ملخص
الحرب التي كانت اشتدت خلال الأسابيع الماضية بين إسرائيل و"حزب الله" انتهت بموافقة الطرفين على هدنة لمدة 60 يوماً تتوقف أثناءها الأعمال القتالية، ضمن اتفاق من 13 بنداً سربت تفاصيله إلى الإعلان. لكن وفي اللحظة التي دخل فيها هذا الاتفاق حيز التنفيذ وأطلقت الرصاصة الأخيرة، سارع الطرفان إلى رفع راية النصر.
خلال ساعات قليلة تبدل المشهد تماماً في الحرب الثالثة التي عاشها لبنان لأكثر من 14 شهراً. فالحرب التي اشتدت خلال الأسابيع الماضية بين إسرائيل و"حزب الله" انتهت بموافقة الطرفين على هدنة لمدة 60 يوماً تتوقف خلالها الأعمال القتالية، ضمن اتفاق من 13 بنداً سربت تفاصيله إلى الإعلان.
لكن وفي اللحظة التي دخل فيها هذا الاتفاق حيز التنفيذ وأطلقت الرصاصة الأخيرة، سارع الطرفان إلى رفع راية النصر.
فهل يمكن حسم هوية المنتصر في هذه الحرب؟ وما الأسباب التي دفعت إسرائيل للذهاب نحو هذا الاتفاق خلال أيام قليلة؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي منير الربيع في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن مما لا شك فيه أن اتفاق وقف الحرب جاء نتيجة ضغوط دولية كبيرة على رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي أصبح محرجاً بمجموعة أمور، أولاً نقص الذخائر وهو ما عبر عنه في خطابه، إذ قال إنه بعد وقف إطلاق النار ستحصل إسرائيل على مزيد من الذخائر، وثانياً تطويقه في الداخل الإسرائيلي قضائياً من خلال التحقيقات مع مدير مكتبه أو مستشاره إضافة إلى ملفات الفساد التي يحاكم فيها. وأضاف "لا يمكن وفق القانون الإسرائيلي أن يستمر نتنياهو بإدارة الدولة وإدارة الحرب ومواجهة المحكمة، لذلك اضطر للتخلي عن هذه الحرب أو إغلاق جبهة ليقول إنه قادر على إدارة الدولة وإدارة ملفه القضائي، إضافة إلى الأسباب الدولية الضاغطة جداً على إسرائيل لمنعها من مواصلة هذه الحرب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يتطرق الربيع إلى العامل الميداني قائلاً "لا يمكن إغفال أن إسرائيل تكبدت خسائر وتلقت ضربات في العمق الإسرائيلي لا سيما يوم الأحد الماضي من خلال ضرب تل أبيب. وكل هذه الأسباب هي التي أنتجت مثل هذا الاتفاق"، فيما حاول الإسرائيليون توفير الشروط التي يعدونها مناسبة لتحقيق أمنهم وعودة سكان المستوطنات الشمالية، وهو ما عملوا على إدخاله في نص الاتفاق مع لبنان، إضافة إلى نص الاتفاق المختلف الجانبي بين أميركا وإسرائيل.
وعن هوية المنتصر، يشدد الكاتب السياسي أن "حزب الله" يعد أنه بمجرد أن حافظ على وجوده وهيكليته العسكرية والسياسية سيعد نفسه منتصراً لأنه واجه محاولة استئصال واجتثاث من قبل إسرائيل. وفي المقابل يعد الإسرائيليون أنهم منتصرون وحققوا أهدافهم بضرب قيادة الحزب وفصل الجبهات وضرب كثير من مخازن الأسلحة وإبعاد الحزب من جنوب الليطاني مما سيوفر الأمن والاستقرار لسكان المستوطنات الشمالية.
وختم مشدداً على أن كل طرف بإمكانه أن يدعي الانتصار ولكن العبرة تبقى في تنفيذ الاتفاق، وهذا يحتاج لمراقبة مدة الـ60 يوماً لمعرفة ما إذا كانت النيات جدية في وقف إطلاق النار أو أن هناك خروقات ستحصل، فيما تبقى هناك نقاط عالقة مثل ملف أسرى "حزب الله" الذين اعتقلهم الإسرائيليون في الجنوب، ناهيك بمسألة ترسيم الحدود ووفق أي معيار ستُرسم، فتل أبيب تتحدث عن الخط الأزرق ولبنان يتحدث عن الخطوط الدولية المحددة عام 1923، كذلك الأمر بالنسبة إلى آلية إخراج الحزب سلاحه الثقيل من جنوب الليطاني. وهذه كلها ستكون حقل اختبار خلال الفترة المقبلة على طريق تطبيق هذا الاتفاق.
Listen to "بين إسرائيل و"حزب الله": من المنتصر والخاسر؟" on Spreaker.