Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطط ترمب لترحيل المهاجرين تقود الصناعة والزراعة إلى المجهول

مخاوف من نقص في إمدادات الغذاء وتوقف بعض المصانع بسبب موجات الترحيل الجماعي

تشير التقديرات إلى 11 مليون مهاجر غير شرعي و300 ألف منهم يعملون في الزراعة وصناعات متعلقة (أ ف ب)

بعد سلسلة من الصدمات الناجمة عن التضخم المرتفع والزيادات المتسارعة في أسعار جميع السلع والخدمات سئم الأميركيون من ارتفاع فواتير محال البقالة ويأملون في أن يجلب لهم الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الراحة، ومع ذلك فإن أحد وعود حملة ترمب المركزية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الصدمة عند الخروج، بحسب تقرير لـ"سي أن أن الأميركية".

وخلال حملته الانتخابية تعهد ترمب "بخفض الأسعار" في محال الـ"سوبرماركت" وفي مختلف قطاعات الاقتصاد، وساعد الإحباط العميق إزاء كلفة المعيشة في تحقيق نصر مدوٍّ لترمب هذا الخريف، لكن قريباً ستصطدم قدرة ترمب على إصلاح أزمة القدرة على تحمل الكلفة في أميركا وجهاً لوجه مع وعد آخر، ربما أكثر وضوحاً، خلال حملته الانتخابية، وهي عمليات الترحيل الجماعي.

تعهد ترمب ليس فقط بتسريع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، بل بشن أكبر برنامج ترحيل محلي في التاريخ الأميركي، إذ تحدث عن طرد الملايين من الناس خلال ولايته المقبلة، وبعيداً من المسائل الأخلاقية والقانونية واللوجيستية التي يثيرها وعد الحملة الانتخابية هذا، تهدد عمليات الترحيل الجماعي بتجويع الصناعات الرئيسة من العمال الذين تشتد الحاجة إليهم، وربما لا تعتمد أي صناعة على العمال غير المسجلين أكثر من صناعات الأغذية والزراعة.

ولهذا السبب يقول مسؤولون تنفيذيون في مجالات الزراعة والصناعة الزراعية ومحللو الاقتصاد، إنه إذا أوفى دونالد ترمب بوعوده بالترحيل، فستصبح البقالة أكثر كلفة، وربما أكثر كلفة بكثير، وسيقود ذلك إلى عودة معدلات التضخم إلى الارتفاع، بالتالي يتراجع البنك المركزي الأميركي عن توجهاته بإنهاء دورة التشديد النقدي خلال الفترة المقبلة.

11 مليون مهاجر غير شرعي منذ 2022

في مذكرة بحثية حديثة يقول الرئيس والمدير التنفيذي للمجلس الوطني لتعاونيات المزارعين ونائب وزير الزراعة الأميركي السابق تشاك كونر، "إذا أخذت هؤلاء العمال، فلن يكون لديك إنتاج. هناك طريقة واحدة فقط ستذهب بها الأسعار، إنها سترتفع بصورة كبيرة، والمنطق البسيط يقول إن انخفاض عدد العمال يعني نقص الغذاء وارتفاع الأسعار سيكون مدمراً".

وتشير بيانات وزارة الزراعة الأميركية إلى أنه خلال الفترة من 2018 وحتى 2020، كان 36 في المئة فقط من عمال مزارع المحاصيل مواطنين أميركيين و23 في المئة كانوا مهاجرين مرخصين، أما البقية – 41 في المئة – فلم يحملوا أي تصريح عمل.

وقال كونر "عندما لا تحلب الأبقار، وعندما لا يقطف التفاح، وعندما لا تحصد الفاكهة والخضراوات، فإن إمداداتك ستنخفض وسيتقلص حجم المعروض في السوق بالتالي سترتفع الأسعار بنسب كبيرة".

وقدرت الحكومة الفيدرالية أن نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون في الولايات المتحدة اعتباراً من أوائل عام 2022، ويعمل ما يقارب 300 ألف مهاجر غير شرعي في الزراعة والصناعات المتعلقة بها اعتباراً من عام 2021، بما في ذلك ما يقارب 200 ألف في إنتاج المحاصيل و66 ألفاً في الإنتاج الحيواني، وفقاً لتحليل أجراه مركز التقدم الأميركي لعام 2021.

وقال فريد ليتز الذي يمتلك مزرعة عائلية في ميشيغان تزرع التوت الأزرق والتفاح والطماطم والخيار، "سيكون الأمر مدمراً للاقتصاد الزراعي... لن يكون هناك أحد لقطف المحاصيل، ولن تزرع أي شيء لا يمكنك حصاده وبيعه، إنها مجرد اقتصادات أساسية". وقال إن مزرعته تعتمد على تأشيرات الدخول لتوظيف عمال أجانب موقتين، ولكنها لا توظف مهاجرين غير مصرح لهم.

ويعمل ما يقارب 206 آلاف مهاجر غير شرعي في إنتاج الغذاء، ويفعلون كل شيء بدءاً من ذبح الحيوانات وتجهيز المأكولات البحرية وحتى حفظ الفاكهة والخضراوات، لكن إجمالاً، يعمل ما يقدر بنحو 1.7 مليون شخص غير موثقين عبر سلسلة الإمدادات الغذائية.

إلى أي حد سترتفع أسعار السلع الغذائية؟

قال مارك زاندي كبير الاقتصاديين في شركة "موديز أناليتكس" إنه "ليس هناك شك في أن الترحيل الجماعي للمهاجرين سيعطل صناعات الزراعة وتجهيز الأغذية، مما يؤدي إلى نقص حاد في العمالة وارتفاع الكلفة، بالتالي ارتفاع أسعار مجموعة واسعة من محال البقالة... السؤال الوحيد هو إلى أي مدى سترتفع الأسعار؟". وأشار إلى أن أسعار المواد الغذائية يمكن أن ترتفع أيضاً بسبب عنصر آخر من أجندة ترمب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتستورد الولايات المتحدة كمية كبيرة من المواد الغذائية من الخارج من الفاكهة الاستوائية والمأكولات البحرية إلى المكسرات والقهوة، ويمكن أن تخضع هذه العناصر للتعريفات الجمركية الشاملة التي يقترحها ترمب بنسبة 20 في المئة على الواردات.

وبطبيعة الحال فإن التأثير في الأسعار سيعتمد على مدى ارتفاع الرسوم الجمركية وعدد العمال الذين سيرحلون، ومن الممكن أن يتراجع ترمب عن وعوده الانتخابية لتجنب إعادة إشعال التضخم، ومن الممكن أيضاً أن تتعطل جهود ترمب لترحيل ملايين العمال في المحكمة أو تتعثر بسبب مشكلات لوجيستية.

وتتطلب المواد الغذائية عموماً عملاً يدوياً في مرحلة ما على طول الطريق إلى متجر البقالة ستكون أكثر عرضة لارتفاع الأسعار، خصوصاً أي شيء يقطف يدوياً: الفاكهة مثل التفاح والفراولة والخضراوات بما في ذلك الطماطم والخس. وبالمثل فإن المواد الغذائية التي تنطوي على التفاعل مع الحيوان ستشهد ارتفاعاً في الكلفة بالنسبة إلى المستهلكين.

اقرأ المزيد