Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تل رفعت" في ميزان معارك الشمال السوري

سقوط البلدة يمثل مكسباً للمعارضة وخطوة تسعى إليها تركيا منذ أعوام

مسلحون من المعارضة أمام مدخل تل رفعت في شمال سوريا (أ ف ب)

ملخص

تمثل تل رفعت، التي تبعد 15 كيلومتراً عن تركيا وهي الأقرب منها إلى حلب "الجواد الرابح" بالنسبة إلى أنقرة والفصائل المسلحة المحلية التي ستساعدها بتطويق المنطقة التي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة أميركياً.

استدارة للقوات الكردية تعد الأولى في ساحة المعارك المحتدمة منذ أيام في مدينة حلب، فانسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ووحدات حماية الشعب الكردية تعني كثيراً في أرض الميدان بعد تأمين ممر آمن لإخلاء تل رفعت وقرى في ريف بلدة عفرين.

وإسقاط "تل رفعت" يمثل مكسباً للقوات المعارضة من الجيش الوطني السوري المعارض والمدعوم من تركيا، وكان يطلق عليه "الجيش الحر" مع بداية الصراع المسلح عام 2011 وهو مكون من عسكريين انشقوا عن جسم القوات النظامية من ضباط وصف ضباط وأفراد، وتمركزوا في شمال سوريا، بعد معارك دامية مع القوات الحكومية خلال عقد مضى.

"الجواد الرابح"

ويعتقد الناشط السياسي أحمد السيد عمر في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أن أهمية سيطرة المعارضة المسلحة على "تل رفعت" لا تكمن في الاستيلاء على منطقة قريبة من الحدود التركية لتأمين حدودها فحسب بل كل أطراف النزاع تصب تركيزها عليها كونها تمكن من التوغل إلى مناطق أخرى، وتهدد مناطق "قسد" على ضفاف نهر الفرات، وهذا ما تريده أنقرة بتنفيذ مخطط إنشاء منطقة عازلة بعمق 30 كيلومتراً تبعدها عن التهديدات المتواصلة من قبل حزب العمال الكردستاني.

في غضون ذلك تمثل تل رفعت، التي تبعد 15 كيلومتراً عن تركيا وهي الأقرب منها إلى حلب بمسافة 35 كيلومتراً "الجواد الرابح" بالنسبة إلى أنقرة والفصائل المسلحة المحلية التي ستساعدها بتطويق المنطقة التي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة أميركياً التي أسهمت مع قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في حرب مكافحة تنظيم "داعش" وأسقطته في مارس (آذار) عام 2019 وحازت على منطقة انتشار واسعة على ضفة الفرات، وبسطت سيطرتها على مساحة شاسعة في سوريا.

ومن ثم تمثل تل رفعت "بوابة جهنم" لقوات المعارضة السورية التي بدأت تتهاوى أمامها القرى والمدن السورية منذ أول طلقة أطلقت في عملية "ردع العدوان" التي يقودها زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني وبهذا باتت منبج وعين العرب تحت مرمى نيران المعركة التي تدعمها أنقرة لتطويق قوات سوريا الديمقراطية وإبعاد خطرها عن الحدود التركية.

هجمات مكثفة

وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي تحدث عن اتصالات مع كل الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية المدنيين من القاطنين في منطقتي "تل رفعت" و"الشهباء" باتجاه مناطق قوات (قسد) شمال شرقي البلاد.

وبحسب ما جاء في منشور له بحسابه الرسمي على منصة "إكس" لم يخف الهجمات المكثفة التي واجهتها قواته من عدة جهات، مع انهيار وانسحاب الجيش السوري وحلفائه وسط تطور للأحداث بصورة متسارعة، ومفاجئة، بحسب وصفه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال عبدي، "فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر، لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر، وقواتنا دافعت ببسالة عن أهلنا في حلب وتل رفعت والشهباء".

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حصيلة قتلى المعارك والقصف في شمال سوريا منذ بداية هجوم المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بلغت 514 شخصاً بينهم 92 مدنياً.

 ووفق بيان المرصد الذي يتخذ من لندن مقراً له، اليوم الثلاثاء، فإن قوات المعارضة تحرز تقدماً في ظل اقتتال هو الأعنف منذ انطلاق العملية الهجومية. وأشار إلى أن الطائرات الحربية والمروحية نفذت أكثر من 45 ضربة جوية وإلقاء براميل متفجرة خلال الساعات القليلة الماضية.

في المقابل تتحدث دمشق عن صمود هذه القرى المتاخمة لحماة في الريف الشمالي، وتعيين قائد عمليات للمنطقة الشمالية، مع إرسال تعزيزات عسكرية لردع ما تصفهم بـ"الإرهابيين".

