ملخص
استقبل مانشستر سيتي الآن 25 هدفاً في آخر 11 مباراة خاضها، وفاز بمباراة واحدة فقط، وكان ينبغي أن تكون مباراتين، لكن غوارديولا أكد أنه لم يعد يشعر باليقين.
إذا كانت مسابقة للعثور على النادي الأكثر اضطراباً على طريق مانشستر الدائري السريع "أم 60" لكان مانشستر سيتي الفائز بالديربي، لكن في كل النواحي الأخرى كان يوماً كارثياً آخر بالنسبة إليهم.
بقدرة عالية على انتزاع الهزيمة من بين فكي النصر، منحوا لأول مباراة "ديربي" يقودها مدرب مانشستر يونايتد الجديد روبن أموريم نهاية سعيدة بصورة غير متوقعة، في يوم اتخذ فيه أموريم موقفاً حاسماً باستبعاد ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو، حفر الجناح السريع الذي اختاره أموريم، أماد ديالو، اسمه في تاريخ هذه المواجهة التاريخية، إذ أظهر السرعة التي يفتقر إليها فريق بيب غوارديولا المتهالك، وأولاً فاز بركلة جزاء، ثم سجل هدفاً حاسماً درامياً، وقال أموريم "لدينا وقت فيرغسون وحدث شيء سحري".
لكن بالنسبة إلى مانشستر سيتي، كان استسلاماً آخر، وانهياراً آخر، وبعد أن سجل فينورد ثلاثة أهداف في 15 دقيقة على ملعب "الاتحاد" في دوري أبطال أوروبا، جاء هدفان لمانشستر يونايتد في ثلاث دقائق، وقال غوارديولا "بعد تقدمنا بثلاثة أهداف من دون رد على فينورد، كان يتعين علينا الفوز في تلك المباراة، واليوم يتعين علينا الفوز بالمباراة". لكنه لم يفز، وكرر فريقه الذي خسر تقدمه أمام سبورتنغ لشبونة بقيادة أموريم الشهر الماضي الإنجاز السلبي نفسه ضد مانشستر يونايتد، ولكن على أرضه، وفي وقت أقرب للنهاية، ووسط محنة أكبر.
كانت الهزيمة الثامنة في 11 مباراة للمدرب الذي كان مرادفاً للفوز، وجاءت نهاية المباراة وسط هتافات باتت مألوفة لغوارديولا من بعض جماهير مانشستر يونايتد "ستقال في الصباح".
وكان غوارديولا أظهر رد فعله الميلودرامي عندما تسبب ماتيوس نونيز في ركلة الجزاء التي سددها برونو فيرنانديز، وأبرزت مخاوف المدرب الإسباني في شأن هشاشة فريقه الذي خسر مرة أخرى عن استحقاق.
وأضاف غوارديولا "لا يمكننا الدفاع عن ذلك، الأمر لا يتعلق بهذا اللاعب أو ذاك، لقد أهدرنا أهدافاً وهذا خطأنا"، لكن لاعب وسط مانشستر سيتي برناردو سيلفا كان أكثر صراحة، وقال "قرارات غبية في الدقيقة الأخيرة، لقد لعبنا وكأننا فريق تحت 15 عاماً".
الآن يمكن أن تبدأ تحقيقات سيتي بتلك الدقائق القليلة المجنونة، فبعد غياب راشفورد وغارناتشو، بدا أماد هو التهديد الرئيس - وربما الوحيد - من جانب مانشستر يونايتد، وقد تصدى له إيدرسون بصورة رائعة بعد مرور ساعة، حين سدد كرة رأسية من داخل منطقة الجزاء في حضور ثلاثة مدافعين كبار كانوا يحيطون به، واضطر غوارديولا إلى إسناد مهمة إيقافه إلى لاعب الوسط نونيز، الذي يعد أحد لاعبيه السريعين القلائل، وبعد مرور 85 دقيقة لعب بدا الأمر وكأنه حيلة ناجحة، ثم انقلب كل شيء وتمت مكافأة أماد على صبره واستعداده لمطاردة أي شيء وكل شيء، إذ اعترض تمريرة خلفية سيئة من نونيز، وبينما اندفع البرتغالي إلى منطقة الجزاء في محاولة لتصحيح الخطأ، جعل الأمور أسوأ بالنسبة إلى مانشستر سيتي، إذ ارتكب خطأ ضد الإيفواري لتحتسب ركلة جزاء تغلب خلالها فيرنانديز على الحارس إيدرسون، وقال غوارديولا "الآن لدينا الشعور أنه بخطأ واحد سنستقبل هدفاً".
