ملخص
في خلال الـ12 شهراً الأخيرة تمت 10 صفقات اندماج واستحواذ بين شركات التأمين الكبرى في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن فوائد عمليات الاندماج وانعكاسها الإيجابي على التصنيف الائتماني لشركات القطاع قد يأخذان وقتاً
يشهد قطاع التأمين في دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً في السعودية عمليات اندماج واستحواذ وتركيز لأعمال القطاع في شركات كبرى قوية قادرة على الاستمرار في الأداء الجيد.
وتعد مؤسسات التصنيف الائتماني عمليات الاندماج والاستحواذ مؤشراً إلى تحسن التصنيف الائتماني للشركات في أي قطاع، لذا أصدرت مؤسسة "موديز" للتصنيف الائتماني تقريراً هذا الأسبوع عن توقعاتها لقطاع التأمين في الخليج العام المقبل.
خلاصة التقرير، الذي يعد أرضية البحث والدراسة التي على أساسها تصدر التصنيفات الائتمانية الفصلية في الفترة المقبلة، أن عمليات الاندماج والاستحواذ تحسن من وضع القطاع وتصنيفه الائتماني، خصوصاً بالنسبة إلى الشركات الكبيرة وتؤدي إلى تقليل التفتت في القطاع عبر خروج الشركات الصغيرة من المنافسة.
يشير التقرير إلى أن منحى الاستحواذ والاندماج الحالي سيستمر في الأشهر المقبلة، مما يحسن من وضع مجموعات التأمين الكبيرة والقطاع بصورة عامة.
ففي خلال الـ12 شهراً الأخيرة تمت 10 صفقات اندماج واستحواذ بين شركات التأمين الكبرى في دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن فوائد عمليات الاندماج وانعكاسها الإيجابي على التصنيف الائتماني لشركات القطاع قد يأخذان وقتاً.
ويرجع ذلك إلى التحديات في الأمد القصير مثل دمج العمليات والحفاظ على قاعدة العملاء وتكييف الاستراتيجيات المتباينة.
الاندماج والاستحواذ
يعد هذا التوجه نحو الدمج والاستحواذ إيجابياً في ظل وضع سوق التأمين في الخليج التي تتسم بالتفتت، إذ تتشارك نحو 190 شركة تأمين في عائدات أقساط التأمين في دول المجلس البالغة 40 مليار دولار سنوياً.
وتحظى أكبر خمس شركات في كل سوق من أسواق الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي على 50 في المئة من السوق، بينما تتنافس بقية الشركات الصغيرة كثيرة العدد على نصف السوق المتبقية.
وأبرز عمليات الاندماج والاستحواذ التي تمت في الآونة الأخيرة كانت في أبريل (نيسان) 2024، إذ استحوذت شركة أبوظبي الوطنية للتأمين "أدنيك" على حصة كبيرة في شركة التأمين التعاوني "أليانز سعودي فارسي" سمحت لها بدخول السوق السعودية في مجال التأمين، واستحوذت مجموعة "ليفا" العمانية على "آر أس أي غلف" في يوليو (تموز) 2022، بينما تجري "ليفا" السعودية حالياً محادثات اندماج مع شركة "ملاذ" للتأمين التعاوني في صفقة ستؤدي إلى توسع "ليفا" في السوق السعودية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي البحرين تمت صفقة اندماج "الهلال لايف" مع "الهلال تكافل" التابعة لها، مما عزز وضع المجموعة في السوق البحرينية، وفي الكويت استحوذت شركة "الخليج" للتأمين وإعادة التأمين على حصة 65 في المئة من شركة "تكافل الخليج" للتأمين، واستحوذت "الكويت للتأمين" على 73 في المئة في شركة "تكافل الوطنية" للتأمين.
أيضاً، هناك أكثر من عملية استحواذ واندماج في طور المحادثات في السوق السعودية ستؤدي إلى تعزيز وضع المجموعات والشركات الكبيرة في سوق التأمين.
التنافس وارتفاع الكلف
باستثناء المجموعات والشركات الكبيرة، فإن العدد الكبير من شركات التأمين الصغيرة تواجه غالباً ضغوط الأخطار وعدم كفاية السيولة، ومما يزيد من ضغوط التنافسية تركز الطلب حول التأمين الإجباري كما في حالات التأمين على السيارات والتأمين الصحي، لذا فإن السلطات المنظمة لقطاع التأمين تشجع دائماً على الاندماج والاستحواذ، الذي يعزز من إمكانات الشركات خصوصاً من ناحية توافر السيولة الكافية.
كذلك، فإن الاندماج والاستحواذ وتكوين مجموعات وشركات كبيرة يساعد على تنويع المنتجات المقدمة للجمهور، وتوسيع شبكات التوزيع وكذلك قاعدة العملاء، ويضمن للمجموعات الكبيرة دخول أسواق جديدة وزيادة مبيعاتها.
صحيح أن تلك العمليات ستدفع بالشركات الصغيرة غير القادرة على المنافسة خارج السوق، لكن ذلك سيقلل من التفتت ويسهل على الشركات المتبقية القدرة على تلبية حاجات السوق بكفاءة.
فرضت سلطات تنظيم قطاع التأمين في دول المجلس في السنوات الأخيرة تعديلات، تضمن زيادة سقف رأس المال لضمان وفاء الشركات بمتطلبات دعاوى التعويض وإعادة التأمين، وأضافت أيضاً إلزام الشركات بإصدار تقارير تقديرية دقيقة وإدارة الأخطار وتحسين الحوكمة.
كل ذلك أدى إلى ارتفاع الكلف على شركات التأمين، وإذا كانت المجموعات والشركات الكبيرة قادرة على تحملها فإن الشركات الصغيرة تصبح في وضع صعب.
ويؤدي ذلك إلى تنافس شديد في ما بينها، بخفض أسعار المنتجات وأقساط التأمين، لكن ذلك في النهاية يشكل عجزاً قد يدفع تلك الشركات إلى عدم الوفاء بالتزاماتها.