن الأخيرة اعترفت منذ ذلك الحين بأنها كانت "مرعوبة" من أداء هوبكنز لدور هانيبال ليكتر. وفي حديثها مع "برنامج غراهام نورتون" The Graham Norton Show التلفزيوني عام 2016، قالت فوستر: "في اليوم الأول كانت لدينا قراءة [...] مع حلول نهايته لم أكن أرغب في التحدث إليه مرة أخرى. كنت مرعوبة. وصلنا إلى نهاية الفيلم ولم نكن قد تحدثنا حقاً. تجنبته قدر استطاعتي".
ويبدو أن الشعور كان متبادلاً، حيث أضافت فوستر: "كان اليوم الأخير واقترب مني، دمعت عيناي تقريباً وقلت له أنني كنت خائفة منه حقاً، فأجابني بأنه كان خائفاً مني".
"مجزرة منشار تكساس" The Texas Chainsaw Massacre (1974)
على رغم اعتبار فيلم "مجزرة منشار تكساس" فيلماً دموياً، إلا أن اللحظة الأكثر رعباً في الفيلم لا تتضمن أي عنف على الإطلاق. في حديثه مع مجلة "إسكواير" Esquire عام 2021، قال الممثل غونار هانسن، الذي لعب دور ليذرفايس، أن مشهد مائدة العشاء، الذي تتعرض فيه الممثلة مارلين بورنس للتعذيب من قبل عائلة الفيلم السادية، "محفور" في ذاكرته.
وأوضح قائلاً: "أعتقد أن السبب هو البؤس في هذا المشهد. في تلك المرحلة، كنا على وشك الانهيار عصبياً. وأخبرتني مارلين عن مدى فظاعة المشهد بالنسبة لها لأنها كانت مرعوبة... ربطها بكرسي ثم وجود هؤلاء الرجال يلوحون فوقها باستمرار، قالت إن الأمر كان مقلقاً حقاً. أعتقد أن المشهد بأكمله كان بالتأكيد الجزء الأكثر ثقلاً في الفيلم، وأعتقد أننا جميعنا كنا فقدنا عقلنا بعض الشيء بحلول ذلك الوقت".
"مشروع الساحرة بلير" The Blair Witch Project (1999)
أكثر ما جعل فيلم "مشروع الساحرة بلير" واحداً من أنجح الأفلام عام 1999 هو الذعر الحقيقي والشعور باليأس الذي تمكن الممثلون من نقله. وفقاً لمخرجي الفيلم، دانيل ميريك وإدواردو سانشيز، فإن خوف الممثلين كان حقيقياً في أغلب الأوقات. بصرف النظر عن التيه في الغابة، تعرض النجوم أيضاً لتعقب بخلسة من ميريك وسانشيز، اللذين ذهبا إلى حد هز خيم الممثلين في الليل. في أحد المشاهد، يُسمع صوت الممثلة هيذر دوناهو وهي تصرخ "ما هذا بحق الجحيم؟" على شيء خارج الكاميرا. من دون معرفتها، كان ذلك المخرج الفني ريكاردو مورينو، يركض إلى جانب الممثلين مرتدياً ملابس داخلية طويلة بيضاء، وجوارب بيضاء، وجوارب نسائية بيضاء على رأسه.
"فضائي" Alien (1979)
للحصول على ردود فعل حقيقية وغير مزيفة، اختار المخرج ريدلي سكوت عدم إخبار فريق عمل فيلم "فضائي" ما كان على وشك الحدوث في المشهد الأسطوري الذي ينطلق فيه كائن فضائي من صدر الممثل جون هيرت. واحدة من أكثر الردود واقعية كانت رد فعل الممثلة فيرونيكا كارترايت، والتي وفقاً لما قاله الكاتب رونالد شوسيت، "أغمي عليها" عندما تناثرت عليها الدماء. وقالت كارترايت لمجلة "إمباير" عام 2009: "قاموا بتشغيل أربع كاميرات. ترى شيئاً يبدأ في الخروج، فننجذب جميعاً وننحني إلى الأمام للنظر إليه. صرخوا "توقف [عن التصوير]!". قاموا بقص قميص جون أكثر بقليل لأنه [الفضائي] لم يكن ليستطيع الخروج. ثم قالوا "لنبدأ من جديد". بدأنا جميعاً بالانحناء إلى الأمام مرة أخرى وفجأة خرج. لم يتوقع أحد منا حدوث ذلك".
