ملخص
بدأت إسرائيل في أوائل أكتوبر عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة، قالت إنها تهدف إلى منع "حماس" من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة.
فيما يتواصل القصف والاشتباكات رغم التصريحات الفلسطينية عن احتمال التوصل قريباً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قتل 35 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، في غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي خلال 24 ساعة في قطاع غزة، وفق ما أفاد الدفاع المدني الأحد.
وتواجه إسرائيل انتقادات متزايدة بسبب تصرفاتها خلال الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم "حماس" في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقد اتهمتها منظمات حقوقية بارتكاب "أعمال إبادة جماعية" وهو ما تنفيه الحكومة الإسرائيلية بشدة.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل وكالة الصحافة الفرنسية أن 13 قتيلاً سقطوا في "استهداف الطيران الحربي الليلة الماضية منزلاً مكوناً من ثلاثة طوابق في دير البلح وسط القطاع" مشيراً إلى أن غالبية القتلى من عائلة "أبو سمرة، وبينهم ثلاث نساء وأطفال".
وقال نعيم الرملاوي المقيم في دير البلح "نحن نعاني ونمر بأزمات شديدة وكل يوم نفقد أناساً وأشخاصاً من أهلنا وأحبابنا"، وأعرب عن أمله بأن تكون الهدنة وشيكة بما يتيح "العيش الكريم بدلاً من البؤس الذي نعيشه".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف في دير البلح "بناء على معلومات استخباراتية" عنصراً من حركة "الجهاد الإسلامي"، معتبراً أن حصيلة القتلى المذكورة لا تتوافق مع المعلومات المتوفرة لديه.
على صعيد متصل، أفاد بصل بسقوط 8 قتلى على الأقل وعدد من المصابين في "مدرسة موسى بن نصير التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج" في شمال شرق مدينة غزة، موضحاً أن من بينهم أربعة أطفال.
وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ "ضربة دقيقة" خلال الليل استهدفت مسلحين من "حماس" يعملون هناك. وأفاد بيان عسكري أن "مركز قيادة وسيطرة لـ(حماس)... كان داخل" مجمع المدرسة في شرق المدينة، مضيفاً أنه استخدم "للتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية" ضد القوات الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة إنه تم انتشال جثث 3 قتلى جميعهم في العشرينات من العمر، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في شرق مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
كما أشار إلى أنه تم نقل 4 قتلى وعدد من المصابين إثر استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة مدنية في شارع الجلاء في مدينة غزة، ونقلوا إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
ظروف غير إنسانية
وأكد مصدر أمني إسرائيلي طلب عدم كشف هويته، استهداف السيارة.
وأفاد الدفاع المدني في ساعة متأخرة من مساء الأحد عن مقتل سبعة أشخاص في قصف بمسيرة إسرائيلية على خيام في منطقة المواصي الإنسانية غرب خان يونس، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابياً من (حماس)".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدأت إسرائيل في أوائل أكتوبر عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة، قالت إنها تهدف إلى منع "حماس" من إعادة تنظيم صفوفها في المنطقة.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة زار مدينة غزة أواخر الشهر الماضي إن الناس يعيشون في "ظروف غير إنسانية مع نقص حاد في الغذاء وظروف صحية مروعة".
إخلاء مستشفى كمال عدوان
إلى ذلك، قال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية إن الجيش الإسرائيلي طالب عبر مكبرات الصوت فجر الأحد بإخلاء فوري لمستشفى كمال عدوان.
وأضاف "القصف المدفعي وإطلاق النار من الطائرات المسيرة يتواصل بشكل مكرر على أقسام المستشفى خصوصاً قسم الحضانة".
وأضاف "لدينا 80 مريضاً ومصاباً في المستشفى، حياتهم وحياة الطاقم الطبي معرضة لخطر الموت، حيث اضطر الجميع للنزول للطابق الأرضي في قسم الجراحات ولا نعرف مصيرنا"، مناشداً العالم "التدخل الفوري لحماية المستشفى والمرضى والطاقم الطبي".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إن لا علم له بأي ضربات على المستشفى، أحد المرفقين الطبيين الأخيرين اللذين ما زالا يعملان في شمال غزة.
أسفر هجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1208 أشخاص غالبيتهم من المدنيين، وفق تعداد يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم أو قتِلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصاً، لا يزال 96 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وترد إسرائيل مذاك بقصف مدمر وعمليات برية في قطاع غزة ما أسفر عن مقتل 45259 شخصاً، غالبيتهم مدنيون نساء وأطفال، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
الوصول إلى اتفاق
وقالت "حماس" السبت في بيان مشترك مع "الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إن وفوداً تمثل الفصائل الفلسطينية الثلاثة اجتمعت في القاهرة مساء الجمعة واتفقت على أن "إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقف العدو عن وضع اشتراطات جديدة".
وأكد البيان "حرص الجميع على وقف الحرب على شعبنا".
وجرت الأسبوع الماضي مفاوضات غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة بين "حماس" وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية.
في الفاتيكان، ندد البابا فرنسيس مجدداً الأحد بـ"قسوة" الغارات الإسرائيلية على القطاع، وقال بعد صلاة التبشير "بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرضون لإطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة".
واتهمت إسرائيل البابا بـ"ازدواجية المعايير" إثر تنديده بقصف استهدف أطفالاً في غزة.