Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا أمان في غزة ومراكز الإيواء ضاقت بالنازحين

القصف الإسرائيلي يطاول جميع الأراضي والسكان يعيشون في تجمعات تعد الأعلى كثافة بالعالم

ملخص

حول سكان غزة المقاهي والمطاعم ومراكز تزين النساء وحتى المحال التجارية والمرافق الاقتصادية والمنشآت السياحية إلى مراكز إيواء، وتمكنوا من تجاوز ضيق مساحة المنطقة الإنسانية.

في آخر إحصائية للأمم المتحدة، ذكرت أن أعداد النازحين في قطاع غزة وصل إلى 1.9 مليون فرد، وأنهم يعيشون على مساحة ضيقة تقدر بنحو 53 كيلومتراً مربعاً، إذاً كيف وأين يعيش سكان غزة في تلك المنطقة الصغيرة؟

من بين جميع محافظات القطاع، ترك الجيش الإسرائيلي محافظة دير البلح وضواحيها وأجزاء من محافظة خان يونس من دون أي أفعال عسكرية برية، وخصصها أماكن إيواء لسكان غزة، وتمثل هاتان المنطقتان ما يقدر بنحو 15 في المئة من إجمالي مساحة القطاع.

خيام مهولة

تطلب أو تفرض إسرائيل على النازحين في غزة العيش في تلك المنطقة، ولكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" يرى أنه من المستحيل التأقلم على السكن في تلك البقعة لعدد ضخم من الناس يصل إلى 1.9 مليون نسمة، وعلى رغم ذلك فعلها الغزيون.

حول نازحو غزة جميع قطع الأراضي الزراعية أو الأراضي البور إلى مناطق إيواء، وأقاموا عليها خيامهم وبنوا فيها مرافق صحية تفتقر لأدنى مقومات الحياة، وبدلاً من العيش في بيوت بات السكان يقضون يومهم في الخيام.

يقول رئيس بلدية دير البلح دياب الجرو "استقبلت المدينة أعداداً مهولة من الناس، سكنوا كل شبر في المنطقة، وأقاموا خياماً في كل الاتجاهات، من الصعب اليوم أن ترى مكاناً فارغاً، كل شارع به نازحون وخيام ومراكز إيواء".

وكذلك انقلب شاطئ بحر دير البلح والمواصي إلى مجمع ضخم للنازحين، إذ أقاموا عليه مراكز إيواء مصنوعة من خيام، وتعد هذه المنطقة الأعلى كثافة سكانية في العالم، إذ يعيش على مساحة كيلومتر مربع واحد قرابة 10 آلاف نسمة يتزاحمون في خيام صغيرة لا يتجاوز عرضها أربعة أمتار.

 

 

ربما العيش في الأراضي الفارغة أمر بديهي وطبيعي، كذلك الاحتماء في المدارس سواء كانت الحكومية أو التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إذ بعد فشل سكان غزة في إيجاد أماكن للإيواء اضطروا إلى تحويل المرافق التعليمية إلى مراكز إيواء.

مرافق مهمة باتت إيواء

ولكن ما هو غير مألوف أن النازحين اضطروا إلى تحويل المطاعم والاستراحات والكافيتريات إلى مراكز إيواء، ونصبوا داخلها خياماً يعيشون فيها، وفعلوا ذلك أملاً في النجاة من جنون القصف الذي يحصد الأرواح بسرعة.

يقف إسلام على مدخل المطعم الذي كان يديره قبل اندلاع الحرب، وينظر باستغراب كيف تحول مكان عمله إلى مركز إيواء، يكتظ به النازحون، ويعيشون داخله فوق بعضهم البعض.

