Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي يقتحم المجالات الخضراء بالسعودية

شركات عالمية تستهدف الاستثمار في رأس المال البيئي والتقنيات طاولت بحوث التربة والزراعة والمياه

تسعى السعودية إلى تعزيز بعدها الأخضر المستدام عبر إدخال الذكاء الاصطناعي إلى المجالات كافة (اندبندنت عربية)

ملخص

تسعى السعودية إلى تحقيق البعد الأخضر من خلال مجموعة من المبادرات الوطنية والدولية مثل "الرياض الخضراء" و"السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر". ترتكز استراتيجيتها على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الغطاء النباتي، وخفض انبعاثات الكربون، وتحسين إدارة الموارد المائية. كما تشمل الجهود حماية الموائل الطبيعية وتعزيز الالتزام البيئي واستصلاح الأراضي المتدهورة خارج النطاق العمراني وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق الاستدامة البيئية.

تبدو السعودية سوقاً كبيرة جاذبة لكبرى الشركات العالمية للاستثمار في مجال الاستدامة البيئية والتشجير بما يتماشى مع توجهاتها ومبادراتها، ومنها زراعة الأسطح والجدران بالنباتات لما لها من فوائد في تقليل استهلاك الطاقة، وتحسين جودة الهواء، وكذلك توفير مساحات خضراء خارجية جذابة، والمساهمة في توسيع التنوع البيولوجي النباتي في المملكة، كما طاولت الاستثمارات بحوث التربة والتشجير والمياه.

الاستثمار البيئي

وتسعى السعودية إلى تعزيز بعدها الأخضر المستدام عبر إدخال الذكاء الاصطناعي إلى المجالات كافة، ومنها الزراعة والتشجير والتربة والإنتاج النباتي والحيواني وكذلك تنقية المياه وعمليات إعادة تدوير الأخشاب والمنتجات الورقية والبلاستيكية، إلى جانب الاستفادة المثلى من تنوع بيئتها الطبيعية، الذي يجعلها وجهة جاذبة لرأس المال البيئي، ودفع القطاعات المحلية إلى تعزيز استثماراتها الطبيعية.

ويجمع المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير 2024 المقام في المنطقة الخضراء بمؤتمر الدول الأطراف في اتفاق الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP16) في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، عدداً من الشركات العالمية والمحلية المهتمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز البعد الأخضر بالسعودية.

وتطبق السعودية البعد الأخضر عبر عدد من مبادراتها الوطنية والدولية منها "الرياض الخضراء" و"السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر"، وتهدف استراتيجيتها إلى الاستعانة بنظام الذكاء الاصطناعي في زيادة الغطاء النباتي وتقليل انبعاثات الكربون والاستفادة من مصادر المياه، وكذلك حماية الموائل الطبيعية ورفع مستوى الالتزام البيئي، إلى جانب استصلاح الأراضي المتدهورة وخارج النطاق العمراني، وتفعيل المشاركة المجتمعية في الاستدامة البيئية الخضراء.

النحل الذكي

المدير التنفيذي لجمعية نحال التعاونية عبدالإله بن ناصر آل خطيب أشار إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تعظيم الاستفادة من عوائد النحل ومنتجاته، لافتاً إلى استخدام نظارة الواقع الافتراضي لمعايشة ما يدور داخل خلية النحل والتعرف على التحديات التي تواجهها وما تتطلبه لرفع إنتاجيتها من العسل الطبيعي النقي، منوهاً بأهمية التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في عملية إنتاج الغذاء الطبيعي، مؤكداً أن برامج وتقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تحسين عملية تربية النحل وتغذيته ومتابعته وتعظيم إنتاجيته.

وقال آل خطيب، إن الذكاء الاصطناعي ثورة تكنولوجية يمكن أن تؤثر في مختلف جوانب الحياة، لأن تقنياته سيطرت على كثير من الحرف والمهن التقليدية، وأسهمت في تطورها وزيادة دقة احترافيتها ورفع جودة منتجاتها، لافتاً إلى وجود خمسة جوانب تقنية للذكاء الاصطناعي في تربية النحل، وهي مراقبة صحة الخلية والتنبؤ بالإنتاج، وكذلك الحماية من الفيروسات وتحليل سلوك النحل، إلى جانب اكتشاف الأمراض والطفيليات.

 

وتابع الرئيس التنفيذي لجمعية "نحال التعاونية" قائلاً، "يمكن استخدام أجهزة استشعار لجمع بيانات الخلية وتحليلها من طريق الذكاء الاصطناعي، وكذلك التنبؤ بإنتاج العسل بناء على البيانات المناخية وصحة النحل، والعوامل الأخرى المؤثرة في الإنتاج".

وأضاف آل خطيب، "يمكن لأنظمة المراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تحيط بالخلايا التعرف على المفترسات من طريق كاميرات وكاشفات حركة تقوم بتفعيل الإنذارات عند اقتراب المفترسات، مما يتيح للنحال التدخل في الوقت الملائم، وكذلك تحليل سلوكيات النحل مما يساعد في فهم حاجات الخلية".

