ملخص
جعل ترمب من مسألة الرسوم الجمركية ركيزة سياسته الاقتصادية خلال حملته الانتخابية، متغاضياً عن اتفاق التبادل الحر الموقع بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال ولايته الأولى.
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم السبت إنه عقد اجتماعاً "مثمراً للغاية" مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وسط مخاوف من نشوب حرب تجارية.
وقال ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، "ناقشنا العديد من الموضوعات المهمة التي تتطلب من كلا البلدين العمل معاً لمعالجتها، مثل أزمة الفنتانيل والمخدرات التي أودت بحياة كثيرين نتيجة للهجرة غير الشرعية، وصفقات التجارة العادلة التي لا تعرّض العمال الأميركيين للخطر والعجز التجاري الهائل الذي تعاني منه الولايات المتحدة مع كندا". وأضاف "تعهد ترودو بالعمل معنا لإنهاء هذا الدمار الرهيب للأسر الأميركية".
من ناحيته، كتب ترودو في منشور على منصة "إكس" أنه يتطلع للتعاون مع ترمب.
وقال ترودو "أشكركم على العشاء الليلة الماضية، الرئيس ترمب. أتطلع إلى العمل الذي يمكننا القيام به معاً، مجدداً".
وقال مسؤول بالحكومة الكندية، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة رويترز إن أجواء العشاء كانت إيجابية وتطرق اللقاء لموضوعات عدة واستمر ثلاث ساعات.
وحذر العديد من خبراء الاقتصاد من أن خطة ترمب لفرض رسوم جمركية على الواردات ستؤدي إلى زيادة التكاليف بالنسبة للمستهلكين الأميركيين، فيما قال تمب إن الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين ستساعد في حماية المصنّعين الأميركيين وتعزيز نمو الوظائف المحلية.
وفي منشور منفصل، طالب ترمب الدول الأعضاء في مجموعة بريكس بالالتزام بعدم طرح عملة جديدة أو دعم عملة أخرى لتحل محل الدولار محذراً من فرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المئة.
وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو زار فلوريدا أمس الجمعة، للاجتماع مع دونالد ترمب، بعدما أثار الرئيس الأميركي المنتخب مخاوف الدول المجاورة للولايات المتحدة إذ توعد بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على بضائعها.
وأعلن ترمب الإثنين الماضي، عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على مجمل البضائع المستوردة من كندا والمكسيك، مما كان له وقع الصدمة على البلدين وسط مخاوف من الدخول في حرب تجارية شاملة.
ولا شك في أن هذه الهواجس كانت خلف زيارة ترودو غير المعلنة مسبقاً إلى وست بالم بيتش للقاء ترمب قبل عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني) 2025.
وأكد مصدر حكومي كندي لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ترودو تناول العشاء مع ترمب في مارالاغو، مقر إقامته.
ولم يرد رئيس الوزراء الكندي على أسئلة الصحافيين عند عودته إلى الفندق بعد اللقاء.
الرد بالمثل
وإزاء تهديدات ترمب، ردت كندا مؤكدة أنها تدرس منذ الآن فرض رسوم جمركية إضافية على بعض المنتجات الأميركية رداً على أي تدابير من واشنطن، وفق ما أفاد مصدر حكومي.
والواقع أن أكثر من ثلاثة أرباع الصادرات الكندية من حيث القيمة (592 مليار دولار كندي أو 422 مليار دولار) ذهبت إلى الولايات المتحدة في عام 2023.
وعلى صعيد الوظائف، فإن حوالى مليوني شخص في كندا من أصل تعداد سكاني إجمالي يقارب 41 مليون نسمة، يعولون في معيشتهم على الصادرات.
وفي حديثه إلى الصحافة أمس، لمح ترودو إلى أنه ليست لديه أي شكوك حول نية ترمب في تطبيق الزيادة التي أعلن عنها عند توليه السلطة.
وقال رئيس الوزراء الليبرالي الذي يتقدم منافسه المحافظ عليه في استطلاعات الرأي قبل بضعة أشهر من الانتخابات الكندية، "عندما يدلي دونالد ترمب بتصريحات كهذه، فإنه ينوي تنفيذها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كندا والمكسيك
وخلال ولاية ترمب الأولى، فرضت الولايات المتحدة على كندا رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب و10 في المئة على واردات الألمنيوم، فردت أوتاوا مستهدفة بعض المنتجات الأميركية.
وجعل ترمب من مسألة الرسوم الجمركية ركيزة سياسته الاقتصادية خلال حملته الانتخابية، متغاضياً عن اتفاق التبادل الحر الموقع بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال ولايته الأولى.
وأعلن ترمب الإثنين الماضي، أنه سيبقي على رسوم جمركية مشددة على المكسيك "إلى أن يتوقف اجتياح المخدرات وخصوصاً الفنتانيل وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلادنا".
وتباحث الأربعاء الماضي، مع رئيسة المكسيك كلاوديا شينباوم خلال مكالمة هاتفية كانت موضع تأويلات متبانية.
ففي حين أكد ترمب أن رئيسة المكسيك وافقت على "وقف الهجرة" غير القانونية إلى الولايات المتحدة، عارضته شينباوم مشيرة إلى أن موقف بلادها ليس "إغلاق الحدود".
كما هددت بدورها بفرض رسوم جمركية مشددة على المنتجات الأميركية، محذرةً من أن هذه الحرب التجارية تهدد القدرة التنافسية والوظائف في أميركا الشمالية وقد تثير التضخم.
اجتماعات مبكرة
من جانبه، اعتبر الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن أن خطة ترمب "ستأتي بنتائج عكسية"، مؤكداً أن البلدين المجاورين "حليفان" و"آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد هذه العلاقات".
كذلك أعلن ترمب عزمه على زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية بنسبة 10 في المئة.
ولم ينتظر الرئيس المنتخب تولي منصبه رسمياً في يناير (كانون الثاني) في واشنطن، بل باشر منذ فوزه على الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري استقبال مسؤولين في مقره في فلوريدا، مثل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيس مجموعة "ميتا" مارك زاكربرغ والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي.