ملخص
-ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جعل الاعتراف بإسرائيل مشروطاً باتخاذها خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية
-عودة ترمب إلى الرياض ستكون مختلفة، إذ إن الدبلوماسية السعودية تحمل شعاراً مختلفاً هذه المرة: "ستكون الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً وصديقاً للمملكة العربية السعودية، ولكنها لن تكون شريكاً أمنياً واقتصادياً حصرياً، والبدائل ستعمل متى ما دعت الحاجة وبفاعلية أكبر".
يمكننا تلخيص العلاقة بين الرياض وواشنطن بلافتة "افتراضية" وضعتها السفارة الأميركية وقنصلياتها لدى السعودية على قمة موقعها الرسمي، وهي تقول واصفة زهاء ثمانية عقود، "بإشراقة القرن الـ21، تظل حيوية العلاقات الأميركية - السعودية آمنة وراسخة".
والعلاقة التي تعود إلى ما قبل اكتشاف النفط عام 1931 ترسخت أكثر في عهد أهم مصدر لطاقة اقتصادات العالم، وفي شرق السعودية قبلتها الأولى، إذ الظهران وبئرها "أم الخير"، أول بئر نفطية اكتشفت في مارس (آذار) 1938.
وفي رحلة استكشاف النفط وإنتاجه التي بدأت أولاً بصورة تجارية منح الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة، حق التنقيب لشركة أميركية، تبعه بعد ذلك توقيع اتفاق تعاون بين البلدين عام 1933، ودعم هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية.
وأسس اللقاء التاريخي الذي جمع بين الملك عبدالعزيز والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأميركي "يو أس أس كونسي" في 14 فبراير (شباط) 1945 عقوداً من العلاقات والشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين البلدين.
العقود الثمانية "الراسخة الآمنة"، مرت بأيام زهو وأعوام أخرى فاترة تلخصها حقبة العقد الأخير، ذلك حين عبر ثلاثة رؤساء المكتب البيضاوي، ديمقراطيان وجمهوري. وكان الأخير هو الأقرب من الذي قبله والذي حل بعده. وهو دونالد ترمب العائد في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل إلى عرش ولايته الثانية، بعد أربعة أعوام من ولاية سلفه الرئيس جو بايدن.
وربما كان قدر ترمب دائماً أن يصلح ما أفسده الديمقراطيون من قبله، وهو الذي أعاد في ولايته الأولى (2017-2021) بناء الثقة مع السعودية بعد توترها في عهد إدارة باراك أوباما، خصوصاً بسبب الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، الذي عارضته السعودية بشدة. ويتوقع أن يتكرر الأمر في ولايته الثانية (2025-2029) بعد ولاية جو بايدن التي لم تكن أيام الحليفين في عهده بأفضل حالاتها.
وكان الرئيس الثمانيني قد استبق أيامه الأولى في البيت الأبيض بوعد قال فيه سأجعلهم "منبوذين" (أي السعوديين)، لكنه وبعد عام ونيف وجد نفسه في البلد النفطي يطلب "استقرار أسعار النفط وأسواقه" بعد أن هزتها الحرب في أوكرانيا. وهي زيارة وصفتها "مانشيتات" الصحافة حول العالم تحت عنوان "بايدن يصطدم بالقبضة"، وتقصد بالمصافحة اللافتة حين اصطدم الديمقراطي العتيق بقبضة رجل الرياض القوي ولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان، أمام قصر السلام في مدينة جدة الساحلية.
ودفع الحليف العائد إلى البيت الأبيض أثماناً باهظة، منها 34 تهمة ومحاولتا اغتيال ومحاكمة وتهديد بالسجن، مروراً ببيع وجبات "ماكدونالدز" وانتهاء بقيادة سيارة تحمل أطناناً من القمامة، وتلك سبل تفرضها "أميركا الجماهير". بعضها جاء من بوابة السخرية من منافسته الطارئة كامالا هاريس، وبعضها جاءت بها الأقدار السماوية قسراً، إذ كاد يدفع دونالد حياته ثمناً لثماني رصاصات أطلقها مراهق يدعى توماس ماثيو كروكس، في ولاية بنسلفانيا.
والطريق نحو الرياض، بدأه ترمب بصفته رجل أعمال بعيداً من صفته كرئيس أكبر منصب سياسي في العالم، إذ أعلن نجله بدء بناء أطول ناطحة سحاب في مدينة جدة المطلة على مياه البحر الأحمر.
