Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحياة بعد الحرب تتجدد فوق أكوام الخراب جنوب لبنان

تعد مدينة النبطية أكثر المدن تضرراً بعد الضاحية والقرى الحدودية

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقول "بحسب تقديرات البنك الدولي فإن كلفة إعادة الإعمار تحتاج إلى ما لا يقل عن 5 مليارات دولار" (اندبندنت عربية – كامل جابر)

ملخص

يتوقع الجنوبيون أبناء الحافة الأمامية الحدودية أن حجم الأضرار والدمار هو الأكبر على مستوى لبنان، وظهر ذلك من خلال أشرطة الفيديو التي نشرها الجيش الإسرائيلي، وبدا فيها عدد من القرى المحاذية للحدود، على نحو كفركلا والخيام والعديسة وميس الجبل وعيترون وغيرها، وقد تحولت بيوتها وأبنيتها إلى ركام وأطلال

لم ينتظر معظم أبناء الجنوب بزوغ صباح الأربعاء الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو موعد وقف إطلاق النار بناء على اتفاق موقع بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية وفرنسية، حتى كانت قبلتهم الجنوب، فعادوا إلى بلداتهم وقراهم بعد نزوح دام طوال فترة الحرب "المعلنة" 66 يوماً كانت كفيلة بأن تحول الآلاف من منازلهم والوحدات السكنية ومؤسساتهم الاقتصادية والزراعية إلى أكوام من الردم والدمار.

هذه الخسائر الجسيمة أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في القمة الـ11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، في مصر "أنها بلغت 100 ألف منزل ووحدة سكنية"، وتابع ميقاتي "بحسب تقديرات البنك الدولي فإن كلفة إعادة الإعمار تحتاج إلى ما لا يقل عن 5 مليارات دولار... بدأنا بعملية مسح الأضرار، ونقدر أن كلفة الحرب على الاقتصاد والبيئة والزراعة أعلى بكثير، إذ أدى العدوان إلى حرق آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والحرجية وتدمير سبل العيش لمئات الآلاف من اللبنانيين وتهجيرهم من قراهم ومدنهم مخلفاً أكبر حال تهجير في تاريخ لبنان"، وأضاف أن عدد القتلى، خلال الفترة الماضية في لبنان، بلغ ما يزيد على 4 آلاف "بينهم 290 طفلاً و790 امرأة و241 من العاملين في القطاع الصحي والإسعاف وأكثر من 14 ألف جريح".

عودة منقوصة

ويدرك الجنوبيون، ومعهم أبناء البقاع (شرق) وضاحية بيروت الجنوبية، الذين تعرضت مناطقهم وبلداتهم لأعنف هجوم جوي نفذته الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدى أكثر من 66 يوماً، أن حجم الدمار فاق توقعاتهم، وهذا ما لمسوه فعلاً بعد ساعات من العودة، لمن استطاع منهم، إذ بقيت مناطق جنوب نهر الليطاني خارج هذه العودة بفعل تهديدات إسرائيلية وتحذيرات منعت أبناء المنطقة الحدودية وقرى وبلدات الخطوط الخلفية من العودة إلى معظم القرى والبلدات في أقضية مرجعيون وبنت جبيل وصور، ويحمر (الشقيف) وأرنون في قضاء النبطية وتقعان شمال نهر الليطاني.

ويتوقع الجنوبيون أبناء الحافة الأمامية الحدودية أن حجم الأضرار والدمار هو الأكبر على مستوى لبنان، وظهر ذلك من خلال أشرطة الفيديو التي نشرها الجيش الإسرائيلي، وبدا فيها عدد من القرى المحاذية للحدود، على نحو كفركلا والخيام والعديسة وميس الجبل وعيترون وغيرها، وقد تحولت بيوتها وأبنيتها إلى ركام وأطلال بعدما سوتها الجرافات الإسرائيلية الضخمة بالأرض إضافة إلى آلاف الغارات المدمرة التي نفذتها الطائرات الحربية، وألقت خلالها مئات الأطنان من القنابل والصواريخ "الارتجاجية" و"الزلزالية" و"الفراغية"، يضاف إليها أشرطة أظهرت هذا الجيش وهو يدمر دفعة واحدة عشرات البيوت بعد تفخيخها في مركبا ومحيبيب وميس الجبل وبليدا وعيترون وعيتا الشعب ويارون.

 

النبطية والدمار الكبير

وتعد مدينة النبطية عاصمة المحافظة والقضاء أكثر المدن تضرراً بعد الضاحية الجنوبية لبيروت والقرى الحدودية، إذ استهدفتها عشرات الغارات ودمرت فيها مربعات تجارية وسكنية، منها السوق القديمة الواقعة في ساحتها العامة وحولتها إلى جبال من الركام. في المدينة بدأت عملية إزالة الردم، لكن هذه العملية لم تزل بعد نحو ثلاثة أسابيع من توقف الحرب بطيئة جداً وخلقت حيزاً من الإرباك عند أصحاب الأبنية والمؤسسات المدمرة لأسباب عدة، تأتي في طليعتها عملية مسح الأضرار من قبل أكثر من جهة، منها "مجلس الجنوب"، ومؤسسة "جهاد البناء" التابعة لـ"حزب الله"، عدها أصحاب "الأضرار" أنها تسير بوتيرة بطيئة.

ويقدر رئيس بلدية النبطية المهندس خضر قديح الذي انتخب بعد توقف إطلاق النار خلفاً لرئيسها السابق الطبيب أحمد كحيل الذي قتل مع عدد من أعضاء المجلس البلدي والموظفين في الغارة التي نفذتها الطائرات الحربية على مبنى البلدية، صباح الأربعاء الـ16 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأصيب قديح في خلالها بجروح بالغة، "أن حجم البيوت والوحدات السكنية والتجارية المدمرة في النبطية بلغت نحو 15 في المئة، بينما تجاوزت البيوت المتصدعة أو المتضررة 20 في المئة، وتعد النبطية أكثر المدن دماراً بعد الضاحية وقرى الشريط الحدودي".

عودة تدريجية للحياة

ويشيد قديح بأبناء المدينة "الذين سارعوا للعودة إليها في اليوم الأول لوقف إطلاق النار، وبدأوا فوراً بمعالجة الأضرار في البيوت ذات الأضرار البسيطة كالأبواب والنوافذ والزجاج، وهم اليوم يسكنون فيها، بعدما قامت البلدية بجهود كبيرة لإعادة التيار الكهربائي بعد إصلاح الشبكات المتضررة بصورة واسعة إلى نحو 65 في المئة من أحياء وبيوت النبطية، إذ إن البلدية تمتلك أكثر المولدات الكهربائية التي تغذي المدينة. وكذلك سارعت إلى إصلاح ما يمكن من شبكات المياه وتستمر في ذلك بعدما ظهرت أعطال تقع تحت الأبنية المهدمة وتحتاج إلى جهود كبيرة".

ولا ينفي قديح بطء إزالة الركام "على رغم الجهود التي تبذلها وزارة الأشغال العامة وبعض المؤسسات الأخرى ومساهمات من جمعيات أهلية، لكن هذه العملية تحتاج إلى ورش أكبر بسبب حجم الدمار الكبير المنتشر في السوق التجارية وأهم شوارع المدينة، شارع حسن كامل الصباح، الذي شهد أضخم عملية تدمير منهجية أتت على مربعات تجارية وسكنية واسعة وفي مختلف الأحياء، ونحن في بلدية النبطية لا إمكانات لدينا لإزالة هذا الركام وهذه الأنقاض لأن صناديقنا خاوية تماماً من الأموال، ونتمنى على وزارة الداخلية والبلديات أن تسارع إلى دفع ما لنا عندها من مستحقات مالية كي نستطيع أن ننهض بالمدينة من نكبتها ومن هذا الخراب".