وشدد الرئيس التنفيذي لجمعية "نحال التعاونية" على أهمية عملية اكتشاف الأمراض والطفيليات، موضحاً أنه "يمكن استخدام تقنية تحليل الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمسح البيئة الداخلية للخلية والكشف المبكر عن الأمراض مثل الفاروا أو الطفيليات الأخرى، ومن طريق استخدام الكاميرات والصور التي تسهل للنحال معرفة النحل المصاب واتخاذ الإجراءات الفورية".

ويعد المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير الذي ينظمه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر منصة للجهات الحكومية والشركات والعلماء والمؤسسات المالية والمنظمات غير الحكومية والجمهور والمجتمعات للتعاون في إيجاد حلول مستدامة من خلال نشر ثقافة التشجير ومكافحة التصحر، انطلاقاً من أهداف الأمم المتحدة الإنمائية.

صحراء خضراء

بدورها، قالت مسؤولة شركة "بريتشارد أند بريتشارد" المتخصصة في تركيب وصيانة البنية التحتية الخضراء، سمية القرني، إن التكنولوجيا الخضراء القائمة على استخدام الذكاء الاصطناعي من شأنها تغيير معالم السعودية من بيئية صحراوية إلى خضراء، فعلى رغم تنوعها البيئي فإنها تفتقد بعض العناصر البيولوجية لعملية الزراعة، وفي الوقت نفسه تمتلك أكثر الأشياء أهمية وهي الطاقة الحيوية ممثلة في وفرة أشعة الشمس طوال العام، وكذلك توافر التقنية المتطورة، إضافة إلى القبول المجتمعي والثقافي للتشجير ونشر والبعد الأخضر في أرجاء البلاد، والتي تمكنها من زراعة أنواع نباتية بخلاف الموجودة في السعودية وكذلك الأزهار البرية المناسبة للمناخ الأوروبي.

وتحدثت القرني عن المعوقات الموجودة في السعودية وأهمها ندرة التربة المناسبة لعدد من النباتات، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهم في عملية خلط البيئة التربة الطبيعية مع مكونات كيماوية، ومنها "الفوم" للوصول إلى تربة مخصبة بالسماء، وكذلك الاستدلال على ألياف صناعية لوضع التربة المخصبة عليها، ومن ثم توزيع عمليات الري، منوهاً بأن الذكاء الاصطناعي يقدم تقارير فورية عن نمو النبتة ومدى وصول الري لها نسب قبولها لتشرب الماء، إلى جانب عمر أزهارها.

 

 

وأشارت سمية القرني إلى أن القالب الواحد به نحو 420 نبتة بتجهيزاتها من التربة وشبكة الري وأجهزة التحكم، ويمكن وضعها على الجدران أو فوق أسطح المنازل، إذ تعد هذه التقنية أحد الحلول المبتكرة للأسطح الخضراء والجدران الحية الصديقة البيئة، التي تهدف إلى تحقيق الاستدامة البيئية للممتلكات التجارية والسكنية.

المياه الرمادية

استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أيضاً طاولت عمليات تنقية المياه واستخدام المرشحات للتعرف على درجة نقائها، ومن الجهات المنتظمة في هذا الأمر مؤسسة مروج لتعزيز الاستدامة البيئية، التي تستخدم جهازاً بصناعة سعودية لإعادة استخدام المياه الرمادية ضمن مشروع المساجد الخضراء، والتي تهدف إلى تحويل المياه المهملة إلى مصدر مستدام لري الأشجار والنباتات.

ويشرح المسؤول عن الجهاز طريقة عمله قائلاً، "تتم معالجة المياه الرمادية عبر وحدة متطورة بسعة 10 أمتار مكعبة، تمر المياه خلالها بمراحل تقنية متقدمة تشمل الفلتر الرملي لإزالة الرواسب، والفلتر الميكروني لتصفية الجزيئات الدقيقة، ثم التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية  (UV)  للقضاء على البكتيريا والفيروسات، وأخيراً مرحلة الترشيح الفائق (Ultra-Filtration) للحصول على مياه نقية صالحة للاستخدام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف المتحدث، "تمتد استخدامات المياه الرمادية المعالجة إلى قطاعات متعددة، إذ يتم توظيفها في الأندية الرياضية لإعادة استخدام مياه المسابح لري المساحات الخضراء المحيطة، وفي المدارس لتشجير ساحاتها وتحويلها إلى بيئات خضراء ملهمة، إضافة إلى المراكز المائية التي تسهم في تعزيز الوعي بأهمية الاستدامة البيئية".

ومن شأن استخدام الجهاز مع توجيهات الذكاء الاصطناعي خلق فعالية وسرعة أداء في إعادة استخدام مياه المساجد، بل ويمثل نموذجاً عملياً للتعامل مع التحديات البيئية بطرق مبتكرة تسهم في تقليل الهدر المائي وتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير