ملخص
في حين نجح بعض المطربين العرب في تجربتهم الإنتاجية من خلال تأسيسهم شركات مستقلة تتولى صناعة ألبوماتهم من الأف إلى الياء تبدو محاولات أخرى للتخلص من فكرة الحصرية والاحتكار متعثرة تماماً.
على عكس نجوم الزمن الماضي، يتأخر مشاهير الغناء العربي في هذا العصر كثيراً في اتخاذ خطوة الإنتاج لأنفسهم، ولا يقدمون على هذه الخطوة إلا بعد أن يكون في رصيدهم عدد لا بأس به من الأزمات وسجلات القضايا مع الشركات التي يتعاونون معها، أو قد تنقلوا بالفعل بين أكثر من مؤسسة في محاولات لخلق التوازن بين رغباتهم الفنية في تقديم أغنيات بمواصفات بعينها وفق خطة دعائية تلائم أفكارهم وتطرح في توقيتات يرضون عنها، وأيضاً سعيهم إلى الحصول على عائد مادي مجزٍ، وبين متطلبات الشركات كمؤسسات ربحية تطمح لتقديم منتج يعجب الجمهور ويجلب المال الذي يضمن لهم الثبات في هذه السوق الصعبة.
دوماً ما يكرر النجوم الذين يلجأون إلى هذا القرار عبارات مثل الرغبة في الابتعاد من الاحتكار والتخلص من السيطرة والشروط المالية أو الفنية التي يجدونها غير عادلة، والسعي نحو تقديم تجربة تشبع شغفهم الموسيقي، ولكن هل هم بالفعل يصمدون أم يتعثرون وتبدو مغامرتهم غير محسوبة ويجدون أنفسهم مطالبين بالتركيز على جوانب إدارية مهلكة بدلاً من التفرغ لموهبتهم الغنائية؟، وهل جميع تجارب شركات الإنتاج سلبية إلى هذا الحد أم أن سبب الأزمات والاتهامات يعود دوماً لعدم الدقة في اختيار المؤسسة التي تتلاءم مع طبيعة موهبة كل منهم؟.
محاولات متأخرة
ارتبطت شركة مثل "صوت الفن" باسمي محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، وكذلك "مصر فون" باسم محمد فوزي، وكانوا جميعاً لا يزالون في مقتبل حياتهم الفنية، فعبدالوهاب أسس الشركة وهو في العشرينيات من عمره، واقترنت مؤسسته بإنتاج أعمال غنائية مهمة له ولزملائه إضافة إلى تقديم أفلام سينمائية بارزة، لكن على رغم الشكاوى المتكررة من مشاهير الغناء من الأجيال التالية مما يسمونه احتكاراً يتأخرون كثيراً في تأسيس شركاتهم الخاصة ولا يقدمون على هذا القرار تقريباً إلا بعد عقود طويلة من احتراف المجال والتيقن من شعبيتهم وكذلك تحقيق الأمان المادي والسند الجماهيري الذي يقلص مساحات القلق تجاه رأس المال الذي يضعونه في هذه التجربة، وربما تبدو أنغام أحدث من أقدموا على تلك الخطوة بعد نحو 40 عاماً من احترافها الغناء.
فالمطربة المصرية أنغام التي تغني باحتراف منذ الطفولة والمنحدرة من أسرة فنية، فوالدها هو الموسيقار محمد علي سليمان وعمها المطرب الراحل عماد عبدالحليم، تعاونت مع شركات كبرى في مجالات الإنتاج والتوزيع لألبوماتها وحققت نجاحات مدوية، قررت بعد أربعة عقود أن تؤسس شركة أخيراً تقدم من خلالها رؤيتها الفنية متكاملة بلا أية ضغوط.
ففي نهاية يوليو (تموز) الماضي، طرحت أنغام ألبوماً يتضمن 12 أغنية بعنوان "تيجي نسيب"، واللافت أن اسم الشركة الوليدة هو "صوت مصر" اللقب الذي شهد تنازعاً خاصاً بينها وشيرين عبدالوهاب لتحسم نجمة "إلا أنا وشنطة سفر وسيدي وصالك" المسألة بطريقتها، وتحقق هدفاً مزدوجاً. صحيح أن أنغام لم تدخل في خلافات حادة مع الجهات الإنتاجية التي تتعاون معها، لكنها على ما يبدو وجدت أن الوقت قد حان لتصبح هي نفسها المؤسسة.
"ثقافة" عمرو دياب الفنية
بالطبع من المبكر للغاية الحكم على تجربة أنغام التي لا تزال في مهدها، ولكن في المقابل فإن تجربة عمرو دياب مع تأسيس شركات الإنتاج الموسيقي تبدو أكثر نضوجاً، إذ أسس المغني الذي يلقبه جمهوره بـ"الهضبة" شركته "ناي" قبل نحو ثمانية أعوام لتتولى إدارة أعماله وتنظم حفلاته والإشراف على تعاقداته، وأيضاً إنتاج ألبوماته التي بدأها بـ"أحلى وأحلى" وأتبعها بتجارب أخرى وجدت صدى ما بين الأعمال المنفردة والألبومات.
وقبل ذلك كان عمرو دياب خاض صراعاً قضائياً مع شركة "روتانا" التي قدم معها ثمانية ألبومات مهمة في مشواره، ودبت الخلافات بينهما فقرر الفنان المصري الذي بدأ مسيرته مطلع ثمانينيات القرن الـ20 مع شركة "صوت الدلتا" ثم "عالم الفن" التي تغير اسمها إلى "مزيكا"، وشهدت نجاحات فنية كبرى، وبعدها انفصل عنها أيضاً بعد نزاع قانوني، وأخيراً قرر تأسيس شركته.
على مدى الأعوام، كانت شركة دياب يروج لها لتثبت مكانتها في السوق الاحترافية، ولكن بالطبع كانت هناك ضغوط عليها لأنه لا يقوم بدور المدير لموهبته فقط كما اعتاد وإنما تدخلت في المعادلة صناعة أخرى كاملة، وهي الإنتاج، وعلى ما يبدو أنه قرر أن يتوقف لبعض الوقت وأخذ خطوة مختلفة، بتعاقده الذي أعلن عنه أخيراً مع شركة "سوني" العالمية التي ستعيد طرح جزء من أرشيفه على المستويين المحلي والعالمي، مما قد يضمن وصول ثقافته الموسيقية إلى شرائح أكبر وأكثر تنوعاً، إضافة إلى إنتاج ثلاثة ألبومات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم عدم وضوح تفاصيل كثيرة أخرى عن التعاقد خصوصاً في ما يتعلق بإمكان إعادة طرح أعمال عمرو دياب على "يوتيوب" وهو المطلب الذي لا يمل جمهوره من ترديده، وكذلك مصير شركة "ناي" بصورة نهائية، أثبت "الهضبة" قدرته على اقتناص الخيارات الأكثر توافقاً مع مشواره ومع رؤيته الفنية كواحد من أكثر نجوم جيل الوسط نجاحاً واستمرارية.
هنا يعتقد الناقد الموسيقي أشرف عبدالمنعم بأن هذه الخطوة في مسيرة عمرو دياب تتسق تماماً مع طريقته المعهودة في التقاط ما يناسبه، مضيفاً أن ذكاءه المعهود جعله يتراجع عن قرار احتراف الإنتاج ويلجأ إلى شركة كبيرة، فهذا أفضل كثيراً له.
وقال عبدالمنعم، "مهنة الإنتاج مستقلة تماماً، لها أسرارها وفكرها وليس معنى أن المغني ناجح فإنه يمكنه بسهولة أن يستمر في الإنتاج من دون خسائر سواء مادية أو استنزاف من وقته وتركيزه في مهنته، فالتفرغ لإدارة الموهبة الفنية في حد ذاته بحاجة إلى مجهود ضخم، وقد تعطله فكرة الالتزام بتأسيس وإدارة مشروع آخر مثل كيان إنتاجي له متطلباته الكبيرة".
تسرع ومغامرة
أما محاولات شيرين عبدالوهاب التخلص مما تعتبره احتكاراً لموهبتها وصوتها وتقييداً لخياراتها الفنية التي تسعى إليها، فرافقتها منذ نحو 20 عاماً. وأزمة شيرين الأولى كانت مع مكتشفها المنتج نصر محروس عام 2007، حينها قررت فسخ تعاقدها مع شركته "فري ميوزيك" بسبب خلافات على النسبة المالية التي تحصل عليها الشركة من ألبوماتها وحفلاتها.
بعد أن تدخلت جهات عدة في النهاية، اضطرت شيرين إلى دفع الشرط الجزائي، وبعدها تعاقدت مع شركة "روتانا" ثم "نجوم ريكورد" وبعد خلاف قانوني واتهامات متبادلة، وفترة من التخبط وتجارب الإنتاج المستقل، عادت شيرين لـ"روتانا" مرة أخرى عام 2018 لكن تصاعدت الخلافات بينهما مجدداً، وكأن التاريخ يعيد نفسه معها.
بعدها قررت شيرين فسخ العقد من جهتها، ووصل الأمر إلى القضاء، وترى أنها بالفعل أنهت علاقتها مع المؤسسة الكبرى بالقانون ودفعت شرطاً جزائياً قيمته ثمانية ملايين جنيه مصري (157 ألف دولار)، إلا أن الشركة تعتبر أن هذا المبلغ مقابل إخلالها بأحد بنود التعاقد فقط ولا يعطيها الحق في التنصل من العقد بكامله.
