ملخص
تسعى السعودية خلال استضافتها الحدث العالمي إلى المزج بين الرياضة والثقافة العربية الأصيلة بوصفها جزءاً أساساً من تجربة البطولة، ويرى المراقبون في السعودية أن استضافة مونديال 2034 لن يكون مجرد بطولة كروية فحسب، بل هو مهرجان عالمي يبرز الثقافة العالمية.
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اليوم الأربعاء فوز السعودية باستضافة كأس العالم، وذلك خلال اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائية الذي عقد افتراضياً.
وستكون أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم التي ستشهد مشاركة 48 منتخباً في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، بعد إقرار نظامها الجديد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال وقت سابق.
وكانت الرياض سلمت ملف ترشحها بصورة رسمية لاستضافة هذه النسخة من نهائيات كأس العالم خلال يوليو (تموز) الماضي تحت شعار "معاً ننمو"، والذي كشفت فيه خططها الطموحة لاستضافة هذه البطولة الأهم في عالم كرة القدم، من خلال استضافة مباريات المونديال داخل 15 ملعباً موزعة على خمس مدن هي الرياض وجدة والخبر وأبها وكذلك مدينة نيوم، إضافة إلى 10 مواقع استضافة أخرى.
وحصل الملف السعودي على التقييم الأعلى في تاريخ المنافسة على استضافة كأس العالم 2034 بتقيم 419.8 من 500، بينما حصل ملف استضافة كأس العالم 2026 في أميركا وكندا والمكسيك على 402 نقطة من 500، وحصل ملف استضافة كأس العالم 2030 في إسبانيا والبرتغال والمغرب على 416.8.
وتسعى السعودية خلال استضافتها الحدث العالمي إلى المزج بين الرياضة والثقافة العربية الأصيلة بوصفها جزءاً أساساً من تجربة البطولة، ويرى المراقبون في السعودية أن استضافة مونديال 2034 لن يكون مجرد بطولة كروية فحسب، بل هو مهرجان عالمي يبرز الثقافة العالمية.
الحفاوة والضيافة
وتداول السعوديون عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان فوز بلادهم باستضافة كأس العالم 2034 عبارة "أهلاً بالعالم" كرسالة ترحيبيه بالشعوب بكل تنوعتها وثقافاتها على أرضها، لتعبير عن أصالة الضيافة السعودية والتي تفتح أبوابها لكل شعوب العالم.
وتعد الضيافة من القيم الأصيلة في الجزيرة العربية وتميز السعوديون بها، بل ويراهنون عليها لاستقبال زوار كأس العالم 2034، حتى إنها أكثر ما لفت انتباه السياح الأجانب أثناء زيارتهم السعودية، فحين قام وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب بجولة الشهر الماضي في مدينة العلا (شمال غربي السعودية) صادف عدداً من السياح وسألهم عن أكثر شيء لفت نظرهم في السعودية فكانت إجابتهم "الحفاوة والضيافة".
وفي سياق متصل، قال سفير دولة قطر لدى السعودية بندر العطية "متحمسون لبلوغ ذلك المحفل الذي سيقدم بلا شك تجربة لن تنسى، وسيقف العالم أجمع على حجم ما تمتلكه المملكة والمنطقة من إرث حضاري وثقافي زاخر وعريق، لا سيما على صعيد التقاليد الراسخة ذات العلاقة بكرم الضيافة وطيب الحفاوة" وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".
وفي إطار ذلك، كشف البلد المنظم في ملف استضافته لمونديال 2034 عن توفير أكثر من 230 ألف وحدة فندقية ستكون متاحة بأسعار مختلفة، تراوح ما بين خيارات الإقامة منخفضة الكلفة إلى خيارات الإقامة الفاخرة، إضافة إلى تذوق أشهى المأكولات المحلية والقهوة السعودية التقليدية والتمور، إلى جانب استكشاف كثبانها الرملية والجبال العالية وشواطئها، واستكشاف الجماهير أبرز معالم البلاد بدءاً من المواقع التراثية المدرجة على قائمة اليونيسكو ومواقع التراث العالمي إلى الحفلات الموسيقية، وتجربة الضيافة السعودية الفريدة.
وبدوره أوضح رئيس وحدة الترشح لاستضافة كأس العالم 2034 في الاتحاد السعودي لكرة القدم حماد البلوي خلال حديث سابق مع "اندبندنت عربية"، أن التحديات التي واجهوها في إعداد ملف الترشح استطاعوا حلها بالتكاتف مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، مبيناً أن الشروط الذي وضعها "فيفا" كانت في مختلف القطاعات وحرص القائمون على الملف على تلبيتها وخصصوا مرافق لخدمة البطولة، إذ كانت خدمة قطاع الرياضة وكرة القدم هماً يشغل الجميع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف البلوي "نتطلع لاستقبال الجماهير من مختلف دول العالم"، موضحاً أنهم وضعوا خطة لتسهيل تنقل الجماهير بين المدن بتطوير البنية التحتية وتوفير السكك الحديد ووسائل النقل العام لتربط بين المدن، ونوه بأن التنقل بين أبعد مدينتين أي الخبر ونيوم يستغرق نحو ساعتين بالطائرة.