Incredibly proud to officially launch a project that has been underway for many months, Trump Tower - Jeddah! Thank you to our partners @dar_global - This will be our 5th project together and among the most luxurious buildings anywhere in the world! pic.twitter.com/uzlbrteZG4
— Eric Trump (@EricTrump) December 11, 2024
أميركا حليف دائم
وبعيداً من المال ولغته، يتساءل كثير من المراقبين كيف سيصبح وجه العلاقة بين السعودية وأميركا في حقبة الجمهوري الثانية، رجل البيت الأبيض الأول؟ وأي الملفات العالقة سيمضي بها الطرفان نحو بر الشراكة؟ يعلق الأميركي العربي حازم الغبرا بقوله، "أعارض أولاً القول إن ترمب حليف للرياض، فالولايات المتحدة هي حليفة السعودية، وهذا أمر تاريخي، إذ إن العلاقة أكبر من ترمب أو بايدن أو أي رئيس".
ولا ينفي الغبرا الفتور الذي صاحب حقبة الرئيس الـ46، إذ يقول، "هناك أخطاء من قبل إدارة بايدن، خصوصاً في الأيام الأولى، وهي أخطاء جاءت تحت شعار ’لا بد من تغيير كل شيء حدث في عهد ترمب، سواء سلبياً أو إيجابياً’".
ويعتقد مبدئياً أنه لن تكون "هناك قرارات كبرى في ما يتعلق بالشراكة مع الرياض" لأسباب منها، "التغيرات السريعة في الشرق الأوسط الذي يمر بوضع معقد وسريع التغيرات، مثل حرب غزة والتغيرات المفاجئة في سوريا وتقهقر قوة إيران". ووفقاً للضيف، "فهناك خطوط عامة بين البلدين متفق عليها، لكن ربما سنرى تغييراً لبنود في اتفاقات سابقة بما يناسب المرحلة المقبلة، خصوصاً رؤى البلدين تجاه مستقبل سوريا".
وعن التعاون العسكري والتقني يقول، "هو إطار عام متفق عليه بين البلدين في مجالات عدة، منها المجال النووي، وأمور تقنية أخرى، ولا أعتقد أن هناك خلافاً على الخطوط العريضة، لكن التفاصيل قيد البحث لتناسب التغيرات".
وبالعودة إلى الرؤية في عهد الرئيس الـ47 والعلاقة معها يقول، "من الصحي جداً في هذه المرحلة أن ننتظر، خصوصاً أن الوضع في الشرق الأوسط متغير، وكما نعرف فإيران لم يعد خطرها كما كان من قبل"، ويؤكد "هو لم يختفِ لكنه متقهقر".
الصين استغلت الفراغ الأميركي
ويوافق الغبرا، المستشار الاقتصادي والخبير في الشراكات الاستراتيجية الدولية المهندس فارس القضيبي بقوله، "إن المملكة دائماً ما تتعامل بحكمة شديدة مع مختلف الإدارات الأميركية، وهي تعلم أن الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة يجب ألا تتأثر بسلوك إدارة معينة ورئيس عابر". ويمضي بالقول، إن الرياض "توازن بين الحفاظ على الشراكة بما يضمن تحقيق المصالح الاستراتيجية المشتركة بين الطرفين".
لكن عودة ترمب، وفق القضيبي، "تأتي بعد أن قطعت المملكة منتصف الطريق نحو بناء منهجية اقتصادية مختلفة في سياساتها الخارجية مع الدول الحليفة والشركاء الاستراتيجيين".
ترميم العلاقات مهمة ترمب الجديدة
ويقول، "لا شك في أن ترميم العلاقات مع المملكة سيكون مكلفاً على إدارة الرئيس المنتخب ترمب، فالشرخ الذي أحدثته إدارة بايدن يتطلب كثيراً لإغلاقه، ومن المحتمل أن تكون الصفقات التجارية المتمثلة في الجوانب الدفاعية والعسكرية والطيران والفضاء، وكذلك الجانب التقني وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وجوانب أخرى تتعلق بصناعات معقدة مثل أشباه الموصلات والروبوتات، ستكون حاضرة في حقيبة الرئيس ترمب لكسب ود الرياض في فترته الرئاسية الثانية".
ويرى المتخصص في الشراكات الدولية، أن ترمب سيعود مجدداً لترميم الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، لكن بعد أن أظهرت بكين التزاماً بشراكتها مع المملكة بقدر أكبر من الولايات المتحدة. وبحسب الضيف، فإن بكين أظهرت أنها تستثمر الفراغات السياسية والاقتصادية التي تحدثها الولايات المتحدة بقصد إحداث الضرر.
ويختتم بأن عودة ترمب إلى الرياض ستكون مختلفة، إذ إن الدبلوماسية السعودية تحمل شعاراً مختلفاً هذه المرة، "ستكون الولايات المتحدة حليفاً استراتيجياً وصديقاً للمملكة العربية السعودية، لكنها لن تكون شريكاً أمنياً واقتصادياً حصرياً، والبدائل ستعمل متى ما دعت الحاجة وبفاعلية أكبر".