يتجول بعينيه داخل زوايا المطعم، ويستذكر "كان هناك قسم لاستضافة العائلات، وقسم آخر للشباب، وزاوية تصوير ومقهى التدخين والمشروبات، وساحة ألعاب" لكن كل شيء في المطعم تغير عندما أمرت إسرائيل النازحين بمغادرة منازلهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول إسلام "بات كل شبر في المطعم عبارة عن إيواء، على رغم صغر مساحته التي تقدر بنحو 600 متر مربع إلا أنه يعيش فيه ألف فرد تقريباً، جميعهم يتزاحمون على حمام واحد من دون أي مرافق أخرى".

النازحون مجبرون فالمساحة صغيرة

تسببت الأعداد الكبيرة للنازحين في تحول معظم المرافق العامة أيضاً لإيواء، إذ انقلبت السجون لمكان عيش، والمقابر أيضاً، كما أن المرافق التجارية والاقتصادية والخدماتية اقتحمها السكان وعاشوا فيها في ظل عدم وجود منازل.

اضطرت سوزان إلى الانتقال برفقة زوجها وأطفالها إلى السكن في محل التجاري، تقول "كان هنا معرض تلفونات ذكية، بسبب الحرب تعطل العمل فيه، قمنا باستغلال الموقف واستئجار المرفق للعيش داخله".

لم تتخيل سوزان في يوم أن تعيش في محل تجاري، إلا أن اشتداد الحرب وانعدام مراكز الإيواء، دفعها إلى اتخاذ قرار المبيت داخل المحل بعد تهيئته قدر المستطاع، تؤكد أنها تعاني من ظروف معيشية غاية في الصعوبة نتيجة ضيق تلك الأماكن المخصصة لتقديم الخدمات التجارية السريعة، والتي تفتقر إلى أدنى درجات الراحة والخصوصية.

تحولت المنشآت السياحية والترفيهية والمنتزهات العامة، جميعها إلى مراكز نزوح تضم مئات آلاف الفلسطينيين، وفضلت بعض النساء اللواتي يعشن وحدهن الانتقال للاحتماء في مراكز التزيين النسائية وتحويلها إلى إيواء للنازحين.

 

 

حول مراد الذي يملك مركز بصريات مكان عمله لغرفة صغيرة يعيش فيها، ويقول "بعد توقف الماكينات عن العمل جراء الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي، ومنع دخول البضائع ومنها العدسات الزجاجية، والإطارات المعدنية والبلاستيكية، وكذلك العدسات اللاصقة والمحاليل اللازمة لتعقيم العدسات، قررت العيش في مكان عملي".

لم يغلق مراد مركزه، بل يعمل فيه بشكل جزئي على إصلاح النظارات يدوياً، عله يوفر مصدر دخل محدوداً يستطيع من خلاله تأمين القليل من المستلزمات الأساسية لأسرته في ظل ارتفاع الأسعار الضخم.

اكتظاظ ضخم وإسرائيل توسع المنطقة باستمرار

يقول منسق مكتب الأمم المتحدة مهند هادي لا يوجد مكان للعيش في غزة، الناس هنا يتزاحمون في كل بقعة لا يوجد متسع في ظل تخصيص مساحة صغيرة للإيواء، وهذا ما يسبب اكتظاظاً سكانياً رهيباً، رصدنا مناطق يعيش فيها 10 آلاف نسمة في كيلومتر مربع، هذا الأمر الخطير لم يحدث في العالم قبل ذلك".

ويضيف هادي "تغيرت ملامح غزة، لدرجة أن كل شيء تحول لإيواء، ترى بالعين أن مراكز الترفيه وصالات الرياضة وحتى ساحات المستشفيات باتت تضم نازحين، نطالب منذ بداية الحرب في توسيع المنطقة الإنسانية، ولكن إسرائيل لا تستجيب".

في إسرائيل يدرك الجيش ضيق المساحة المخصصة للإيواء، ويقول المتحدث دانيال هاغاراي "نوسع المنطقة الإنسانية بما يتناسب مع انتهاء العمليات العسكرية"، وهذا لأجل "تجنيب المدنيين خطر الحرب" والقتال مع "حماس".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات