ملخص
شهد الدولار الأميركي ارتفاعات قياسية مقابل عملات الأسواق الناشئة، لكن بصورة عامة انخفضت حصة الدولار في البنوك المركزية كاحتياط نقدي أجنبي على مستوى العالم على مدار الـ23 عاماً الماضية، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي
ما بين الذهب والأسهم والدولار الأميركي وربما العملات المشفرة يتأهب المستثمرون لدخول عام 2025 بقائمة جديدة لمحافظ الاستثمار الأكثر ربحاً واستقراراً.
فبعد المكاسب القياسية والتاريخية التي حققتها "بيتكوين" خلال العام الحالي فرضت العملات المشفرة نفسها على رأس الوجهات المتوقعة للمستثمرين خلال العام المقبل.
وتشير البيانات إلى أن أسواق المال والأسهم سجلت ارتفاعاً تراوح ما بين 0.4 و32 في المئة خلال العام الحالي، وقفزت مؤشرات "وول ستريت" لمستويات قياسية وزاد مؤشر "داو جونز" الأميركي 18 في المئة، وارتفع مؤشر "أس أند بي 500" 26.95 في المئة، وصعد مؤشر "ناسداك" 31.69 في المئة.
وعربياً، ارتفع المؤشر العام للبورصة المصرية 23.5 في المئة ونما مؤشر سوق دبي المالي بأكثر من 18 في المئة، وسجل مؤشر بورصة الكويت ارتفاعاً 4.93 في المئة وارتفع مؤشر بورصة البحرين 2.82 في المئة، وصعد المؤشر الرئيس للسوق السعودي "تاسي" 1.89 في المئة، في حين نما مؤشر سوق مسقط 0.42 في المئة.
المعدن النفيس يقفز 32 في المئة
وفي سوق المعادن، شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً 32.4 في المئة خلال العام الحالي، إذ قفز سعر أوقية الذهب من مستوى 2061 دولار في بداية عام 2024 إلى 2730 دولاراً في الوقت الحالي، بمكاسب بلغت قيمتها 669 دولاراً.
وتترقب الأسواق العالمية مع قرب بداية العام الجديد 2025 التغير في أوجه الاستثمار والأوعية الادخارية المختلفة، ومن أبرزها سعر الذهب العالمي.
ويعد الذهب بالنسبة إلى كثر زينة وخزانة (لحفظ القيمة) ويقبل على شرائه الراغبون في تحقيق مكاسب وأرباح وكذلك المتحوطون من التقلبات الاقتصادية العالمية بالذهب، باعتباره أحد أهم أدوات التحوط.
فيما تشير بعض المراكز البحثية التابعة لبنوك الاستثمار وفي مقدمها "جي بي مورغان" إلى أن توقعات أسعار الذهب عالمياً لعام 2025 تنبئ بصعود جديد، ليكسر مستوى 2700 دولار للأوقية مواصلاً الصعود خلال الربع الأول من العام المقبل، مع ترجيح تخطي سعر الأوقية مستوى 3000 دولار.
وفي المقابل، هناك توقعات في شأن أسعار الذهب العالمية أكثر تشاؤماً وإن كانت لا تستبعد سيناريو الصعود، لكن ترى أن يحقق الذهب الارتفاع لمستوى 3000 دولار للأوقية على المدى الطويل وليس القصير، وربما على مدار الأعوام الخمسة المقبلة، وهو ما أكده خبراء الذهب العالميون.
حصة الدولار الأميركي تتآكل عالمياً
شهد الدولار الأميركي ارتفاعات قياسية مقابل عملات الأسواق الناشئة، لكن بصورة عامة انخفضت حصة الدولار في البنوك المركزية كاحتياط نقدي أجنبي على مستوى العالم على مدار الـ23 عاماً الماضية، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.
وفي تقرير حديث قال المجلس الأطلسي إنه ومع تعمق المواجهات الجيوسياسية من المرجح أن تستمر حصة الدولار داخل الاحتياطات العالمية في الانخفاض خلال المستقبل، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليص الدور المهيمن للدولار والولايات المتحدة في النظام المالي الدولي.
