ملخص
أضاف ليفربول صيداً ثميناً إلى قائمة انتصاراته المتلاحقة، إذ أسقط ريال مدريد للمرة الأولى منذ 2009 لينجح فريق المدرب آرني سلوت فيما فشل يورغن كلوب في تحقيقه
قبل بضعة أسابيع كان من الممكن النظر إلى البداية الرائعة لآرني سلوت في ليفربول والتساؤل بنبرة متشككة عمن هزمهم هذا الفريق، لكن الآن يمكن تقديم إجابة بليغة من عبارتين: ريال مدريد، ملوك أوروبا، وذلك على حد تعبير بيب غوارديولا، إذ إن ريال مدريد هو حامل لقب دوري أبطال أوروبا، وهو الفريق الذي لم يستطع يورغن كلوب الفوز عليه.
بعد نحو 19 مباراة في عهده حقق سلوت 17 انتصاراً، آخرها ضد الفائز باللقب الأوروبي 15 مرة، وحقق بالفعل ليلتين أوروبيتين رائعتين في "أنفيلد"، أولها ضد أفضل الفرق في ألمانيا (باير ليفركوزن) والآن ضد بطل إسبانيا، وتصدر ليفربول جدول دوري أبطال أوروبا، وعزز ادعاءاته بأنه أفضل فريق في القارة الآن، ليس فقط بالفوز، ولكن بالطريقة التي تم بها ذلك، إذ كان الفريق الأحمر أكثر نشاطاً وطموحاً من ريال مدريد، وتغلبوا عليه للمرة الأولى منذ عام 2009.
وقال سلوت "كانوا مصدر إزعاج لليفربول لسنوات عديدة"، لذا كان هذا أمراً خاصاً، ومع ذلك أضاف الهولندي المتطلب كثيراً "إذا التقينا بهم في دور الـ16، ثم تمكنا من التغلب عليهم، فسيكون ذلك بمثابة دليل أوضح"، لكن الفوز الآن كان واضحاً بالفعل لدرجة أن مدرب ريال مدريد كارلو أنشيلوتي الفائز بدوري أبطال أوروبا خمس مرات قبل بالنتيجة، وقال "إنها نتيجة عادلة، ليفربول يستحق الفوز".
لقد انتصر ليفربول بفضل لعب اثنين من بدلاء سلوت أدوار البطولة، بما في ذلك كورتيس جونز، إضافة إلى ثلاثة من الذين صعدوا أخيراً، وقال سلوت "أن يكون هناك ثلاثة لاعبين من الأكاديمية يؤدون بصورة جيدة للغاية هو أمر رائع"، وكان جونز مثيراً للإعجاب وطاغياً لدرجة خطف الأضواء من الثنائي الذي تسبب في إغفال غياب ترينت ألكسندر أرنولد وأليسون، إذ صنع كونور برادلي هدفاً وتصدى كاويمين كيليهر لركلة جزاء من كيليان إمبابي.
ولكن حتى عندما عادل محمد صلاح رقم إمبابي غير المرغوب فيه بإهدار ركلة جزاء مماثلة، لكنه تفوق على الفرنسي حين عاد للدفاع في الدقيقة الرابعة لانتزاع الكرة من إمبابي، وبادر إلى تحرك انتهى بتسديدة داروين نونيز التي أبعدها راؤول أسينسيو عن خط المرمى.
ولم يكن إهدار صلاح مهماً، إذ أحرز ليفربول هدفيه عبر لاعبين آخرين، البديل كودي غاكبو، وقبل ذلك عبر رجل المباراة المحتمل ماك أليستر.
قبل عامين وصف كلوب جود بيلينغهام بأنه "بقرة ذهبية"، ولاعب وسط أسطوري تقريباً، وقاوم الإنجليزي عروض ليفربول وتوجه إلى مدريد. وعندما وصل متأخراً إلى "أنفيلد"، تفوق عليه لاعب ربما تعاقدوا معه فقط لأن ليفربول لم يتمكن من الحصول على بيلينغهام، وهو ماك أليستر.
لقد كان أليكسيس ماك أليستر رائعاً، إذ جلب الأناقة والحرفية والإبداع والإنهاء الرائع لهدف الافتتاح، وجاء ذلك في وقت مارس فيه ليفربول الضغط، واستسلم ريال مدريد في النهاية عندما تبادل ماك أليستر التمريرات مع برادلي، وتسلل إلى منطقة الجزاء، وسدد كرة مرت بجوار تيبو كورتوا الذي بدا في لحظة ما لا يقهر، وقبل دقيقة واحدة كان من الممكن أن يؤدي هذا التفاهم بين لاعب الوسط والظهير الأيمن إلى اختراق شباك كورتوا لكنه تصدى ببراعة لرأسية برادلي بعد عرضية ماك أليستر.