ولاية ترمب الأولى
وشهدت العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة في عهد الرئيس ترمب (2017–2021)، تعاوناً وثيقاً بني على مصالح استراتيجية واقتصادية مشتركة اعتمدت بصورة كبيرة على النفط والاقتصاد، خصوصاً أن الرياض شريك رئيس في استقرار سوق الطاقة العالمية.
وكثيراً ما كانت الولايات المتحدة في عهد ترمب داعمة لمكانة السعودية في منظمة "أوبك+" لتحقيق توازن في أسعار النفط، إذ عقدت صفقات استثمارية كبرى بين الطرفين، بما في ذلك اتفاقات دفاعية وأمنية تجاوزت قيمتها 400 مليار دولار. وركز ترمب على الشراكة السعودية لمكافحة الإرهاب مع التركيز على مواجهة النفوذ الإيراني. ووقع البلدان اتفاقات دفاعية ضخمة، إذ كانت جزءاً رئيساً من العلاقة.
"اتفاق دفاعي أكثر تواضعاً"
وفي طريق "سلام أبراهام" الذي سلكته دول خليجية وعربية برعاية ترمبية تخلت الرياض، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن "إبرام معاهدة دفاعية مع أميركا مقابل المضي في السلام مع تل أبيب".
ووفقاً لـ"رويترز" قال مسؤولان سعوديان وأربعة مسؤولين غربيين، إن الرياض تخلت عن مساعيها إلى إبرام معاهدة دفاعية طموحة مع الولايات المتحدة مقابل سلام مع إسرائيل، وتريد الآن اتفاقاً محدوداً للتعاون العسكري.
ونقلت الوكالة عن مصدرين سعوديين وثلاثة مصادر غربية، أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جعل الاعتراف بإسرائيل مشروطاً باتخاذها خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية، مع تصاعد الغضب الشعبي في السعودية والشرق الأوسط بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة.
وأضافوا، أن نتنياهو يواجه معارضة ساحقة في الداخل لأي تنازلات للفلسطينيين بعد هجمات "حماس" خلال السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ويعلم أن أي بادرة في اتجاه إقامة دولة من شأنها أن تؤدي إلى تفتيت ائتلافه الحاكم.
وأشارت المصادر إلى أن الرياض وواشنطن تأملان في إبرام اتفاق دفاعي أكثر تواضعاً قبل مغادرة الرئيس جو بايدن البيت الأبيض خلال يناير 2025. وقالت، إن المعاهدة الأميركية-السعودية الكاملة ستحتاج إلى تصديق مجلس الشيوخ الأميركي عليها بغالبية الثلثين، وهو ما لن يكون ممكناً من دون اعتراف الرياض بإسرائيل.
ويتضمن الاتفاق الذي جرى مناقشته توسيع التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة لمواجهة التهديدات الإقليمية، وخصوصاً من إيران. وقالت المصادر، إن الاتفاق سيعزز الشراكات بين شركات الدفاع الأميركية والسعودية مع ضمانات لمنع التعاون مع الصين.
وسيعزز الاتفاق الاستثمارات السعودية في التقنيات المتقدمة، خصوصاً أنظمة التصدي للطائرات المسيرة. وستزيد الولايات المتحدة من وجودها في الرياض من خلال التدريبات، والدعم اللوجيستي والأمن السيبراني، وقد تنشر كتيبة صواريخ "باتريوت" لتعزيز الدفاع الصاروخي والردع المتكامل. لكنها لن ترقى إلى معاهدة ملزمة للدفاع المشترك تلزم القوات الأميركية بحماية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم في حال تعرضها لهجوم أجنبي.
يأتي ذلك خلال وقت تشهد فيه المنطقة وقفاً لإطلاق النار في الجزء الغربي الملتهب من الشرق الأوسط، الذي تشكل أطرافه إسرائيل وفلسطين ولبنان.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مبعوث ترمب يستبق ولايته بزيارة
في خطوة تعكس تحولاً مهماً في السياسة الإقليمية، أفاد تقرير نشره موقع "أكسيوس" وهو موقع إخباري أميركي، في ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بأن ستيف ويتكوف الذي يشار إليه كمبعوث خاص للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، زار السعودية واجتمع مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. هذه الزيارة التي تعد أول تواصل مباشر بين ولي العهد وأحد أعضاء إدارة ترمب القادمة منذ انتخابات نوفمبر الماضي، تأتي في وقت حساس للمنطقة، إذ تناقش ملفات العلاقات الثنائية وحرب غزة وإمكانية التوصل إلى سلام مع إسرائيل، بينما تفرض التغيرات في سوريا نفسها على طاولة الأحداث الكبرى في المنطقة.
