Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قيود على سفر الجنود الإسرائيليين إلى الخارج خشية اعتقالهم

حركة "30 مارس" تتولى تقديم شكاوى قانونية ضدهم حول العالم بتهم ارتكاب "جرائم حرب وضد الإنسانية"

تتولى حركات عالمية عدة مهمة الملاحقة القانونية للجنود الإسرائيليين حول العالم (رويترز)

ملخص

اشتق اسم حركة "30 مارس" من يوم الأرض الفلسطيني الذي ينظم سنوياً تأكيداً لحق الفلسطينيين في أرضهم.

أصبحت إمكانية اعتقال الجنود الإسرائيليين في عواصم ومدن العالم بتهم ارتكابهم "جرائم حرب" خلال الحرب المتواصلة على قطاع غزة هاجساً يؤرق الحكومة الإسرائيلية التي اتخذت، قبل يومين، مجموعة إجراءات لتقييد سفرهم إلى الخارج، في ظل تصاعد حملة ملاحقتهم بخاصة في المحاكم الأوروبية.

 

حركات عالمية

وتتولى حركات عالمية عدة مهمة الملاحقة القانونية للجنود الإسرائيليين حول العالم، ولا سيما حركة "30 مارس"، ومؤسسة "هند رجب"، وهو ما تسبب في هرب بعض الجنود الإسرائيليين من هولندا وقبرص قبيل اعتقالهم خلال الأيام الماضية.

ورفعت حركة "30 مارس" ومؤسسة "هند رجب" قضايا لدى مكتب العام الهولندي للمطالبة باعتقال ثلاثة جنود إسرائيليين يحملون الجنسية الهولندية بتهمة ارتكابهم "جرائم حرب"، لكن الجنود الثلاثة تمكنوا من الفرار من العاصمة أمستردام قبيل اعتقالهم بمساعدة من السفارة الإسرائيلية لدى هولندا. واضطر جندي إسرائيلي آخر إلى الهرب من قبرص قبيل محاولة اعتقاله قبل يومين بتهم ارتكابه "جرائم حرب" خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

حركة "30 مارس"

وتعمل حركة "30 مارس" على رصد منشورات الجنود الإسرائيليين المتعلقة بمجريات الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي، وما يرتكبونه من "أفعال ترقى لجرائم الحرب". ومع أن تلك المنشورات تخالف القوانين العسكرية الإسرائيلية، لكنها ازدادت خلال الحرب على قطاع غزة، بدعوى "التفاخر والانتقام من الفلسطينيين".

وبعد نشر تلك الصور ومقاطع الفيديو، تعمل الحركة على البحث عن مكان تصويرها والخسائر التي سببتها، وأماكن وقوعها، وذلك قبل وضعها في مذكرة ترفعها إلى مكاتب الادعاء العام حول العالم، بخاصة في أوروبا.

مؤسسة "هند رجب"

وقبل أشهر عدة، تقدمت مؤسسة "هند رجب" التابعة لحركة "30 مارس" بشكوى ضد 1000 جندي إسرائيلي بتهم ارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية" في قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ومع أن تلك القضايا المرفوعة ضد الجنود الإسرائيليين في المحاكم الوطنية أو المحكمة الدولية لم يبت فيها حتى الآن، إلا أن الحركة مصرة على مواصلة عملها.

وبحسب المستشار القانوني للحركة الهولندي من أصل باكستاني هارون رضا فإن "المعركة القانونية ضد الجنود الإسرائيليين ستتواصل حتى تحقيق أهدافها بمساءلتهم، ومحاكمتهم ومعاقبتهم، وإن تأخرت نتائجها"، وقال رضا لـ "اندبندنت عربية" إن "عدم حصول ذلك لا يعني أنه لن يحصل إطلاقاً"، مشدداً على "نجاح الحركة في زرع الخوف بين الجنود الإسرائيليين حول العالم، وبخاصة مزدوجي الجنسية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إجراء احتياط

