ملخص
في ظل العنف المستمر، ترعى الولايات المتحدة ومصر وقطر مفاوضات لوقف الحرب وتأمين إطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين لا تزال "حماس" تحتجزهم في غزة. والثلاثاء أبدت الولايات المتحدة "تفاؤلاً حذراً" بشأن احتمالات التوصل لوقف لإطلاق النار.
بعد نحو 14 شهراً من بدء الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة، لا تزال أعمال العنف تخيم على القطاع رغم مواصلة وسطاء دوليين مساعيهم للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال مسعفون إن 25 فلسطينياً على الأقل قتلوا أمس الجمعة في غارات جوية إسرائيلية في قطاع غزة، من بينهم ثمانية على الأقل داخل شقة في مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة إلى جانب 10 آخرين، بينهم سبعة أطفال، في جباليا.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن هناك 10 قتلى في "مجزرة" ارتكبها الجيش الإسرائيلي "بحق عائلة خلة بعد استهدافهم بقصف جوي على منزلهم في جباليا النزلة"، مضيفاً أن جميع القتلى من نفس العائلة، بينهم 7 أطفال أكبرهم في عمر 6 سنوات.
وأشار بصل إلى أن 15 شخصاً آخرين أصيبوا في الغارة. ولم يدل الجيش الإسرائيلي بتعليق فوري على الغارة.
عمليات قتل عشوائية
ورفض الجيش الإسرائيلي بشدة الجمعة ما أوردته صحيفة إسرائيلية بارزة نقلاً عن جنود يخدمون في غزة عن وقوع عمليات قتل عشوائية للمدنيين الفلسطينيين في ممر نتساريم في القطاع.
ونقلت صحيفة "هآرتس" اليسارية التي واجهت انتقادات شديدة من الحكومة اليمينية، في تقرير عن جنود وضباط قولهم إن القادة مُنحوا سلطة تقديرية غير مسبوقة للعمل في قطاع غزة.
وورد في الشهادات أن القادة أمروا أو سمحوا بقتل نساء وأطفال ورجال عزل في ممر نتساريم، وهو شريط يبلغ عرضه سبعة كيلومترات يمتد من حدود غزة مع إسرائيل وصولاً إلى شاطئ البحر، وقد حولت إسرائيل الممر إلى منطقة عسكرية.
ونقل التقرير عن ضابط قوله إن إحدى الحوادث أعلن إثرها مسؤول عسكري عن مقتل 200 مسلح، بينما "تم تأكيد مقتل 10 نشطاء فقط معروفين بانتمائهم لـ(حماس)".
"لا استثناءات"
وقال جنود لصحيفة "هآرتس" إنهم تلقوا أوامر بفتح النار على "أي شخص يدخل" نتساريم. ونقل جندي عن قائد كتيبة قوله "أي شخص يتجاوز الخط هو إرهابي -- لا استثناءات، ولا مدنيون. الجميع إرهابيون".
كما وصف الجنود كيف حصل قادة الفرق على "صلاحيات موسعة" تسمح لهم بقصف المباني أو شن غارات جوية كانت تتطلب في السابق موافقة من أعلى مستويات الجيش.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يتسن التحقق من التصريحات الواردة في تقرير "هآرتس" بشكل مستقل. من جهته، رفض الجيش هذه الاتهامات في بيان، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الجيش إن "جميع الأنشطة والعمليات التي تقوم بها القوات في قطاع غزة، بما في ذلك في ممر نتساريم، تتم وفقاً لإجراءات قتالية منظمة وخطط وأوامر عملياتية معتمدة من أعلى الرتب".
وأضاف أن "جميع الضربات في منطقة (نتساريم) تتم وفقاً للإجراءات والبروتوكولات الإلزامية، بما في ذلك الأهداف التي يتم ضربها في إطار زمني عاجل بسبب الظروف العملياتية حينما تواجه القوات البرية تهديدات فورية".
وأكد أن "الحوادث التي تثير مخاوف بشأن الخروج عن أوامر جيش الدفاع الإسرائيلي أو المعايير الأخلاقية يتم فحصها ومعالجتها بدقة".
مشاهد غير إنسانية
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجنود الإسرائيليين تحدثوا إليها لأن "الشعب يحتاج إلى معرفة كيف تبدو هذه الحرب في الواقع، وما هي الأعمال الخطيرة التي يرتكبها بعض القادة والجنود داخل غزة"، مؤكدين "إنهم بحاجة إلى معرفة المشاهد غير الإنسانية التي نعيشها".
واندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
واعتبرت حركة "حماس" التي تم اتهامها أيضاً بعمليات قتل عشوائي للاسرائيليين ومدنيين آخرين في هجوم العام الماضي، في بيان أن تقرير "هآرتس"، "دليل جديد على جرائم حرب غير مسبوقة وعمليات تطهير عرقي مكتملة الأركان".
جهود الوساطة
ولم تفلح بعد جهود الوساطة التي تستهدف وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" بعد أكثر من عام من اندلاع الصراع.
وذكرت مصادر قريبة من المناقشات لـ "رويترز" الخميس أن قطر ومصر اللتين تتوسطان في المفاوضات تمكنتا من حل بعض الخلافات بين طرفي الصراع لكن عدداً من النقاط لا تزال عالقة.
والثلاثاء أبدت الولايات المتحدة "تفاؤلاً حذراً" بشأن احتمالات التوصل لوقف لإطلاق النار.
وبدأت إسرائيل حملتها على غزة بعد هجوم لـ"حماس" على بلدات إسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى غزة.
وتقول إسرائيل إن نحو 100 رهينة لا يزالون محتجزين، لكن عدد الأحياء بينهم غير مؤكد.
وتقول السلطات في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتحويل أجزاء كبيرة من القطاع الساحلي إلى أنقاض.