في النبطية والجوار لم يركن معظم أصحاب البيوت إلى انتظار لجان التخمين ومسح الأضرار فسارعوا إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه بعد تصوير هذه الأضرار والحصول على فواتير بكلف التصليح، لا سيما في أعقاب تلقيهم رسائل من مؤسسة "جهاد البناء" تدعوهم إلى عدم الانتظار والبدء بمعالجة الأضرار بعد تصويرها والحصول على الفواتير اللازمة "لأصحاب الأضرار الجزئية"، لذا تحولت المدينة إلى ورش تعمل، ليلاً ونهاراً، أربابها تجار الزجاج وورش الألمنيوم والخشب والستائر والديكورات وغيرها.

مبادرات وسط الدمار

ولم ينتظر الصيدلي نادر خطاب بدرالدين "الروتين" المستمر في عملية إزالة الركام في المربع السكني والتجاري الواقع بين كفرجوز والمدخل الشمالي للنبطية الذي دمرته قنابل ضخمة تردد أنها أطلقت من البوارج الحربية الإسرائيلية من عرض البحر في الـ18 من نوفمبر الماضي. وأنشأ بدر الدين بيتاً جاهزاً "كونتينر" إلى جانب الطريق قرب المربع المستهدف ووضع عليه لافتة صيدلية وباشر العمل.

ويروي بدرالدين حكايته مع دمار صيدليته وشقته السكنية الواقعة فوقها في المبنى المستهدف فيقول، "قبل تسعة أيام من توقف الحرب تعرض المبنى لتدمير كامل، أملك فيه صيدلية ومنزلاً، وعندما علمت بالأمر وشاهدت الصور والفيديوهات وجدت نفسي أمام مشكلة كبيرة، هي أن يخسر الإنسان عمله وبيته في لحظة واحدة، لذلك رحت أستجمع أفكاري كي أخرج بحل سريع لهذه الأزمة، وخصوصاً كيفية استرجاع عملي مع إدراكي أن عملية إزالة الركام وإعادة البناء لن تكون سريعة، والمشكلة كبيرة جداً، فالنبطية برمتها يعمها الخراب. بدأت التحضير لمشروع إنشاء بيت سريع على شكل كونتنر من مواد سهلة أجعله صيدلية، قريباً من مكان الدمار".

يضيف الصيدلي بدرالدين، أنه أراد أن يصنع الحياة من جديد "تماماً مثل طائر الفينيق، وقبل انتهاء العدوان اتصلت بصاحب مشغل لصناعة البيوت وبمن يركب الستائر والواجهات، ومن يعد اللافتة المطلوبة، ومن يبلط الأرض، جهزت من خلال الفكرة لمشروعي الذي سأسارع إلى إقامته في أعقاب انتهاء الحرب، وكان جميع من حولي يسألونني: كأنك بدأت البناء في الخيال والحرب لم تنته بعد؟ أنتظر قليلاً. لكن العدوان انتهى وعدت في اليوم الأول لوقف إطلاق النار، وخلال أربعة أيام كنت قد جهزت لكل شيء، وتجاوزت مشكلة أين سأضع هذا البيت والمكان كله أنقاض ودمار، فوقع الاختيار على زاوية أزلنا منها الركام وصارت جاهزة لقيام المشروع".

ويشير بدرالدين إلى أن اختيار المكان قبالة الدمار "هو نوع من التحدي والصمود، حصلت على موافقة صاحب الفيلا التي دمرها القصف، وكذلك على موافقة البلدية التي لم تمانع، ما دام أصحاب الملك المجاور موافقين. في أقل من أسبوعين صار البيت صيدلية، ولو أنها ليست كبيرة". أما عن حجم خسارته في فقدانه بيته وصيدليته في آن معاً فيقدرها "بما يفوق 100 ألف دولار ثمن الشقة السكنية و80 ألفاً ثمن محل الصيدلية، هذا خارج الكلام عن أثاث المنزل، وما في الصيدلية من بضاعة وأدوية وتجهيزات".

