ملخص
تقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات مع انتشار المجاعة في مخيمات النازحين وفرار 11 مليون شخص من منازلهم، وغادر نحو 3 ملايين من هؤلاء الأشخاص السودان إلى بلدان أخرى.
أعلنت واشنطن أمس الخميس تخصيصها مبلغاً إضافياً بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن السودان "عملت الولايات المتحدة كثيراً مع الشركاء لتوفير المساعدة إلى السودان، ونحن اليوم نعلن مبلغاً إضافياً بنحو 200 مليون دولار".
وأضاف أن التمويل سيوفر الغذاء والمأوى والرعاية الصحية للسودان، إذ يتعين توصيل مزيد من المساعدات إليه بصورة آمنة وسريعة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستستخدم كل وسيلة مثل فرض مزيد من العقوبات لمنع الانتهاكات في السودان ومحاسبة مرتكبيها، ودعا الآخرين إلى فرض إجراءات عقابية مماثلة على المتسببين في تفاقم الصراع.
ووجه وزير الخارجية الأميركي رسالة حادة إلى الدول التي تقدم الدعم العسكري للأطراف المتحاربة في السودان، أو تستفيد من الصراع قائلاً "يكفي هذا".
وقال أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة "استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودانيين، وليس تعميقها. استخدموا نفوذكم لإنهاء الحرب، وليس إدامتها. لا تكتفوا بالزعم بأنكم مهتمون بمستقبل السودان، بل أثبتوا ذلك".
أكبر مجاعة في التاريخ الحديث
وأمس الخميس حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له. وإضافة إلى ذلك، يعاني نحو 26 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي في البلد.
منذ أبريل (نيسان) 2023، يشهد السودان حرباً بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وتسيطر "قوات الدعم السريع" بصورة شبه كاملة على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش على شمال البلاد وشرقها، وحتى الآن لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة، ويتهم الجيش و"قوات الدعم السريع" باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بصورة عشوائية، وبقصف مناطق سكنية عمداً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي المجموع، لا بد من توفير مساعدة بقيمة 4.2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين في 2025، على ما قالت إيديم وسورنو مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وهي صرحت أن "كمية المساعدة الإنسانية التي تصل إلى السودانيين في العوز ليست سوى جزء ضئيل مما يحتاجون إليه"، وأردفت "في نهاية المطاف تبقى الوسيلة الوحيدة لإنهاء دوامة العنف والقتل والدمار هذه هي أن يواجه المجلس تحدي إرساء سلام دائم في السودان".
الأزمة "رهيبة في نطاقها ووحشيتها"
وتقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات مع انتشار المجاعة في مخيمات النازحين وفرار 11 مليون شخص من منازلهم، وغادر نحو 3 ملايين من هؤلاء الأشخاص السودان إلى بلدان أخرى.
وقالت إيديم وسورنو إن "الخسائر البشرية المروعة" مستمرة، وأضافت أمام مجلس الأمن "أعمال قتال ضارية تتصاعد وتنتشر في المناطق المأهولة بالسكان، في تجاهل واضح للقانون الإنساني الدولي، المدنيون يتعرضون للقتل ويتكبدون إصابات بأعداد لا تطاق".
ومضت وسورنو تقول "ملايين البشر يلاحقهم خطر المجاعة في أكبر أزمة جوع في العالم، والعنف الجنسي شائع. هذه أزمة رهيبة في نطاقها ووحشيتها، إنها تتطلب اهتماماً مستداماً وعاجلاً".
وأدت الحرب في السودان إلى موجات من العنف العرقي الذي ألقي باللوم فيه إلى حد كبير على "قوات الدعم السريع"، وتنفي "قوات الدعم السريع" إلحاق الأذى بالمدنيين وتتهم أطرافاً خارجة على القانون.
اغتصاب
وقصت شاينا لويس، المتخصصة في شؤون السودان في منظمة "منع وإنهاء الفظائع الجماعية"، قصة امرأة شابة من منطقة دارفور بالسودان تحدثت معها في وقت سابق من هذا العام، وقالت لويس إن المرأة تعرضت للاغتصاب الجماعي في منزل عائلتها.
وقالت لويس للمجلس "ضرب والدها باب الغرفة التي كانت محاصرة فيها أثناء محاولته إنقاذ ابنته، لكن جنود "قوات الدعم السريع" أطلقوا النار عليه لأنه تجرأ على حمايتها".
وفي أكتوبر (تشرين الأول) أفاد تقرير بعثة لتقصي الحقائق تابعة للأمم المتحدة بأن "قوات الدعم السريع" وحلفاءهم ارتكبوا مستويات "مروعة" من الاعتداءات الجنسية، واغتصبوا النساء أثناء تقدم القوات وسبوا بعض النساء كرقيق، وتراوحت أعمار الضحايا بين ثماني سنوات و75 سنة.
وكرر التقرير ما أفادت به تحقيقات أجرتها "رويترز" وجماعات حقوقية عن الانتهاكات الجنسية واسعة النطاق في الصراع، وقالت "قوات الدعم السريع" في وقت سابق إنها ستحقق في الاتهامات وستقدم الجناة إلى العدالة.