ملخص
تعتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا ـ بدعم من الولايات المتحدة ـ تقديم القرار ضد إيران في وقت زادت فيه المخاوف بشأن التطور السريع لبرنامج طهران النووي.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين إن الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل على إيران الشهر الماضي أحد مكونات برنامجها النووي وأثر سلبا على قدراتها في مجالي الدفاع وإنتاج الصواريخ.
وأضاف نتنياهو في كلمة أمام الكنيست "هذا ليس سراً... هناك مكون محدد في برنامجهم النووي أصيب في هذا الهجوم". ولم يحدد ذلك المكون لكنه أضاف أن طريق إيران لتصنيع سلاح نووي لم يقفل بذلك.
ونفذت مقاتلات إسرائيلية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) موجات من الهجمات على أهداف عسكرية إيرانية بعد بضعة أسابيع من إطلاق إيران وابلاً من الصواريخ شمل نحو مئتي صاروخ باليتسي صوب إسرائيل. وجاء ذلك بعد تبادل سابق للهجمات المباشرة وقع في أبريل نيسان.
وقدم نتنياهو في خطابه تفاصيل مختصرة عما استهدفته إسرائيل. وقال إن ضربة إسرائيل على إيران في أبريل (نيسان) كانت محدودة ودمرت واحدة من أصل أربع بطاريات دفاع صاروخي جوي سطح-جو من طراز إس-300 من روسيا في محيط العاصمة طهران.
أما عن ضربة الشهر الماضي، فقال نتنياهو إن إسرائيل دمرت خلالها البطاريات الثلاث الباقية من ذلك الطراز وألحقت أضراراً جسيمة بقدرات إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية وقدرتها على إنتاج الوقود الصلب المستخدم في النوع البعيد المدى من هذه الصواريخ.
زيادة الضغوط على إيران
قررت الدول الأوروبية والولايات المتحدة تعزيز الضغوط على إيران عبر إصدار قرار يندد بعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال اجتماع محافظيها ابتداء من الأربعاء في فيينا.
ويتوقع طرح قرار حاسم في الساعات المقبلة على أن يتم التصويت عليه الخميس، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتعتزم بريطانيا وفرنسا وألمانيا ـ بدعم من الولايات المتحدة ـ تقديم القرار ضد إيران في وقت زادت فيه المخاوف بشأن التطور السريع لبرنامج طهران النووي.
وتنفي طهران أن تكون لديها طموحات نووية على الصعيد العسكري وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة. وأفاد تقرير للوكالة أن إيران بدأت تحضيرات "لوقف زيادة" مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.
وخلال زيارة مديرها العام رافاييل غروسي الأسبوع الماضي، "تحققت الوكالة" في موقعي نطنز وفوردو النوويين من أن "إيران بدأت في تحضيرات تهدف إلى وقف زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب حتى 60 في المئة"، وهو مستوى يقترب من 90 في المئة المطلوبة لتطوير سلاح ذري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب التقرير فإن مخزون طهران المقدر من اليورانيوم المخصب تجاوز بـ 32 مرة الحد الوارد في اتفاق عام 2015 بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامجها النووي.
ووفقاً للتقرير، فإن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قُدِّر بنحو 6604.4 كيلوغرام اعتباراً من 26 أكتوبر، بزيادة 852.6 كيلوغرام عن التقرير الفصلي الأخير في أغسطس (آب).
طموحات نووية
وتنفي طهران أن تكون لديها طموحات نووية على الصعيد العسكري وتدافع عن حقها بامتلاك برنامج نووي لأغراض مدنية ولا سيما في مجال الطاقة.
وعقب نشر التقرير، قال دبلوماسي كبير إن القوى الغربية ستمضي قدماً في القرار الذي تعتزم تقديمه في وقت متأخر الثلاثاء، معرباً عن "شكوك" حيال العرض "المخادع إلى حد ما" الذي قدمته إيران في اللحظة الأخيرة للحد من مخزونها من اليورانيوم.
وأكد دبلوماسي كبير آخر "بناء على الخبرة السابقة" إن العرض الأخير الذي قدمته إيران "لن يصمد" على الأرجح بعد طرح القرار على الطاولة.
وكان غروسي زار الأسبوع الماضي إيران وتوجه إلى موقعين نوويين مهمين، فيما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه يريد تبديد "الشكوك والغموض" بشأن برنامج طهران.
وتقول كيلسي دافنبورت، وهي خبيرة في رابطة مراقبة الأسلحة إن زيارة غروسي إلى طهران"جاءت في وقت متأخر لتجنب الإدانة من قبل المجلس".وأضافت أن إيران "أضاعت فرصة لإظهار أنها جادة بشأن خفض التصعيد".
وأشارت إلى أن "اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على البرنامج النووي الإيراني والرد على أسئلة الوكالة بشأن الأنشطة النووية غير المعلنة في الماضي كان من شأنه أن يهدئ التكهنات بأن إيران منخرطة في أنشطة نووية غير مشروعة".
فرصة أخيرة قبل عودة ترمب
وأعربت إيران هذا الأسبوع عن أملها في أن تجري المحادثات بشأن برنامجها النووي "بعيداً عن الضغوط والاعتبارات السياسية". بينما أكدت الولايات المتحدة أنها تنتظر تغييراً في "سلوك" طهران بعيداً عن مجرد الأقوال.
واعتبرت زيارة غروسي بأنها إحدى الفرص الأخيرة للدبلوماسية قبل عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني).
وانتهج ترمب خلال ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021 سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران وأعاد فرض عقوبات مشددة عليها استمرت مع إدارة جو بايدن.
وفي العام 2018، أعلن ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست قوى كبرى في العام 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما، وأتاح رفع عقوبات عن إيران في مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلميتها.
ورداً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، بدأت طهران التراجع تدريجاً عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق.
وأكد أحد الدبلوماسيين أن "التجربة علمتنا أن التزام إيران" بوقف تخصيب اليورانيوم "لن يصمد على الأرجح، لأن إيران ترد دائماً" على القرارات.
ورحب غروسي بقرار إيران "النظر في تعيين أربعة مفتشين إضافيين من ذوي الخبرة"، بعد انتقاد سحب اعتماد العديد من الخبراء. وفي الأشهر الأخيرة، زادت إيران بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم المخصب، وفقاً للتقرير نفسه.