وفي حين لا تزال النزاعات بينهما في المحاكم، طرحت شيرين عبدالوهاب سبع أغنيات كان من المفترض أن يتضمنها ألبومها مع "روتانا"، إلا أن الشركة نجحت في حذفهم من المنصات الرسمية وفقاً للقانون لأنها تمتلك حقوقها، لتلجأ شيرين إلى بث الأغنيات عبر تطبيق "تيليغرام" باعتباره الأقل خضوعاً للرقابة، فلم يستفد أي طرف مادياً من جراء هذا التصرف.
ووجد الشعراء والملحنون الذين تعاونوا مع المطربة المصرية أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه لأنهم بالطبع يرفضون تجاوز القانون في مسألة حقوق الملكية، ونادوا كثيراً بوضع الأمور في نطاقها الصحيح وعدم تداول أعمالهم إلا عبر المنصات القانونية، ومن جهة أخرى لا يريدون خسارة علاقتهم بفنانة تمتلك شعبية كبيرة، وهي الحيرة التي بدت واضحة في تعليق الملحن والشاعر عزيز الشافعي الذي ظهر في فيديو عبر الـ"سوشيال ميديا"، ليعبر عن شعوره المتضارب بين سعادته لنجاح أعماله بصوت شيرين وحزنه لعدم تمكن المغنية من حل خلافها مع الشركة، كما قال إنها ربما تسرعت في قرارها بطرح الأعمال بعيداً من مظلة "روتانا" الرسمية.
شيرين عبدالوهاب التي امتلكت بعض حقوق ألبوماتها وكانت تسعى إلى أن تكون منتجة نفسها، ولم تستكمل تجربتها، يصفها الناقد الموسيقي أشرف عبدالمنعم بـ"الصوت الباهر غير المعهود" الخاص جداً الذي له دفء نادر، ولكنه مع ذلك يرى أنها لا تعرف ما هي حدود اللعبة، ولهذا تتعثر كثيراً وتخرج عن الخط وتنشغل بأمور بعيدة من فنها وتتعطل مراراً بسبب أزماتها المتكررة مع الشركات أو الخاصة بتصريحاتها، مذكراً بتجاربها أيضاً في لجان تحكيم برامج المواهب والتقديم التلفزيوني والتمثيل.
وأشار إلى أن كثيرين يعتقدون بأن الإنتاج الذي يعتبر مجالاً كبيراً يحتاج إلى خبرات متراكمة وسنوات عمل طويلة وجهود عناصر مختلفة، يمكن احترافه بسهولة، ومثلهم أيضاً نجوم التمثيل الذين يتدخلون في الإخراج وكتابة السيناريو وحتى الإنتاج بعد أن يحققوا بعض الشهرة، بل من بينهم من يحترفون أصلاً تلك المهن مستندين إلى نجوميتهم.
منظومة متعثرة
أما في ما يتعلق بوجود تجارب إنتاجية لامعة لمشاهير الموسيقى العربية في عصرها الذهبي، فيرى عبدالمنعم أن قديماً كانت الساحة محدودة للغاية، سواء في ما يتعلق بجهات الإنتاج أو العرض، بالتالي بعض هذه التجارب الإنتاجية كانت ضرورية، وخدمت أصحابها بالفعل ممن لديهم رؤية واضحة وذكية، لكن المستشار الإعلامي لشركة "مزيكا" (عالم الفن سابقاً) علي عبدالفتاح أوضح أن هذا العصر أيضاً أصبحت به ندرة واضحة في شركات الإنتاج، مشيراً إلى أن بعض نجوم الطرب قد يلجأون إلى اتخاذ قرار الإنتاج لهذا السبب.
وذكر عبدالفتاح الذي لديه باعٌ طويل في العمل بمجال الإنتاج الفني واقترب بقوة من كواليس صناعة الموسيقى في الشرق الأوسط ووجود في المراحل التحضيرية لألبومات تاريخية لكبار مشاهير الغناء، "في التسعينيات وصل عدد شركات الإنتاج والتوزيع الموسيقي في المنطقة إلى نحو 250 شركة والآن لا يتعدى عددهم الثماني شركات، وهذا التراجع بدأ تدريجاً مع ظهور قرصنة الألبومات من دون رادع، بالتالي هناك مؤسسات أفلست وأغلقت أبوابها، وأخرى باعت أرشيفها لمحاولة الاستفادة مادياً وتعويض نزيف الخسائر".
وشدد على أن بعض المطربين قد يتخذون قرار الإنتاج لأنفسهم بصورة متسرعة، معتقدين بأن تحقيق النجاح سهل، في حين أن إنتاج أغنية واحدة يعتبر مكلفاً بسبب تداخل وتعقيدات العملية الإنتاجية، كما أن بعضهم يظن أن عوائد الديجيتال تكون سريعة ومضمونة والحقيقة أن البث الإلكتروني لا يغطي كلف الإنتاج إلا بعد أن تتجاوز المشاهدات الملايين، وهي أمور صعب أن تتحقق إلا لأسماء بعينها.