وفي إجراء احتياط غير مسبوق اتخذ الجيش الإسرائيلي مجموعة إجراءات لتقييد سفر كبار قادته وجنوده إلى خارج إسرائيل خوفاً من تعرضهم للاعتقال على خلفية أوامر من المحكمة الجنائية الدولية أو من محاكم محلية. وتضمنت هذه الإجراءات الطلب من بعض القادة والجنود عدم السفر إلى الخارج، أو الطلب منهم العودة إلى إسرائيل على وجه السرعة، أو مطالبتهم بإزالة صور ومقاطع فيديو منشورة لهم على وسائل التواصل الاجتماعي تدينهم بارتكاب "جرائم حرب" في غزة.

واكتشفت إسرائيل نحو 30 تهديداً قانونياً ضد جنود وضباط شاركوا في الحرب على قطاع غزة، وكان بعضهم يخطط للسفر إلى الخارج، ولذلك فإنها شكلت فريق عمل بين وزارات الدفاع والخارجية والنيابة العسكرية بهدف مواجهة هذه التهديدات، ورصد التغيرات في التشريعات المحلية في مختلف الدول التي قد تؤثر في الجنود الإسرائيليين.

يوم الأرض الفلسطيني

واشتق اسم حركة "30 مارس" من يوم الأرض الفلسطيني الذي ينظم سنوياً تأكيداً لحق الفلسطينيين في أرضهم، ويعود اسم مؤسسة "هند رجب" إلى الطفلة هند التي قتلها الجيش الإسرائيلي، في مطلع العام الحالي، خلال وجودها مع أهلها في مركبة في حي تل الهوى غرب مدينة غزة.

وشدد رضا على "إيمانه القوي بمحاكمة الجنود الإسرائيليين في نهاية المطاف"، وأوضح أن الجنود الثلاثة الذين رفعت الحركة قضية ضدهم، كانوا قد نشروا مقاطع فيديو على حسابهم على منصة "إنستغرام"، وهم يحرقون معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر.

وكانت الحركة طالبت القضاء الهولندي باعتقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال زيارته هولندا في شهر مارس (آذار) الماضي، لكن طلبها رفضه القضاء الهولندي بسبب الحصانة الممنوحة لرؤساء الدول.

بناء جدار حول قطاع غزة

وأوضح رضا أنه بدأ منذ سنة 2009، برفع قضايا ضد وزراء هولنديين وشركات هولندية لمشاركتهم في بناء جدار حول قطاع غزة، إضافة إلى جنود في الجيش الإسرائيلي. وتستند الشكوى ضد 1000 جندي إسرائيلي، وفق رضا، إلى "أدلة من مقاطع مصورة جمعها فريق من حركة (30 مارس) نتيجة تحقيقاته على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت على مدى الأشهر الستة الماضية".

محامون دوليون

وكشف الأمين العام لـ"الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهيد الإسرائيلي" رمزي عودة عن توكيل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية محاميين دوليين لرفع قضايا ضباط إسرائيليين على خلفية تنكليهم وتعذيبهم الأسرى. ووفق عودة فإن القضايا ستكون "فردية وجماعية من الأسرى، وستقدم بالتعاون بين منظمة التحرير الفلسطينية، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية"، وأشار إلى وجود آلاف الجنود الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات أوروبية وأميركية، مشيراً إلى أن ذلك يتيح إمكانية ملاحقتهم في المحاكم الأوروبية والأميركية، لكن عودة اشتكى من أن منع الجيش الإسرائيلي دخول مؤسسات الأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان إلى قطاع غزة يعرقل إمكانية جمع المعلومات والأدلة على ارتكاب الجنود الإسرائيليين "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، واضح أن بعض الجنود الإسرائيليين "يسهمون في تقديم دلائل ومعلومات حول الجرائم التي يرتكبونها عبر نشرهم مقاطع فيديو وصوراً على حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط