ملخص
اغتالت إسرائيل مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف، فماذا نعرف عنه وعن دوره داخل الحزب، وماذا يعني هذا الاغتيال في سياق الحرب القائمة؟
ضمن أخبار القصف اليومية التي ترد في لبنان بين الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، شكل خبر تنفيذ ضربة جوية على منطقة رأس النبع في بيروت خرقاً لروتين الحرب اليومية منذ أسابيع قليلة في لبنان.
إذ تبين بعد تنفيذ الضربة، التي أصابت مركزاً للحزب القومي السوري في لبنان، أنها كانت تستهدف اغتيال شخصية في "حزب الله"، وهي أتت من دون تحذير مسبق.
وما هي إلا دقائق قليلة حتى انتشر خبر اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب والمتحدث باسمه محمد عفيف، إلى جانب سقوط عدد من المصابين، فيما كشفت وسائل إعلام أن مجموعة من جهاز العلاقات الإعلامية بـ"حزب الله" كانت بالمبنى المستهدف بالغارة في بيروت.
فمن هو محمد عفيف الذي يعرف إعلامياً بـ"الحاج محمد"؟
اسمه الكامل محمد عفيف النابلسي وهو من الشخصيات القديمة في "حزب الله"، إذ انضم إلى صفوفه عند التأسيس، وتحديداً عام 1983.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يعرف بأنه كان صديقاً للأمين العام السابق لـ"حزب الله" عباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل في عام 1992، وأسهم في إدارة التغطية الإعلامية لـ"حزب الله" خلال حرب يوليو (تموز) عام 2006.
يعد شخصية إعلامية وسياسية مهمة إذ أوكلت إليه مهمة إدارة العلاقات العامة للحزب منذ عام 2014، بعدما كان مستشاراً إعلامياً للأمين العام السابق حسن نصرالله وكان مقرباً منه.
تولى عفيف أيضاً إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة "المنار" التابعة للحزب.
الحرب الراهنة ودوره الإعلامي
برز دوره في الأسابيع الماضية حين خرج في مؤتمرات صحافية عدة من قلب الضاحية الجنوبية لبيروت متحدثاً عن الوضع الميداني، ومؤكداً أن الحزب منتصر في هذه الحرب.
وآخر ظهور له كان قبل أسبوع حين عقد مؤتمراً صحافياً من منطقة الرويس في الضاحية، وفيه قال إن "مخزون الجماعة من السلاح لدى الحزب كاف لحرب طويلة وإن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن إلى الآن من احتلال قرية لبنانية واحدة"، ودافع عفيف، خلال المؤتمر، عن علاقات الحزب مع إيران قائلاً "علاقاتنا بإيران أرقى وأسمى من أن تمسها ألسنتكم بسوء".
لاغتياله أهمية كبيرة باعتبار أن مهمته كانت نقل الرسائل وتوضيح سياسات الحزب أمام جمهوره وكذلك أمام اللبنانيين والتواصل معهم، فيما تكمن رمزية وأهمية اغتياله في سياق الحرب الراهنة بأن إسرائيل قالت عبر هذا الاغتيال إنها عادت لتغتال شخصيات قيادية في الحزب، بعد أسابيع من محاولة اغتيال مسؤول وحدة الارتباط وفيق صفا أيضاً في قلب العاصمة بيروت، كما أنها بقتل عفيف تكون قد وسعت دائرة استهدافاتها لتطاول بذلك شخصيات إعلامية وليست عسكرية أو أمنية فحسب.