ملخص
على عكس كامالا هاريس تحدث الرئيس المنتخب دونالد ترمب مراراً عن أفغانستان، كما أن عدداً من مسؤولي الحزب الجمهوري أعلنوا دعمهم لجبهة المقاومة الشعبية وطالبوا جو بايدن بوقف إرسال النقود إلى كابول ومنع "طالبان" من استخدامها.
تابع كثير من المواطنين الأفغان الانتخابات الأميركية الأخيرة بكثير من الشغف، أما المهاجرون الأفغان المقيمون في الولايات المتحدة ويبلغ عددهم من 300 إلى 400 ألف شخص لم يعد تصويتهم مؤثراً في هذه الانتخابات، لكن استمرار هيمنة "طالبان" على الحكم ووعود دونالد ترمب الانتخابية وكذلك توجهات كبار المسؤولين الجمهوريين لمواجهة "طالبان" جعلت كثيراً من المواطنين الأفغان يعقدون الأمل على مرحلة جديدة تجعل بلادهم ضمن اهتمامات واشنطن.
جرت آخر انتخابات أفغانية خلال عام 2019 وأعلن أشرف غني فوزه في الانتخابات بحصوله على أقل من مليون صوت، وأعلن عبدالله عبدالله تزامناً الفوز في تلك الانتخابات، واستمر البت في نتيجة الانتخابات الأفغانية نحو عام وفي النهاية خلال مارس (آذار) 2020 أقام كل من أشرف غني وعبدالله عبدالله مراسم أداء اليمين في مكانين يبعدان من بعضهما الآخر 500 متر.
وكان كثير من الأفغان أُحبطوا من تلك الانتخابات التي رافقت تزويراً واسعاً داخل البلاد بدلاً من اعتمادها كوسيلة ديمقراطية من أجل انتخاب الحكومة، أما هيمنة "طالبان" على الحكم أثناء ولاية جو بايدن جعلت كثيراً من الأفغان يعقدون الأمل على دونالد ترمب.
ولم تتطرق المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال الحملات الانتخابية كثيراً إلى أزمة أفغانستان، واكتفت بالدفاع عن سحب الجنود الأميركيين من هذا البلد وعدته إجراء مسؤولاً، كما أنها لم تتطرق إلى ما يمر به البلد في ظل حكم "طالبان" والنتائج التي تسبب بها خروج القوات الأميركية من أفغانستان.
وعلى عكس هاريس تحدث الرئيس المنتخب دونالد ترمب مراراً عن أفغانستان، كما أن عدداً من مسؤولي الحزب الجمهوري أعلنوا دعمهم لجبهة المقاومة الشعبية وطالبوا جو بايدن بوقف إرسال النقود إلى كابول ومنع "طالبان" من استخدامها.
وأمل المواطنين الأفغان بنظرة الرئيس ترمب المختلفة حيال الوضع في أفغانستان يمكن مشاهدته في نتائج الاستطلاعات على شبكات التواصل الاجتماعي، وبخاصة أن بعض الشخصيات المعروفة على شبكات التواصل الاجتماعي أجروا استطلاعات على حساباتهم في شأن ترجيهم لكل من المرشحين.
كما أن جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية بقيادة أحمد مسعود والتي تحظى بدعم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي هنأت ترمب بالفوز في الانتخابات، قبل الإعلان الرسمي للنتائج.
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في جبهة المقاومة الوطنية علي ميثم نظري نشر بياناً بعد ساعتين من إعلان دونالد ترمب فوزه في الانتخابات، قال فيه "أهنئ بالنيابة عن جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية الرئيس دونالد ترمب بمناسبة انتخابه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف نظري أن الأعوام الأربع الماضية خلال فترة إدارة جو بايدن تبنت الولايات المتحدة الأميركية "سياسة منقوصة" حيال أفغانستان، تسببت في بث اليأس بين الشعب الأفغاني وحان الوقت لتعديل هذه الأخطاء.
