ملخص
منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فشل البرلمان اللبناني 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية واضحة في البرلمان تخوله إيصال مرشحه، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين "حزب الله" وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.
غداة دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" حيز التنفيذ، بدأ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الخميس جولة على المسؤولين اللبنانيين تركز على انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أكثر من عامين على فراغ المنصب، فيما أقر البرلمان اللبناني تمديد ولاية قائد الجيش عاماً تزامناً مع تعزيز انتشار جنوده في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني.
واستبق رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لقاءه لودريان بإعلان تحديد التاسع من يناير (كانون الثاني) 2025 موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال بري أمام النواب في افتتاح جلسة برلمانية اليوم "كنت آليت على نفسي أنه فور وقف إطلاق النار سأحدد موعداً لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، فأنا أعلن منذ الآن تحديد جلسة في التاسع من يناير". وأضاف "الجلسة ستكون مثمرة وأعطينا مهلة شهر للتوافق في ما بيننا، وسأدعو سفراء الدول لحضورها".
التمديد لقائد الجيش
وحضر لودريان جانباً من الجلسة البرلمانية العامة التي أقرت التمديد عاماً للعسكريين في رتبة عميد وما فوق، مما يشمل تلقائياً التمديد لقادة جميع الأجهزة الأمنية بمن فيهم قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي كان مقرراً أن يحال على التقاعد خلال يناير 2025.
ويجري تداول اسم عون في وسائل الإعلام المحلية والأوساط السياسية كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية.
ومع تعزيز انتشار الجيش اللبناني في الجنوب حيث يقضي اتفاق وقف إطلاق النار أن يتولى إلى جانب الـ"يونيفيل" إزالة كل السلاح غير الشرعي جنوب نهر الليطاني، كان لافتاً تصويت نواب "حزب الله" لمصلحة التمديد لعون.
وقال نائب الحزب حسن فضل الله، في تصريح عقب الجلسة، إنه "لن يكون هناك أي مشكلة بين المقاومة والجيش. ونحن نريد أن تبسط الدولة سلطتها على كل لبنان". وأكد أنه سيكون هناك تعاون بين "حزب الله" والجيش. وأضاف، "الجيش قدم الدم وكان إلى جانب المقاومين واليوم عبرنا عن موقفنا إلى جانبه وصوتنا لمصلحته، حتى لا يكون هناك شغور في قيادته. وقد صوتنا لمصلحة التمديد للعمداء في الجيش وكل القوى الأمنية".
وشدد فضل الله على وجوب "أن يكون لدينا قرار وطني ببناء دولة عادلة وقادرة وأن يكون لدينا جيش يملك أحدث الأسلحة وأن يتصدى للخروق الإسرائيلية".
لودريان يلتقي بري وميقاتي
وعقب الجلسة البرلمانية، استقبل بري لودريان في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو والمستشار الإعلامي لرئيس البرلمان اللبناني علي حمدان، وتناول البحث آخر المستجدات السياسية وملف انتخاب رئيس للجمهورية فضلاً عن التطورات في ضوء وقف إطلاق النار.
وفي الـ15:00 من بعد ظهر اليوم، وصل لودريان إلى السرايا الحكومية حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن لودريان يريد "إعادة طرح موضوع الانتخابات الرئاسية والحاجة إلى إصلاحات من أجل تعاف مستدام للبلاد" خلال زيارته ولقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.
لقاءات لودريان
ومنذ صباح اليوم، التقى لودريان في قصر الصنوبر نواب تكتل "اللقاء التشاوري النيابي المستقل" الذي يضم النواب إلياس بو صعب وإبراهيم كنعان وآلان عون وسيمون أبي رميا، وجميعهم كانوا ينتمون سابقاً لـ"التيار الوطني الحر" بزعامة النائب جبران باسيل لكنهم انفصلوا عنه تباعاً. وبحث المجتمعون "التطورات ما بعد وقف إطلاق النار والمسار السياسي وأولوية انتخاب رئيس للجمهورية"، وفق ما أفاد بيان عن اللقاء.
واستقبل لودريان النائب سجيع عطية ممثل كتلة "الاعتدال الوطني" الذي قال عقب اللقاء، إن "النقاش تركز على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وسط تأكيد الدفع الأقوى من قبل اللجنة الخماسية الدولية لحل الأزمة اللبنانية. وتم تقييم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ". وأضاف في بيان أن لودريان دعا النواب المستقلين والوسطيين إلى ممارسة الضغط على الأحزاب لفتح أبواب المجلس النيابي وتمكين العملية الانتخابية.
من جهته، قال النائب نعمة أفرام بعد لقائه المبعوث الفرنسي "لقاء ممتاز مع السيد لودريان. هناك شعور بضرورة ملحة للغاية لانتخاب رئيس للجمهورية، بقدر ما هناك حاجة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار". وأضاف "أولوية أخرى تضاف إلى القائمة الطويلة للرئيس الجديد، التطبيق السليم للاتفاق بما يتماشى مع متطلبات المجتمع الدولي وكذلك مع الأطراف اللبنانية. تحد إضافي جديد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عامان من الفراغ
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فشل البرلمان اللبناني 12 مرة في انتخاب رئيس، إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية واضحة في البرلمان تخوله إيصال مرشحه، على وقع انقسام سياسي يزداد حدة بين "حزب الله" وحلفائه من جهة، وخصومهم من جهة ثانية.
وأعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال في كلمة أمس عن أمله بأن تكون الهدنة "صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية".
كذلك دعا بري في كلمة إلى "الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية" بعد عامين من شغور المنصب.
وفي آخر كلمة له قبل وقف إطلاق النار، أكد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم أن الحزب سيقدم مساهمة "فعالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستورية".
ويقوم العرف السياسي في لبنان على أن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية، بينما يعود منصب رئيس الحكومة للطائفة السنية، ورئيس مجلس النواب للطائفة الشيعية.