ويرى المسؤول عن الفروع الخارجية في مركز راصد لحقوق الإنسان الكردي جوان اليوسف، أن "تل رفعت تعد بوابة لمدينة منبج، وعلى رغم أن تل رفعت ليست ضمن مخططات قوات سوريا الديمقراطية بالمعنى الاستراتيجي، تحاول (قسد) حماية منطقة شمال شرقي سوريا، وبعض البوابات التي تعرقل حركة ’قسد’ وتمنع من التواصل مع مناطق أخرى مثل منبج وهي امتدادات ومفاصل مع حلب".

 

 

وقال اليوسف في تصريح خاص، إنه بالنسبة لتل رفعت لا يوجد تموضع لـ"قسد" بها بالمعنى الحقيقي، ولكن توجد قوات حماية شعبية خارج قوات سوريا الديمقراطية، التي تمثل كل المكونات السورية ولديها شعارات مستقلة وبعيدة من قوات الحماية الكردية، ومن تصديها للهجمات في تلك المنطقة.

وبحسب التواصل المباشر مع النازحين للاطلاع على واقعهم، أكد أنه "منذ البداية حاول المدنيون الخروج وتعذر الأمر، لأنه لم يتح لهم ذلك، في ظل التهديدات المتواصلة لهم، لكن بعد صعوبة تمكنت (قسد) من تأمين طريق في ريف الرقة ومنبح تحت ظروف صعبة، ولكن حتى الآن الأمور تحت السيطرة وستنسحب من الشيخ مقصود والأشرفية وهما حيان سكنيان في مدينة حلب غالبيتهم من المكون الكردي، وانسحبت من منطقة الشهباء إلى جانب منطقة تل رفعت بسبب عدم قدرتها على مواجهة هذا الهجوم الضخم والمنظم بطريقة جيدة، الذي يبدو أنه مدعوم تركياً وكذلك من أميركا والاتحاد الأوروبي من وجهة نظري، بينما شرق الفرات ستبقى كما هي، ونحن أمام مناطق جديدة لوقف التصعيد لسنوات طويلة أخرى".

تل رفعت

في هذه الأثناء تشير المعلومات الواردة إلى سيطرة المعارضة على تل رفعت، وبدأ المدنيون بالعودة تدريجاً إلى منازلهم التي تخلوا عنها عام 2016 بعد سيطرة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية على المنطقة وانتزاعها من فصائل المعارضة، ويبلغ عدد المهجرين ما يقارب 300 ألف نازح معظمهم لجأ إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.

وتتوخى الفصائل المسلحة الحذر في هذه الأوقات بعد السيطرة على تل رفعت بسبب أي عمليات زرع ألغام، وطالبت الأهالي كذلك بالانتباه لهذا الأمر، بينما يدور الحديث عن نية مجلس دير الزور العسكري التحضير لبدء عملية عسكرية في شرقي الفرات، ضمن تداعيات إسقاط تل رفعت التي تعد الخسارة الأولى لأكثر النقاط المهمة لقوات حماية الشعب الكردية لأنها الخط الدفاعي الأول الذي يفصلها عن مناطق سيطرة القوات النظامية.

وفي تعليق على تطور الأحداث الأخيرة في حلب وإدلب وريف المدينتين، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تظل ملتزمة مهمتها الإنسانية، وتسعى إلى ضمان الوصول إلى جميع المتضررين أينما كانوا على رغم تغير خطوط المهاجمة.

وجاء في بيان صادر لها اليوم "في ظل استمرار الأعمال العدائية، وزيادة أعداد الذين يفرون من العنف، وتذكر جميع الأطراف المعنية بضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية والحفاظ على الخدمات الأساس مثل الصحة والمياه والغذاء والمأوى وضمان وصول المنظمات الإنسانية إلى السكان المتضررين بصورة آمنة وفي الوقت المناسب".

ومن المرجح أن يغير سقوط تل رفعت في خريطة الانتشار وفق ما تحدث به المتابعون للشأن السوري في وقت تفيد المعلومات أن هجمات المعارضة المسلحة بدأت بالفعل مع استهداف القرى الواقعة في ريف منبج الغربي بالتوازي مع سقوط قذائف صاروخية في وقت وسعت العمليات الهجومية من ضرباتها للقرى التابعة لقوات "قسد". وأفاد مجلس منبج في بيان صحافي بتمكن قواته من استهداف وتدمير منصتي إطلاق قذائف كان المهاجمون يحاولون تثبيتها قرب قرية الكريدية، وأسفرت العملية عن قتيلين وتدمير السيارة التي كانت تقلهم.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات