Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تخشى "حماس" الرئيس العائد إلى البيت الأبيض؟

قالت إنها لا تخشى تهديدات ترمب بمعاقبة الشرق الأوسط وأعلنت استعدادها لتبادل الأسرى

غضب ترمب لأجل الرهائن وأمسك هاتفه وكتب تغريدة جاء فيها "إذا لم يُطلق سراحهم فسيكون هناك عقاب شديد" (أ ف ب)

ملخص

عقب تناول ترمب وجبة العشاء مع سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي في ولاية فلوريدا، كتب الرئيس المنتخب تهديده، وحث الجميع على العمل الجاد من أجل إطلاق سراح الرهائن.

بعد تهديد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجحيم في الشرق الأوسط ما لم يُفرج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، ردت "حماس" بطريقتها على هذا الوعيد معلنة أن 33 محتجزاً فقط الذين فارقوا الحياة، وأنها جاهزة لصفقة تبادل، فهل يعني هذا أن الحركة تخشى الرئيس العائد إلى البيت الأبيض؟

عشاء السيدة نتنياهو

عقب تناول ترمب وجبة العشاء مع سارة نتنياهو زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي في ولاية فلوريدا، كتب الرئيس المنتخب تهديده، وحث الجميع على العمل الجاد من أجل إطلاق سراح الرهائن.

تؤكد سارة نتنياهو التي تزور الولايات المتحدة للقاء ابنها الذي يقيم هناك منذ أكثر من عام، أي بعد بدء حرب القطاع، أنها السبب وراء إثارة غضب ترمب وتهديده للشرق الأوسط. مضيفة، "خلال اللقاء أثرت قضية الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، تحدثت مع ترمب عن تفاصيل دقيقة ومهمة، ولاحظت أنه تأثر نفسياً، وحينها أكدت له أنه ليست (حماس) وحدها التي تقف وراء احتجازهم، وشددت على الحاجة الملحة إلى العمل من أجل إطلاق سراحهم وإعادتهم بسرعة".

غضب ترمب لأجل الرهائن وأمسك هاتفه وكتب تغريدة جاء فيها "الجميع يتحدث عن الرهائن الذين يتم احتجازهم بصورة عنيفة وغير إنسانية، وضد إرادة العالم بأسره في الشرق الأوسط، ولكن كل ذلك مجرد كلام بلا أفعال، إذا لم يُطلق سراح الرهائن قبل 20 يناير (كانون الثاني) 2025، وهو التاريخ الذي سأتولى فيه بفخر منصب رئيس الولايات المتحدة، فسيكون هناك عقاب شديد في الشرق الأوسط، ومن يتحملون المسؤولية عن ارتكاب هذه الفظائع ضد الإنسانية سيتعرضون لضربات أشد مما تعرض له أي شخص في التاريخ الطويل للولايات المتحدة، أطلقوا سراح الرهائن الآن".

تفاؤل بحوار القاهرة

لا يرى المراقبون السياسيون أن ترمب أطلق تهديداته نتيجة لقائه السيدة نتنياهو واستعطافها إياه في شأن الرهائن، وإنما جاء ذلك في ظل إبرام الوسطاء محادثات عميقة تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وقد حاول الرئيس المنتخب التأثير في الأطراف سواء الوسطاء أو "حماس" فأطلق وعيده.

فعلياً يجري الوسطاء محادثات مع "حماس" في العاصمة القاهرة بهدف إنهاء الحرب، وتشهد تلك اللقاءات تقدماً إيجابياً، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" أن هناك تفاؤلاً حول إمكانية دفع صفقة مع الحركة الفلسطينية. كما أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنه وصل إلى تفاهمات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر حول إعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول المتخصص في مجال العلوم السياسية المعتصم براوي، "في ظل هذه التطورات بملف غزة أطلق ترمب تهديداته، وأعتقد أنه يحاول الضغط على الوسطاء أكثر، وإثارة مشاعر الخوف لدى إيران باعتبار أنها هي التي تحرك (حماس) في المنطقة وتأمرها بتنفيذ سياساتها".