وأشار رئيس العلاقات الخارجية في الجبهة الوطنية الأفغانية إلى أن الإدارة الأميركية ترسل حزمات من الأموال النقدية إلى أفغانستان تحت عنوان مساعدات إنسانية، مضيفاً أنه يجب وقف الدعم المالي الكبير لـ"طالبان"، مطالباً المجتمع الدولي بالاعتراف بمقاومة الشعب الأفغاني ودعم مطالبها لتشكيل حكومة ديمقراطية وغير مركزية في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي مايكل ماك كال التقى مرات عدة مع ممثلي جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، وطالب بوقف المساعدات المالية وإرسال أموال إلى أفغانستان بذريعة المساعدات الإنسانية، ويقول المراقبون إن "طالبان" تستمر بالاستفادة من هذه الأموال.
وقال ماك كال خلال أبريل (نيسان) الماضي في كلمة أمام مجلس النواب "نحن نعلم جيداً أن أموال دافعي الضرائب الأميركيين تذهب لـ’طالبان‘ وحلفائها بدلاً من النساء والأطفال المظلومين في أفغانستان".
ماذا قال دونالد ترمب في الحملة الانتخابية عن أفغانستان؟
لم يتحدث الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن سياسته في التعامل مع نظام "طالبان" لكنه انتقد "الانسحاب المضطرب" لإدارة بايدن من أفغانستان مرات عدة، واعتبر هذا الإجراء "كارثياً وغير مسؤول".
وقال ترمب في خطاب أمام أنصاره في كارولاينا الشمالية إنه إذا ما فاز في الانتخابات سيطرد من البيت الأول وخلال اليوم الأول، جميع المسؤولين عن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وأكد ترمب في خطاباته خلال الحملات الانتخابية إنه كان ينوي الخروج من أفغانستان أيضاً لكن دون كلف بشرية، وبقوة.
وفي خطاب داخل ولاية نيوهامبشاير أشار ترمب أيضاً إلى موضوع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وأكد أن هذا الإجراء أدى إلى تنزيل مكانة أميركا في العالم، وتسبب في اليأس بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، وأعلن أنه إذا ما كان رئيساً للبلاد لعمل على انسحاب القوات الأميركية بصورة أكثر نظماً وآمناً.
وفي تجمع بولاية آيوا عدَّ ترمب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بأنها شكلت أكبر الأخطاء في إدارة بايدن، مؤكداً أن هذا الإجراء تسبب في أن يصبح البلد ملجأ للإرهابيين ووصول "طالبان" إلى الحكم، وقال إن أميركا ومن خلال سحب قواتها أدارت ظهرها لحلفائها، وتسببت في إيجاد خطر للأفغان المتعاونين معها.
وفي مناظرة مع جو بايدن أشار ترمب إلى سحب القوات الأميركية من أفغانستان، وقال إن هذا القرار أدى إلى إضعاف مكانة أميركا في العالم وسمح للصين وروسيا بتعزيز نفوذهما في المنطقة، وقال إنه حال انتخابه مجدداً سيسعى إلى احتواء الآثار السلبية لهذا القرار الخاطئ ودعم حلفاء أميركا ومنع التهديدات الإرهابية.
وأكد ترمب مراراً أهمية قاعدة باغرام العسكرية في شمال كابول، وقال إنه يجب ألا تنسحب القوات الأميركية من هذه القاعدة، ويعتقد ترمب أن القوات الأميركية يجب أن تبقى في قاعدة باغرام لأنها تعد قاعدة استراتيجية نظراً إلى قربها من الصين.
وخلال الوقت الراهن بعد عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض بعد منافسة صعبة لم يقدم سياسة واضحة تجاه أفغانستان، لكن ممثلي الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ أعلنوا دعمهم القاطع لجبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، وطالبوا بوقف إرسال أموال نقدية إلى أفغانستان.
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"