ومن منظور السيتي، ربما كان الفائز أسوأ، إذ سدد ليساندرو مارتينيز كرة طويلة إلى الأمام، فتعرض دفاع السيتي للشلل الموقت بسبب التردد، بينما اندفع أماد من الخلف، واستمرت الأوقات المؤلمة لإيدرسون حين سقطت الكرة أمام أماد فمررها من أعلى الحارس البرازيلي، وكانت لمسته الثانية هي التي وضعت الكرة في الشباك من زاوية حادة معلنة الهدف الثاني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقد كان هذا تحولاً غير عادي، إذ مدد سيتي فترة الهزيمة أمام يونايتد التي بدأت مع إريك تن هاغ في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، كما أنقذوا حقبة أموريم الذي كان على وشك التعرض لهزيمة ثالثة على التوالي في الدوري الإنجليزي.
وأظهر المدرب البالغ من العمر 39 سنة شجاعة في اختياره للاعبيه، إذ استبعد راشفورد وغارناتشو تماماً، وأصر على أن "الأمر لم يكن تأديبياً"، وليس طويل الأمد، وزعم "الأسبوع المقبل، المباراة القادمة، حياة جديدة، إنهم يقاتلون من أجل مراكزهم"، ومع ذلك فقد ترك أموريم نفسه في ورطة الافتقار لخيارات هجومية وازداد الأمر سوءاً عندما أصيب ماسون ماونت، ويبدو أن فكرة خطرت في ذهنه بأن يضحي بمباراة لمحاولة فرض معاييره، لكن بدلاً من ذلك حصل على التبرير الغني لموقفه بالفوز.
يمكن القول إن يونايتد استحق ذلك، إذ صنعوا أفضل فرصة في المباراة عندما سدد فيرنانديز كرة عرضية بعد أن تعاون نصير مزراوي وراسموس هويلوند لاختراق دفاع السيتي، ومع ذلك كانت مباراة خالية من الفرص منخفضة الجودة، وحتى عندما تقدم بدا السيتي ظلاً لفريقه المنتصر، يفتقر إلى السلاسة، مع فضول الفريق إذ حشر غوارديولا ستة لاعبين في خط الوسط من مختلف الأوصاف في محاولة للتعويض عن الغيابات الدفاعية. وكانت اللافتات والهتافات حول ألقابهم الأربعة المتتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، بمثابة تذكير بأن هذا الفريق لن يفوز باللقب الخامس.
لكنهم كانوا متقدمين، وظهرت نقطة ضعف مانشستر يونايتد تحت قيادة أموريم، وهي الكرات الثابتة، وحتى مع سعي مساعد أموريم ومدرب الضربات الثابتة الجديد في مانشستر يونايتد كارلوس فيرنانديز، الذي كان يسعى إلى حراسة حافة منطقة الجزاء استقبلوا هدفاً من ركلة ركنية للمرة الرابعة في ثلاث مباريات بالدوري، لكن يمكنهم أن يزعموا أنهم تعرضوا لعنصر سوء الحظ، لأنه حتى في ذلك الوقت لعب أماد دوراً، فبعد أن تبادل كيفين دي بروين التمريرات مع إلكاي غوندوغان، انحرفت عرضية البلجيكي عن أماد وارتدت بصورة جيدة إلى يوسكو غفارديول ليرتفع فوق هويلوند ويضع الكرة برأسه في المرمى، وخرج المدافع بمفرده كثاني أفضل هدافي مانشستر سيتي هذا الموسم، وهي مشكلة في حد ذاتها، فقد كان هدافهم الأول إيرلينغ هالاند محروماً من الكرات، إذ كان هاري ماغواير يحرسه جيداً في مباراة هيمن عليها النرويجي في الماضي.
بدا مانشستر سيتي مفككاً وافتقروا إلى الإلحاح والإبداع، ولم يكن مانشستر سيتي أكثر استحواذاً على الكرة من مانشستر يونايتد، على رغم أن فريق غوارديولا كان مليئاً باللاعبين المارة وفريق أموريم بالمدافعين، وفي الوقت نفسه لم يميز دفاع مانشستر سيتي نفسه: فقد قام كايل ووكر بمحاولة محرجة لطرد هويلوند، واستقبل مانشستر سيتي الآن 25 هدفاً في آخر 11 مباراة خاضها، وفاز بمباراة واحدة فقط، وكان ينبغي أن تكون مباراتين، وقال غوارديولا "في الماضي ربما كنت أفترض أننا نستطيع الفوز قبل دقيقتين من نهاية المباراة". ولكن الأمر لم يعد كذلك، والآن يبدو أن الفوز لم يعد مضموناً لمانشستر سيتي، حتى عندما يكون متقدماً بهدف على أرضه، قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة وضد فريق ضعيف مثل يونايتد.
© The Independent