نبدأ من حيث توقفنا

لم يغادر مختار "حي البياض" في النبطية حسن نزار جابر النبطية طوال أيام الحرب، إذ التحق بإحدى الجمعيات العاملة في الإغاثة والإسعاف وتقديم الخدمات للمواطنين والمصابين، ومثله فعل ابنه البكر نزار. أما مكتبه في وسط النبطية، فقد لحقته أضرار كثيرة مع المبنى الذي يقع فيه.

يقول، "هنا قبل بدء الحرب كنت أنجز معاملات الناس من أبناء الحي والمدينة، وقررت أن أعود إلى المكان عينه، كنوع من التحدي، فأزلت بعض الردم ووضعت مكتبي وبدأت أستقبل معاملات الأهالي وهي كثيرة بعد توقف قسري دام أكثر من شهرين، وحصلت في أثنائها ولادات ووفيات لم يستطع أصحاب المعاملات تنفيذها بسبب إقفال سرايا النبطية الحكومية التي تعرضت لأضرار جسيمة جراء غارة حصلت بقربها، والناس اليوم باتوا بأشد الحاجة إلى إتمام معاملات إصدار إخراجات القيد وجوازات السفر، لا تهم الفوضى في المكان، المهم أن يستكمل الناس معاملاتهم، لذلك كان الإصرار أن أبدأ من حيث توقفت في هذا المكان المقابل للمربع التجاري المدمر في قلب سوق النبطية".

إسرائيل تدمر ونحن نبني

ويحصي المختار جابر سقوط ما لا يقل عن 136 قتيلاً من أبناء النبطية بين مدنيين ومسلحي "حزب الله" من أبناء المدينة "منذ الثامن من أكتوبر 2023، أي منذ بدء حرب الإسناد، ناهيك بالأضرار الجسيمة في أسواق النبطية ومتاجرها وأحيائها، منها هذا المربع الكبير وسط الساحة العامة الذي لم يبق فيه حجر فوق حجر، لذلك أردت أن أبدأ من هنا لأقول إننا نحن أبناء الجنوب كثيراً ما عانينا من الحروب الإسرائيلية وقصفها هذه المدينة منذ عام 1974 وما تلاها من حروب، وكنا دائماً نلملم أشلاء ضحايانا وقتلانا ونرمم ما يدمره العدو ونعود إلى مواصلة حياتنا، ولو أننا لم نفعل ذلك لكان جنوب لبنان مهجوراً منذ عقود طويلة، إنها إرادة الحياة أن تعيد المحاولة ولو على أشلاء البيوت والديار والمتاجر، لذلك نرى النبطية اليوم تعود إلى الحياة شيئاً فشيئاً وبوتيرة سريعة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"إرادة الحياة أقوى من الموت"

كذلك، سارعت إدارة ثانوية "السيدة" للراهبات الأنطونيات في النبطية بعد أقل من أسبوعين من وقف إطلاق النار إلى فتح أبوابها والمباشرة بالتدريس، مع العلم أن مبنى الثانوية أصيب بأضرار جسيمة جراء غارات عديدة حصلت حوله في الحي الذي بات يحمل اسم المدرسة "حي الراهبات" ودمرت مباني كبيرة.

تقول رئيسة الثانوية الأم ماري توما، "إرادة الحياة أقوى من الموت، ووضعنا نصب أعيننا مستقبل طلابنا وتلامذتنا، وقلنا إنه يحق لهم مثل جميع طلاب لبنان صناعة مستقبلهم، وألا يخسروا عامهم الدراسي، تجاوزنا كل شيء، خراب لا يمكن إصلاحه حالياً وخصوصاً مبنى الحضانة الذي بات بحال من الخراب والدمار، من الخارج والداخل، ولا يمكن الدخول إليه في هذا العام الدراسي إذ يحتاج إلى ورشة كاملة ستستغرق أشهراً عدة. لذا لجأنا إلى المبنى الرئيس ووجدنا أنه يمكننا أن نجمع الصفوف موقتاً ونعيد التلامذة إلى المدرسة على رغم خراب كثير فيه يحتاج إلى تصليح، فعلنا ذلك صفاً تلو صف وطابقاً بعد طابق وها نحن عدنا إلى التعليم".