البنوك المركزية تواصل التوسع في شراء الذهب
وبحسب مسح لصندوق النقد الدولي يظهر أحدث تقرير أنه خلال الربع الأول من العام الحالي بلغت حصة الدولار الأميركي نحو 6.77 تريليون دولار، أي 54.8 في المئة من إجمال احتياطات النقد الأجنبي الرسمية البالغة 12.35 تريليون دولار، ويعد هذا انخفاضاً ملحوظاً من حصة الدولار الأميركي البالغة 71 في المئة عام 2001.
وجاء هذا التراجع بسبب جهود البنوك المركزية لتنويع احتياطاتها لتشمل نطاقاً أوسع من العملات، وستكون حصة الدولار الأميركي أقل إذا أدرج الذهب في الاحتياطات العالمية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 زادت البنوك المركزية في العالم مشترياتها من الذهب، في محاولة لإدارة حال عدم اليقين المتزايدة داخل النظام المالي.
وتسارعت وتيرة شراء الذهب بصورة أكبر خلال الأعوام الأخيرة كجزء من الطلب الشعبي المتزايد، ففي عامي 2022 و2023 اشترت البنوك المركزية أكثر من 1000 طن من الذهب سنوياً، أي أكثر من ضعف الحجم السنوي للأعوام الـ10 السابقة.
وتشكل حيازات الذهب مقومة بأسعار السوق نحو 15 في المئة من الاحتياطات العالمية، ونتيجة لذلك تنخفض حصة الدولار في إجمال الاحتياطات العالمية بما في ذلك الذهب إلى 48.2 في المئة بدلاً من 54.8 في المئة من احتياطات النقد الأجنبي العالمية.
العملات المشفرة تقفز 128 في المئة
بالنسبة إلى العملات المشفرة، يشير الإحصاء الذي أعدته "اندبندنت عربية" إلى أنه منذ بداية تداولات العام الحالي وحتى نهاية تعاملات الأسبوع الجاري قفزت القيمة السوقية المجمعة للعملات المشفرة 128 في المئة، رابحة نحو 2076 مليار دولار بعد أن ارتفعت قيمتها السوقية الإجمالية من 1622 مليار دولار في نهاية تعاملات العام الماضي، إلى نحو 3698 مليار دولار خلال الوقت الحالي.
كانت المكاسب الضخمة التي حققتها "بيتكوين" مفاجأة العام الحالي، بعد أن تمكنت العملة الأقوى في سوق المشفرات من تحقيق مكاسب 145.6 في المئة منذ بداية العام رابحة نحو 61302 دولاراً، بعدما ارتفع سعرها من 42103 دولارات في نهاية تعاملات العام الماضي إلى نحو 103405 دولارات خلال التعاملات الأخيرة.
وقفزت قيمتها السوقية المجمعة 146 في المئة مسجلة مكاسب بقيمة 1207.6 مليار دولار، بعدما صعدت قيمتها الإجمالية من مستوى 827 مليار دولار في نهاية عام 2023 إلى مستوى 2034.6 مليار دولار خلال الوقت الحالي، مستحوذة على حصة سوقية 55.08 في المئة من إجمال القيمة السوقية للعملات المشفرة التي يجري التداول عليها، واستحوذت على نحو 58.2 في المئة من إجمال مكاسب السوق منذ بداية العام.
وسجلت عملة "إيثريوم" التي حازت المركز الثاني في قائمة أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية مكاسب تقدر بنحو 71.4 في المئة، رابحة نحو 1627 دولاراً بعدما صعد سعرها من 2276 دولاراً في نهاية عام 2023 إلى 3903 دولارات خلال الوقت الحالي.
وصعدت قيمتها السوقية الإجمالية 71.7 في المئة رابحة نحو 196.4 مليار دولار، بعدما ارتفعت القيمة المجمعة من 273.6 مليار دولار في نهاية تداولات العام الماضي إلى 470 مليار دولار خلال الوقت الحالي.
واستحوذت العملة التي تحمل لقب وصيفة "بيتكوين" على 12.70 في المئة من إجمال السوق، فيما تستحوذ على نحو 9.46 في المئة من إجمال مكاسب سوق "الكريبتو" منذ بداية العام الحالي.