لقد حرم برادلي من لحظة ذهبية، لكنه عوض ذلك بمشهد رائع حينما كان إمبابي يستخدام سرعته الكاملة لاختراق دفاعات ليفربول، إلا أن تدخل قوي من لاعب إيرلندا الشمالية حال دون تقدمه، وهتفت الجماهير "كونور برادلي واحد"، وترددت الأصداء في "أنفيلد" مرات عدة بعد ذلك.
وإذا كانت هذه تحفته الفنية، فقد قال سلوت "لقد قدم كونور أداء جيداً للغاية، لكنني لست مندهشاً على الإطلاق"، لكن ليلة برادلي انتهت نهاية قاسية، إذ شعر بانزعاج في قدمه واستبدل بجو غوميز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إن غياب ألكسندر أرنولد، الذي استمر كبديل غير مستخدم، وأليسون وديوغو جوتا، يجب أن يضع إصابات ريال مدريد في سياقها الصحيح. لقد كانوا من دون فينيسيوس جونيور ورودريغو وإيدير ميليتاو وديفيد ألابا وأوريلين تشواميني وداني كارباخال، لكن ليفربول لم يكن بكامل قوته أيضاً، ولم يكن بحاجة إلى ذلك للفوز على ريال مدريد.
وكان لديهم عمق كاف لتسجيل هدف، إذ ارتقى غاكبو فوق لوكا مودريتش ليحول عرضية آندي روبرتسون برأسه إلى داخل المرمى، وكان ظاهراً أن هناك خطأ ما في دفاع ريال مدريد في الكرات الثابتة حين كان اللاعب البالغ من العمر 39 سنة يقفز مع غاكبو.
لكن ربما كان هناك خطأ ما في ريال مدريد طوال المباراة: إذ ربما شعروا بالصبر الزائد وكانوا سلبيين، ولا يمكن تطبيق أي من الصفتين على داروين نونيز، الذي قاد خط هجوم ليفربول بطريقة لا تضاهى، وكان بإمكانه تسجيل ثلاثية في الشوط الأول، إذ قام كورتوا - بمساعدة أسينسيو - بتصديين حاسمين، وكان كورتوا خصم ليفربول في نهائي 2022، وهدد بتكرار هذا الدور.
وإذا كان هناك من يحق له التفكير في الانتقام، فربما يكون صلاح، بعد أن خرج على محفة من نهائي 2018، لقد كان ديناميكياً من دون تسجيل الهدف الذي يستحقه، وفاز المصري بركلة الجزاء، إذ اندفع لمسافة 30 ياردة قبل أن يصطدم به فيرلاند ميندي، لكن الجناح الهجومي أهدر ركلة الجزاء، بتسديد الكرة في اللوحات الإعلانية، وكانت ركلته أقرب للخروج عنه إلى الدخول، على حد تعبيره.
لكنه كان متفوقاً بصورة كبيرة على إمبابي، وقال أنشيلوتي "أعتقد أن إمبابي يمر بلحظة صعبة، يتعين علينا دعمه وإعطاؤه حبنا". لكن ليفربول منحه وقتاً عصيباً، وتناوب دفاعهم على إيقافه: أولاً برادلي ثم فيرجيل فان دايك ثم إبراهيما كوناتي، الذين تصدوا بصورة رائعة لفرصتين، ثم جاءت بطولة كيليهر من نقطة الجزاء، وللمرة الثانية في مباراتين تسبب روبرتسون في ركلة جزاء، إذ بدا متهوراً عندما اصطدم بقدم لوكاس فاسكيز، وقال سلوت "رأيت إمبابي خلف الكرة وفكرت في ما يعتقده الجميع: ربما تدخل هذه الكرة، لكن كيليهر تصدى لها".
وحقيقة أن الركلة جاءت بعد مرور ساعة من اللعب، وحقيقة أنها كانت أول تصد له هي بمثابة اتهام لريال مدريد، واستمر الإيرلندي المتألق في التصدي، وما زال ليفربول لم يستقبل سوى هدف واحد في دوري أبطال أوروبا بعد ثلاث دقائق من انطلاق مشواره.
ومنذ ذلك الحين امتدت فترة الشباك النظيفة إلى 447 دقيقة، والآن يمكنهم إضافة ريال مدريد إلى قائمة ضحاياهم التي تضم ميلان وبولونيا ولايبزيغ وباير ليفركوزن، وأصبحت القائمة أكثر إثارة للإعجاب في الأسابيع الأخيرة، لكن ريال مدريد، ولأنه ريال مدريد، يمثل أكبر وأفضل فريق حتى الآن.
© The Independent