فن الإدارة
هذه التعقيدات تجعل نجوم هذا الجيل حينما يعلنون أنهم ضاقوا ذرعاً بفرض شروط معينة عليهم، يبدون مترددين للغاية في خوض تجربة الإنتاج، وإذا فعلوها فهم يقصرون الأمر على أعمالهم الخاصة، من دون التفكير في توسيع مشاريعهم لتشمل زملاء آخرين بالمجال ويكتفون بامتلاك حقوق أعمالهم هم فقط، بعد أن عانوا لسنوات عدم إمكانهم التصرف في ما يقدمونه من أغنيات بسبب بنود التعاقدات القاسية التي تسيطر على المنظومة، بخاصة عندما يوقعون على عقود طويلة الأمد.
ويصل كثير من المطربين إلى تلك المرحلة بعد كثير من الصراعات، فمثلاً إليسا التي على رغم شكواها المستمرة من فكرة الاستحواذ على أعمالها وقناتها عبر "يوتيوب" والخلافات العميقة في وجهات النظر بينها وشركة "روتانا"، أقدمت على الإنتاج لنفسها قبل أشهر قليلة ألبوم "أنا سكتين" بعد أن تأثرت نفسياً بشدة لدرجة الاعتزال الذي تراجعت عنه لاحقاً، أسندت مهمة توزيع الألبوم إلى الشركة ذاتها باعتبارها الأكبر في الوطن العربي حالياً والأكثر استمرارية وسطوعاً. وعلى ما يبدو أن الإنهاك الذي يعتري النجم من متابعة العمليات الإنتاجية والاتفاقات والحملات الدعائية والإعلانات وإدارة خطط الترويج تجعله غير قادر على أن يقوم بالمهمة لأحد آخر.
ومن هنا تأتي شركات إنتاج النجوم حصرية لهم، وفي حين هناك نماذج تبدو مستقرة مع فكرة الإنتاج الشخصي بعيداً من سيطرة آخرين منذ سنوات طويلة مثل تامر حسني وسميرة سعيد وكارول سماحة ونانسي عجرم. وتتولى نانسي تلك المهمة منذ بدايتها بمساعدة مدير أعمالها جي جي لامارا، إذ رفضت فكرة الحصرية والاحتكار، وابتعدت من استنزاف طاقتها في سلبيات وسجالات.
بصمة واحتراف وصناعة
يرى المستشار الإعلامي علي عبدالفتاح أن بصمة الشركات المتخصصة في التجربة الفنية للمطرب تسهم في صناعة نجوميته وشخصيته الطربية، فهناك عناصر كثيرة تتحكم في المنظومة ربما لا تتوافر للفنان نفسه، فالمؤسسة المحترفة لديها رؤية والعاملين بها يجتهدون ويستعملون خبراتهم لتقديم حال ملائمة لكل فنان، مشيراً إلى أن بعض الألبومات يستغرق تحضيرها سنوات، وقد يسجل النجم 50 أغنية ويقع الاختيار في النهاية على 10 فقط تطرح للجمهور.
ونبه إلى أن "المنتج الواعي والذي لديه ثقافة موسيقية وفنية، ومعرفة بالجماهير يساعد المطرب المتعاقد معه على النجاح من خلال أغنيات تعيش في الوجدان، بعكس ما يحدث هذه الأيام فلا يتعدى النجاح أسابيع الترند القليلة وكأن الأغنية صنعت للـ"سوشيال ميديا" فقط، أو من صنعها مجرد هواة وتنتهي تأثيراتها وبريقها بعد وقت قصير مقارنة بأغنيات قدمها المطرب نفسه منذ عقود، وفي ما يتعلق بعواقب ما يسميه المشاهير احتكار لصوتهم ولأعمالهم وحتى لطريقتهم في الاختيار.
وأخيراً يرى أن من إيجابياتها أن المنتج يكون حريصاً للغاية على أمواله، بالتالي يكون دقيقاً للغاية في كل عمل يجمعه بالنجم، كي لا يخسر، والسلبيات تكون فقط في حال التعاقدات طويلة الأمد التي تصل إلى 10 سنوات وربما أكثر، بخلاف ذلك فالعقود التي لا تتجاوز مدتها الثلاث سنوات تكون مفيدة للطرفين، إذ يشعر المطرب بالأمان وتضمن للمنتج الحصرية والربح، وبعد انتهاء المدة يمكن للمغني المطالبة بتعديل بعض الشروط التي لم تكُن مريحة إذا رغب في التجديد للوصول إلى حل وسط.