وبدأت الثانوية باستيعاب تلامذتها من الصفوف الثانوية النهائية إلى الرابع ابتدائي، على أن تستقبل مرحلة الروضات والصفوف الابتدائية الأولى بعد عطلة عيد الميلاد "ونستغل العطلة في تجهيز بقية الصفوف كي نعيد جميع تلامذتنا إلى مدرستهم". وتشير إلى أن "بعض التلامذة شبه محطمين نفسياً، إذ ثمة خوف ملحوظ في عيونهم، لكن في الوقت عينه لديهم رغبة كبيرة في العودة إلى مقاعد الدراسة، الحرب أثرت كثيراً في نفوسهم وتركت بصمات واضحة خصوصاً عند الذين عادوا مع ذويهم، ووجدوا بيوتهم مدمرة، وكذلك الأحياء التي يسكنون فيها أو الأسواق والدكاكين ومتاجر ألعابهم، إنهم يحتاجون إلى وقت كبير كي يتجاوزوا هذه الأجواء الصعبة وهذه المحن"، وتؤكد الأم توما "محاولاتنا الدؤوبة كي نزرع في نفوس تلامذتنا الأمل في بناء المستقبل وإزالة الخوف من نفوسهم، والدمار بات خلفنا والحياة والمستقبل الجميل أمامنا وفي انتظارنا، ويجب أن نبنيه معاً بأيادينا وأرواحنا وإصرارنا على التعلم، وهذا ما يسمعونه منا يومياً، من الراهبات والمعلمين. هذا الأمر بدأناه قبل فتح المدرسة مع الأساتذة بعدما أحصينا عودتهم إلى ديارهم وأجرينا جلسات للدعم النفسي قبل البدء بالتدريس، وقد أبدوا استعداداً كبيراً للعودة واستكمال العام الدراسي".

"نعود على رغم الكارثة"

وتصف مديرة إحدى المدارس الرسمية في منطقة النبطية ما حل في مبنى المدرسة بالكارثة وتقول مع احتفاظها بعدم ذكر اسمها لأسباب مهنية، "عندنا أضرار هائلة جعلتنا غير قادرين على فتح أبواب المدرسة قبل أسابيع عدة لأسباب كثيرة، منها المبالغ الطائلة التي تحتاج إليها عملية إزالة الردم والزجاج، إذ أتت الغارات قريبة من المدرسة، مما أدى إلى تدمير ألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه فوق السطوح، وهذا يعني أننا من دون ماء أو كهرباء، يضاف إلى ذلك أن جميع القاعات والصفوف من دون زجاج وأحدثت الغارات أضراراً جسيمة بالأبواب وألومينيوم الشبابيك"، لذلك تواصل المدرسة، إدارة ومعلمين، تدريس التلامذة يومياً وفي أوقات الدوام الرسمي من بعد، في فترتي ما قبل الظهر وبعده لنحو 600 تلميذ لبناني وسوري، ويحضر الجهاز الإداري وعدد من المعلمين إلى إحدى قاعات المدرسة للاجتماع وتقييم الأوضاع وعرض البرامج.

وتفيد المديرة بألا "إمكانية للتدريس أون لاين من قلب المدرسة بسبب انقطاع الإنترنت والكهرباء والماء، ونحن في فصل الشتاء، فإذا كان الطقس صحواً اليوم، فلن يكون غداً كذلك، ولا يمكن الإقامة، ساعات طويلة، وسط هذا الدمار والغرف المفتوحة على الهواء"، وتختم "لدينا إصرار في الإدارة وجهاز التعليم على إنهاء العام الدراسي على خير ما يرام، فتلامذتنا الذين تعرضوا لكل هذا الخوف والرعب ومشاهد القتل والدمار ودوي القصف والانفجارات وجدار الصوت، يستحقون حياة أفضل، وأن يخرجوا من هذه المحنة بأقل ضرر ممكن، وهذا ما سنسعى إليه بكل جوارحنا".

المزيد من تحقيقات ومطولات