على أي حال، تعاملت حركة "حماس" مع تهديد ترمب بأسلوب مختلف، إذ بثت فيديو يوضح أنه بسبب الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة قتل أو فقد أثر 33 رهينة، وحذرت من أن العنف والقتال يؤدي إلى قتل مزيد منهم.

من غير الواضح إذا كانت "حماس" هي الأخرى تهدد بأن "الجحيم الأميركي" سيؤدي إلى عرقلة صفقة التبادل وتكون نتيجته مقتل الرهائن، أو أنها جاهزة لصفقة تبادل، فعقب تحذيرها من العنف طلبت الذهاب إلى صفقة وأبدت جهوزيتها لذلك.

يرى براوي أن رسالة "حماس" موجهة إلى الوسطاء الذين يجتمعون مع قياداتها في القاهرة لتبدو كأنها تملك معلومات عن الرهائن ولديها رهائن أحياء يمثلون أوراق قوة، وأنها غير مبالية بالتهديدات.

لإسرائيل لا لـ"حماس"

في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 خطف عناصر "حماس" 251 رهينة من الأراضي الإسرائيلية، وتمكنت إسرائيل من تحرير 150 منهم سواء في صفقة تبادل أو عمليات خاصة، وبقي في غزة 101 رهينة أظهرت "حماس" مقتل 33 منهم وبقاء 68 أحياء.

رداً على ترمب يقول القيادي في الحركة باسم نعيم، "لا نخشى التهديدات، ونحن نبدي مرونة كبيرة في شأن ملف غزة وصفقة الرهائن، وكدنا أن نصل إلى صفقة أكثر من مرة، لكن نتنياهو هدم كل الجهود التي استهدفت التوصل إلى اتفاق، إننا في (حماس) نفهم أن رسالة ترمب موجهة أولاً إلى نتنياهو وحكومته لإنهاء هذه اللعبة القاتلة".

يقول أستاذ العلوم الاستراتيجية عوض الخالدي، إن "تهديد ترمب من حيث الشكل يخالف القانون الأميركي الذي يمنع تدخل الرئيس المنتخب في السياسة الخارجية في الفترة الانتقالية، لكن ترمب يسعى إلى دخول البيت الأبيض بمعادلة (صفر حروب) حتى يتفرغ لصفقاته السياسية، ولهذا يصب التهديد في هذا الاتجاه".

ويضيف، "الهدف من التهديد زيادة الضغط على الدول التي تتعاطى مع (حماس) كقطر وإيران وتركيا للضغط عليها أو التخلي عنها نهائياً، كما أن الوعيد يسعى إلى إنجاح مفاوضات الصفقة الحالية التي يجري جزء كبير منها وراء الكواليس".

ويوضح الخالدي أن "حماس" ترى نفسها بمعزل عن هذا التهديد، لأن ترمب لن يفعل عسكرياً أكثر مما يقوم به نتنياهو في غزة، من ثم فالوعيد يثبت فرضية واحدة هي أن إطالة أمد الحرب في غزة بيد إيران وحدها.

من جانبه يؤكد الباحث السياسي الإسرائيلي رون بن يشاي، أن تهديدات ترمب تهدف إلى تسريع المفاوضات الجارية خلف الكواليس في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، مضيفاً "الرئيس الأميركي المنتخب ليست لديه القدرة العسكرية على تهديد (حماس) مباشرة، لأن إسرائيل تقوم بما يمكن في هذا السياق".

ويضيف، "ترمب لديه سمعة بأنه شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ويمكنه القيام بأشياء غريبة، لكن ليست لدي أي فكرة عما يمكن أن يفعله ولم يفعله الإسرائيليون حتى الآن، ما أود أن أوضحه أن هذا الوعيد جاء ليدفع نحو تسريع وتيرة المفاوضات بين (حماس) والإسرائيليين".

المزيد من تقارير