التجربة الاسثنائية
وتستعد السعودية إلى تقديم تجربة استثنائية لجماهير المستديرة وهو ما راهنت عليه في ملف استضافتها لكأس العالم، التي ستكون أول نسخة من المونديال تشهد 48 منتخباً تنظمها دولة واحدة، مما يتيح الفرصة للمشجعين للاستمتاع ببطولة احتفالية مميزة.
وكشفت السعودية في ملفها عن تمكن المشجعين من حضور عدة مباريات بسهولة خلال يوم واحد، عبر خمس مدن مستضيفة بفضل تنوع ووفرة خيارات الإقامة ونظام التنقل المتكامل، مما يضمن لهم الاستمتاع بتجربة كروية مليئة بالحماسة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "واس" تصريحات النجم الجزائري المحترف في الأهلي السعودي رياض محرز الذي أكد أن استضافة السعودية لكأس العالم 2034 تمثل فرصة رائعة، ليشهد العالم طيبة وحسن ضيافة الشعب السعودي، وأضاف "لا أعتقد أن الناس يدركون حجم الشغف الكبير بكرة القدم في السعودية، هناك عديد من الأندية الكبيرة بقاعدة جماهيرية ضخمة. ولن تستطيع تخيل جمال السعودية حتى تأتي هنا وترى بنفسك".
وقال النجم الفرنسي لاعب نادي الاتحاد كريم بنزيما إن السعودية ستكون جاهزة ومستعدة لاستضافة كأس العالم 2034، مضيفاً أن الدولة مثيرة للاكتشاف وتقوم بعديد من الفعاليات والرياضات، مبدياً إعجابه بالشعب السعودي المضياف والمرحب بصورة كبيرة، واصفاً شعوره حيال ذلك بالعظيم، بحسب "واس".
مهرجان المشجعين
ويرى مراقبون أن المهرجانات الثقافية المرافقة للبطولة ستكون وسيلة رئيسة لتبادل الثقافات وتعريف العالم جوانب متعددة من الثقافة السعودية، ومن المنتظر أن تشمل هذه المهرجانات عروضاً فنية تقليدية، مثل العرضة السعودية ورقصات الفلكلور الشعبية، وتعد مواقع مهرجان المشجعين في كل مدينة مستضيفة بمثابة وجهات مثالية لتنظيمها.
وطرح ملف الترشح موقعين داخل كل مدينة كمنطقة مخصصة للجماهير تتيح لهم تشجيع منتخباتهم وإظهار شغفهم تجاه كرة القدم، ومشاركة أجمل اللحظات الاحتفالية وستكون على مسافة قريبة من أماكن الإقامة، مع إمكانية الوصول إليهما بسهولة باستخدام وسائل النقل العام.
الهوية البصرية
ووضعت السعودية الثقافة والتراث في الهوية الرسمية الخاصة بملف استضافة كأس العالم 2034 التي أطلقها الاتحاد السعودي لكرة القدم، وعكست تصاميم الهوية البصرية جوهر التراث الثقافي للبلاد ومجتمعها الذي صمم من عدة أشرطة ملونة ومزينة بعديد من الرموز المتعلقة برياضة كرة القدم.
ويحاكي الشعار التراث الثقافي والمناظر الطبيعية في صورة الخريطة الجغرافية للبلاد، وتحمل في تصميمها خمسة ألوان مختلفة ترمز إلى عدد المدن المستضيفة للبطولة، وتعكس التنوع الكبير الذي يتميز به المجتمع السعودي والتضاريس المتنوعة، ويجسد اللون البرتقالي الكرم والأصالة ويعكس اللون الأخضر الواحات الخضراء، واللون الأحمر المستوحى من الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، ولون الخزامى الذي يعكس ألوان زهرة الخزامى، وهو اللون الذي اتخذته البلاد في بروتوكولاتها الرسمية، ويمثل اللون الأصفر أحلام الشعب السعودي وطموحاته نحو مستقبل مشرق.
ملاعب المونديال
ووفق الخطة المعلن عنها فإن البطولة ستنظم في خمس مدن رئيسة، هي العاصمة الرياض التي ستستضيف 50 في المئة من المباريات وكذلك مدن جدة والخبر وأبها، إضافة إلى نيوم مدينة المستقبل التي تمثل أحد أهم مشاريع "رؤية السعودية 2030" الطموحة.
وكشفت الخطة عن الشروع في بناء 11 ملعباً جديداً بالكامل لإحياء تظاهرات الحدث العالمي، على أن تضم الرياض ثمانية منها، بما فيها استاد الملك سلمان الجديد الذي سيستضيف المباراتين الافتتاحية والنهائية للبطولة بسعة جماهيرية تبلغ 92 ألف مقعد، وكان لافتاً تصميم ملعب ينتظر أن تضمه "نيوم" بارتفاع يزيد على 350 متراً ضمن هيكل مدينة "ذا لاين" وبسعة جماهيرية تبلغ 46 ألف مقعد.