"ساسبيريا" Suspiria (2018)
الممثلة داكوتا جونسون لديها طريقة واحدة للتعامل مع صدمة التمثيل في أفلام الرعب: العلاج النفسي. بعد أن لعبت دور البطولة في فيلم "ساسبيريا" للمخرج لوكا غوادانينو المقتبس من فيلم المخرج داريو أرجينتو الكلاسيكي لعام 1977 والذي يحمل نفس الاسم، ويدور حول مجموعة من السحرة يديرون مدرسة باليه، قالت لمجلة "إنترتيمنت ويكلي" Entertainment Weekly "أحياناً عندما تعمل على موضوع مظلم، يمكن أن يبقى معك. يكون التحدث مع شخص لطيف حقاً حول الموضوع وسيلة جيدة للمضي قدماً".
"شهداء" Martyrs (2008)
شهد فيلم "شهداء" الفرنسي القاسي والعنيف والذي يدور حول الانتقام، انسحاب بعض الحضور عندما عُرض للمرة الأولى في مهرجان كان. في حديثها لمجلة "توتال فيلم" Total Film عام 2009، قالت إحدى بطلات الفيلم، الممثلة ميلين جامبانو، إن حدّة الفيلم جعلتها تعود إلى غرفتها كل ليلة وتبكي، "لأنني كنت متعبة جداً جسدياً ونفسياً". وأضافت: "كل مشاهدي عنيفة. عندما اخترت هذا الفيلم، أخبرني وكيل أعمالي أنه ربما لم يكن خياراً جيداً كممثلة وأنه ربما عليّ أن أبدأ بفيلم كوميدي! لكن السيناريو كان مذهلاً حقاً. كنت أعلم أن الناس إما سيحبونه أو يكرهونه".
"أرواح شريرة" Poltergeist (1982)
يُعَد هذا الفيلم الذي أنتجه المخرج ستيفن سبيلبرغ أحد أكثر الإصدارات الملعونة على الإطلاق، مع حدوث جرائم قتل ووفيات في موقع التصوير خلقت قصصاً أكثر رعباً من أي شيء عُرِض على الشاشة. أسهم التوتر المقلق في موقع التصوير في جعل الممثلة جوبيث ويليامز، التي تلعب دور الأم في فيلم المنزل المسكون، تصاب بالذعر حتى في منزلها. خلال مقابلة مع "اسألني أي شيء" Ask Me Anything على منصة "ريديت" Reddit عام 2014، أوضحت ويليامز: "لأنه كان من المفترض أن نخاف كثيراً، أعتقد أن أعصاب الجميع كانت مشدودة. لم أكن أعيش في لوس أنجليس وقتها، لذلك كنت أقيم في شقة مستأجرة، وبدأت ألاحظ أنه في كل ليلة عندما أعود إلى المنزل من التصوير متعبة ومنهكة، تكون الصور على الجدران مائلة. وكنت أقوم بتعديلها".
وأضافت "وفي اليوم التالي، كنت أعود، وتكون الصور مائلة مرة أخرى. وكان ذلك يجعلني دوماً أشعر بالقلق بعض الشيء بشأن المكان الذي كنت أقيم فيه. ولكنني أدركت في النهاية أن الصور تميل لأنني أغلق الباب بقوة عند الخروج!"
"رعب إيميتيفيل" The Amityville Horror (2005)
خضعت الشخصية المرحة المعتادة للممثل راين رينولدز للاختبار أثناء تصوير فيلم "رعب إيميتيفيل" عام 2005. لم يكن انجراف جسد صياد ميت إلى البحيرة بالقرب من المنزل الذي كان يصور فيه الشيء الوحيد الذي حصل، بل ادّعى رينولدز أن أشياء غريبة بدأت تحدث للممثلين وطاقم العمل في الليل. قال الممثل الكندي لموقع "موفي ويب" MovieWeb "أعتقد أن الكثير من الناس يختلقون مثل هذه الأشياء لبيع فيلمهم، ولكن حدثت بعض الأشياء الغريبة. الكثير من أفراد الطاقم كانوا يستيقظون في الساعة 3:15 فجراً، وهو الوقت الذي حدثت فيه جميع الفظائع في المنزل [في الفيلم] في كل مرة. أعتقد أنه كان أمراً لا شعورياً، تقرأ النص وفجأة تستيقظ في الساعة 3:15 فجراً".
© The Independent