يحمل اللقاء دلالات سياسية مهمة، إذ يعكس رغبة إدارة ترمب المقبلة في إعادة تشكيل العلاقة الأميركية - السعودية بما يتجاوز السياق التقليدي. ووفقاً للمصادر، يسعى ترمب إلى "صفقة ضخمة" مع السعودية تشمل اتفاق سلام تاريخياً مع إسرائيل، إلى جانب إحراز تقدم ملموس على مسار إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. هذه الصفقة التي بدأ العمل عليها خلال إدارة الرئيس جو بايدن، تمثل جزءاً من استراتيجية أوسع تسعى إلى إعادة ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط.
تعقيدات متزايدة
لكن المشهد الإقليمي يعقد هذه الطموحات، فقبل هجمات "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، كانت إدارة بايدن تخوض مفاوضات حساسة مع السعودية وإسرائيل، لكن الحرب المستمرة في غزة ولبنان، إضافة إلى مطالب السعودية بضرورة تحديد جدول زمني لإنشاء دولة فلسطينية، أديا إلى توقف المحادثات. ومع ذلك، يبدو أن السعودية لا تزال مهتمة بالمضي قدماً، لكنها تصر على تحقيق تقدم حقيقي على المسار الفلسطيني كشرط رئيسي.
من جهة أخرى يعتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الظروف الحالية قد تدفع السعودية إلى التنازل ولو جزئياً عن مطلبها الفلسطيني، خصوصاً مع تغير القيادة الأميركية. ويرى نتنياهو ومستشاروه أن إدارة ترمب، بتركيبتها الجديدة واستراتيجيتها الحادة، قد تكون قادرة على تجاوز العراقيل التي أوقفت المفاوضات السابقة.
زيارة ويتكوف إلى المنطقة التي تضمنت لقاءات مع قادة في السعودية والإمارات وقطر، تؤكد أن إدارة ترمب تعمل على بناء شبكة واسعة من الشراكات الإقليمية. الاجتماعات مع الشيخ طحنون بن زايد في أبوظبي ورئيس وزراء قطر في الدوحة، تعكس رغبة الإدارة الجديدة في صياغة تحالفات أكثر تنسيقاً لمواجهة التحديات المشتركة.
وتثير التصريحات الأميركية التساؤل حول قدرة إدارة ترمب على تحقيق اختراق حقيقي في هذه الملفات الشائكة. وعلى رغم التصريحات المتفائلة من بعض المصادر، فإن الوضع الحالي في الشرق الأوسط، بما فيه من تعقيدات سياسية وأمنية، يجعل تحقيق "الصفقة الضخمة" هدفاً صعب المنال. ومع ذلك، فإن التحركات السعودية الأخيرة التي تعكس رغبة في الانفتاح على اتفاق شامل، قد تمنح إدارة ترمب فرصة لإعادة تشكيل معادلات المنطقة.
وصرح مصدر مطلع لـ"أكسيوس" بأن مستشار ترمب في الشرق الأوسط مسعد بولس وصهره الذي عينه ترمب مستشاراً كبيراً لشؤون المنطقة العربية والشرق الأوسط، كان أيضاً في المنطقة هذا الأسبوع واجتمع في الدوحة مع رئيس وزراء قطر.
دولة فلسطينية
وكشف "أكسيوس" أنه "في الوضع الحالي، قال ولي العهد السعودي ومستشاروه الكبار، في السر والعلن، إنهم لا يزالون مهتمين بالتوصل إلى مثل هذا الاتفاق، لكنهم أكدوا الشرط الرئيس الوحيد للمملكة وهو التزام إسرائيل بمسار لا رجعة فيه ومحدد زمنياً لإنشاء دولة فلسطينية".
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن الموافقة على هذا المطلب، ويعتقد ومستشاروه الكبار أن إدارة ترمب قد تكون أكثر قدرة على تجاوز العراقيل التي أوقفت المفاوضات السابقة. لكن الرياض كثفت جهودها الدبلوماسية في سبيل ضمان الحقوق الفلسطينية، لا سيما عبر تشكيلها أخيراً تحالفاً دولياً للاعتراف بدولة فلسطين، عقد أول اجتماعاته في الرياض الشهر الماضي.
الموقف الثابت
تاريخياً، لم تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضم إلى "اتفاقات أبراهام" الموقعة عام 2020 برعاية أميركية بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. كما انتقدت مراراً الهجمات الإسرائيلية على المدنيين، وكرر ولي العهد هذا الموقف خلال قمة عربية - إسلامية محورها "الحرب في غزة".
وفي السابع من فبراير الماضي، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن الرياض أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم تعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، ووقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. وهذه معضلة تضاف إلى ملفات أخرى حاسمة تنتظر ولاية ترمب المقبلة في يناير.