ملخص
كشف غزو إسرائيل لجنوب لبنان عن كميات كبيرة من الأسلحة الروسية بحوزة "حزب الله"، بما فيها أسلحة مصنعة حديثاً مثل الصواريخ المتطورة المضادة للدبابات "كورنيت"، مما يسلط الضوء على التعاون العسكري المتزايد بين روسيا و"حزب الله".
كشف الغزو الإسرائيلي الأخير لجنوب لبنان عن مخزونات كبيرة من الأسلحة الروسية بحوزة "حزب الله"، مما عزز شكوك تل أبيب في أن الميليشيات اللبنانية كانت تقوم بتعزيز قدراتها العسكرية بأسلحة روسية متطورة.
وبحسب ما ورد في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" فقد أُرسلت هذه الأسلحة، والتي تضمنت صواريخ كورنيت الحديثة المضادة للدبابات المصنعة عام 2020، إلى جنوب لبنان من المخزونات الروسية في سوريا.
وتاريخياً تضمنت ترسانة "حزب الله" أسلحة روسية الصنع ولكن أقل تطوراً، وبعضها يعود للحقبة السوفياتية، ومع ذلك فقد لفت التقرير إلى أن الأسلحة المكتشفة حديثاً أكثر تقدماً وموجودة بكميات أكبر مما قدر المحللون العسكريون سابقاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدى اكتشاف هذه الأسلحة إلى تفاقم المخاوف في إسرائيل من قيام روسيا بتعميق علاقتها مع "حزب الله"، على رغم تأكيدات موسكو المستمرة حيادها في الصراعات بين إسرائيل وجيرانها.
وأكد السفير الإسرائيلي السابق في روسيا أركادي ميل مان ضرورة أن تدافع إسرائيل بقوة عن مصالحها، وأن تنقل رسالة إلى روسيا مفادها أن أية مساعدة لـ "حزب الله" وإيران يمكن أن تؤذي الإسرائيليين لن يُتسامح معها".
وسلط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الضوء على نفوذ روسيا على "حزب الله"، معرباً عن أمله في أن تساعد موسكو في فرض أي اتفاق لنزع سلاح "حزب الله" من خلال منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.
يُذكر أن إسرائيل كثيراً ما سعت إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا لتجنب الصراع في سوريا، حيث لدى موسكو وجود عسكري وتنفذ إسرائيل ضربات لوقف تدفق الأسلحة إلى "حزب الله".
ومع ذلك يلاحظ المراقبون أن موقف روسيا في المنطقة قد تغير منذ بدء حربها مع أوكرانيا عام 2022، إذ تتحدى الولايات المتحدة وحلفاءها بصورة أكثر عدوانية، وقد تعمق تعاون روسيا مع إيران وقدمت الأخيرة مسيرات حربية وصواريخ باليستية لتأمين حاجات روسية العسكرية في أوكرانيا، وتُستخدم طائرات الدرون نفسها الآن من قبل "حزب الله" ضد إسرائيل بنتائج مميتة.
وأسهم دخول روسيا إلى سوريا لمساندة نظام حليفها بشار الأسد في تقارب العلاقات بينها و"حزب الله"، مما جعل من السهل على الأخير الاستعانة بالمخزونات الروسية في سوريا كلما احتاج إلى مزيد من الأسلحة، على رغم أن الحصة الأكبر من أسلحة "حزب الله" تأتي من إيران، الداعم الرئيس له.
وكشفت جولة صحافية قامت بها "وول ستريت جورنال" في مختبر تفكيك الذخائر الوطني الإسرائيلي عن أسلحة روسية مختلفة جرى الاستيلاء عليها خلال الأيام الأولى من التوغل الإسرائيلي داخل لبنان، بما في ذلك أنظمة صواريخ "كورنيت" و"ميتيس" و"كونكورس" و"فاغوتس" و"ساجرز" المضادة للدبابات، وقد أكدت العلامات الموجودة على بعض هذه الأسلحة أنها أرسلت من روسيا إلى وزارة الدفاع السورية.
وكان توافر صواريخ قصيرة المدى وفعالة مثل "كورنيت" أمراً بالغ الأهمية لـ "حزب الله"، مما مكنه من القتال بصورة أكثر كفاءة ضد إسرائيل من "حماس"، فمنذ بدأت إسرائيل عمليتها البرية في لبنان قُتل 43 جندياً إسرائيلياً.
ويطرح بعض المحللين والمسؤولين الإسرائيليين تساؤلات عن سياسات إسرائيل تجاه روسيا، ويزعمون أن موسكو أوضحت موقفها من خلال دعم أعداء البلاد عسكرياً مثل "حماس" و"حزب الله" و"الحوثيين"، وعلى نقيض معظم الدول الغربية لم تقدم إسرائيل سوى دعم غير عسكري محدود لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وهي إستراتيجية مدفوعة بالرغبة في عدم إثارة غضب موسكو.