ملخص
وصول القوات الإسرائيلية إلى بلدة شمع بهدف إنشاء مربض للمدفعية فيها، يعني أن هذه القوات "أخذت وقتها لأن إنشاء المربض يستلزم وقتاً وجاهزية وعناصر وفريق عمل، وقبل كل ذلك يستلزم أن تكون المنطقة الخلفية مؤمنة أو محتلة".
خلال الساعات الأخيرة، وردت أنباء عن دخول القوات الإسرائيلية إلى بلدة شمع في القطاع الغربي جنوب لبنان، حيث تدور معارك بين الجيش الإسرائيلي المتوغل وعناصر "حزب الله".
ومنذ السبت الماضي، أعلن "حزب الله" مراراً استهداف تجمعات لقوات إسرائيلية عند أطراف بلدة شمع والاشتباك معهم أحياناً "من مسافة صفر". وصباح اليوم الثلاثاء، ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في لبنان أن المعارك مستمرة على محور بلدات شمع وطيرحرفا والبياضة، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن القوات الإسرائيلية تمكنت من دخول بلدة شمع التي لم تدخلها حتى في حرب عام 2006. وبعد ظهر اليوم، أفادت "الوكالة الوطنية" بأن القوات الإسرائيلية تحاول التقدم "من شمع باتجاه البياضة غرباً ووادي حسن ووادي مظلم شمالاً".
وكل ذلك يعني أن القوات الإسرائيلية دخلت فعلاً بلدة شمع التابعة لقضاء صور والواقعة على تلة مشرفة على مدينة صور وسهولها والساحل الجنوبي للبنان، على بعد أكثر من خمسة كيلومترات من الحدود مع إسرائيل. فما أهمية شمع عسكرياً واستراتيجياً وماذا يعني دخول القوات الإسرائيلية إليها؟.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقول المتخصص العسكري والاستراتيجي يعرب صخر في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن وصول القوات الإسرائيلية إلى بلدة شمع بهدف إنشاء مربض للمدفعية فيها، يعني أن هذه القوات "أخذت وقتها لأن إنشاء المربض يستلزم وقتاً وجاهزية وعناصر وفريق عمل، وقبل كل ذلك يستلزم أن تكون المنطقة الخلفية مؤمنة أو محتلة". ويوضح أن ذلك يعني أن "إسرائيل دخلت من الجبّين (الطرفين) واستمرت صعوداً، من طيرحرفا إلى اليمين وشيحين ووادي حمول إلى اليسار"، بالتالي فهي إما استطاعت أن تحتل هاتين المنطقتين أو أن تثبت عناصر "حزب الله" فيهما لتستمر صعوداً وتصل إلى شمع.
ويشرح صخر أن الغاية من إنشاء مربض للمدفعية في شمع "السيطرة بنار المدفعية على صور وكامل المنطقة لأن صور تبعد 20 كيلومتراً من شمع، ومدى المدفعية هو 25 كيلومتراً"، مما يعني أن مربض المدفعية في شمع يتيح "شعاعاً دائرياً يطاول ليس فقط صور إنما كامل المناطق والبلدات والقرى التي تكون ضمنه".
ويضيف صخر أن السيطرة على شمع وإنشاء مربض مدفعية فيها يعني ثانياً أن بلدة البياضة أصبحت في دائرة الأهداف الإسرائيلية لأن السيطرة عليها "تعني قطع طريق السهل والسيطرة الكاملة عليه"، مشيراً كذلك إلى أن إسرائيل استطاعت أيضاً بهذا الاختراق أن تكتنف قوات "يونيفيل" التي يقع مقرها في الناقورة من دون أن تحتك معها.
ويستخلص المتخصص العسكري والاستراتيجي أن كل ذلك يعني أن "التركيز والجهد الرئيس العسكري لإسرائيل في القطاع الغربي لجنوب لبنان، مع نشاط ثانوي طبعاً في القطاع الشرقي حيث استهدفت إسرائيل قوات الجيش اللبناني في بلدة الماري وهي مدخل القطاع الشرقي وصولاً إلى الخيام ومرجعيون وحاصبيا وحتى راشيا"، فيما لم تستطِع إسرائيل تحقيق اختراقات حتى الآن في القطاع الأوسط جنوب لبنان الذي تقع بنت جبيل في وسطه، لكن هذا القطاع "قد يصبح تقريباً تحت سيطرة النيران إن لم يتم احتلاله".
Listen to "القوات الإسرائيلية تعزز تقدمها في جنوب لبنان بدخول بلدة شمع" on Spreaker.